نشر موقع ميدل إيست آي مقالًا للكاتب ديفيد هيرست تناول فيه أسباب رفض حركة حماس الاستسلام رغم الحصار، المجاعة، والدمار الواسع في قطاع غزة، مؤكدًا أن إسرائيل – وعلى رأسها بنيامين نتنياهو – لا تدرك طبيعة خصمها.

يبدأ المقال بتصوير التناقض الصارخ بين الحياة اليومية للإسرائيليين في تل أبيب وبين المعاناة اللامحدودة في غزة، حيث المجازر والمجاعات. ويتهم المقال نتنياهو بسوء تقدير الموقف، إذ يظن أن قادة حماس سيتخلون عن القضية مقابل المال كما فعلت فتح سابقًا، في حين أن الحركة رفضت آخر عرض إسرائيلي يتضمن تسليم الرهائن مقابل طعام وماء لمدة 45 يومًا ونزع السلاح.

حماس، من جهتها، وافقت على هدنة طويلة الأمد تُطلق بموجبها سراح الأسرى مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين، شريطة انسحاب الاحتلال الكامل ووقف دائم للحرب، مع تسليم إدارة غزة لفصائل فلسطينية أخرى، ولكنها ترفض بشكل قاطع نزع السلاح.

المقال يوضح أن العقبة الأساسية أمام التوصل لتسوية ليست حماس، بل نتنياهو الذي مزّق الاتفاقات السابقة، آخرها اتفاق يناير الذي نصّ على وقف تدريجي لإطلاق النار وإطلاق سراح أسرى. هدف نتنياهو، بحسب الكاتب، لم يكن عسكريًا بل سياسيًا لإنقاذ حكومته من السقوط.

رغم استخدام إسرائيل للمجاعة كسلاح تفاوض، وقصفها لمستودعات الغذاء، فشلت في كسر إرادة الحركة. كذلك، أفشلت إسرائيل محاولات وساطة مباشرة بين حماس والولايات المتحدة، رغم إشارات واضحة من الطرفين لإمكانية الوصول لاتفاق.

يتحدث المقال عن "قدسية غزة" التي أصبحت رمزًا وطنيًا لكل الفلسطينيين، موضحًا أن المقاومة – بعكس فتح – باتت جزءًا لا ينفصل عن الناس. فقدت كل عائلة في غزة منزلًا أو قريبًا، وهذا عمّق الرغبة في الصمود.

ويؤكد المقال أن الاحتلال الإسرائيلي المستمر، وسلوك المستوطنين، والهيمنة الدينية والسياسية، كلها تعزز دوافع المقاومة. لا فرق كبير اليوم، بحسب المقال، بين الأطياف السياسية والدينية داخل إسرائيل عندما يتعلق الأمر بإنكار الحقوق الفلسطينية، فجميعهم يكملون ما بدأه بن غوريون.

يرى الكاتب أن استسلام حماس هو بمثابة نهاية للقضية الفلسطينية. فالحركة، رغم كونها دينية، تحوّلت إلى رمز لمقاومة الاحتلال. حتى الشاب رِفاعة رضوان، المسعف الذي لفظ أنفاسه وهو يستغفر ربّه، يجسّد هذه الروح. لم يكن من حماس، لكنه عبّر عن الإيمان العميق الذي يدفع الفلسطينيين للصمود.

استراتيجيًا، تعتقد حماس أنها نجحت في إعادة قضية فلسطين إلى صدارة المشهد الدولي. فقد شهدت مواقف الرأي العام العالمي – خصوصًا الأمريكي – تغيرًا كبيرًا تجاه إسرائيل منذ 7 أكتوبر، رغم تصنيف الحركة كمنظمة إرهابية في بعض الدول.

ينهي المقال بتحذير لإسرائيل: لا توجد دولة، حتى بقوة أمريكا والناتو، استطاعت كسر مقاومات شعبية مثل طالبان أو مقاومة العراق. وعلى إسرائيل، التي تعتمد كليًا على الدعم الأمريكي، أن تعي أن استمرار الحرب في غزة لا يمكن تحمّله. الأفضل أن تنسحب قبل أن تخسر أكثر على الساحة الدولية، خاصة مع تحركات بعض الدول الأوروبية للاعتراف بدولة فلسطينية.

 https://www.middleeasteye.net/opinion/israel-palestine-hamas-will-not-surrender-why