قدّم 117 طبيبًا دفعة واحدة باستقالاتهم من مستشفيات جامعة الإسكندرية ومعهد البحوث الطبية، ما فجّر جدلًا واسعًا حول أسباب هذه الهجرة الجماعية، في وقت تشهد فيه البلاد عجزًا غير مسبوق في أعداد الأطباء العاملين بالمستشفيات العامة والجامعية.
الواقعة، التي وُصفت بـ"الهروب الكبير"، لم تكن الأولى من نوعها، لكنها الأوسع من حيث العدد، والأكثر تعبيرًا عن اليأس الذي أصاب شباب الأطباء تجاه أوضاعهم المهنية والمعيشية، حيث اختار كثيرون مغادرة المنظومة نهائيًا، إما للعمل بالخارج أو للبحث عن بدائل أقل إنهاكًا وأكثر احترامًا لحياتهم ومهنتهم.
جلسة "إنقاذ" أم ترقيع؟
أعلنت جامعة الإسكندرية عن جلسة تكميلية علنية يوم السبت 26 أبريل لتسكين خريجي كليات الطب وطب الأسنان على الوظائف الشاغرة بالمستشفيات الجامعية، في محاولة سريعة لسد العجز الذي خلّفه انسحاب الأطباء.
بحسب الإعلان، فإن قائمة الوظائف الشاغرة امتدت عبر التخصصات، وتصدرها قسم التخدير والعناية المركزة بـ28 وظيفة خالية، تلاه الطوارئ والإصابات بـ26 وظيفة، إلى جانب الجراحة العامة، وطب الأطفال، والجهاز الهضمي، وغيرها.
لكن مراقبين شككوا في جدوى مثل هذه الحلول الوقتية، معتبرين أنها مجرد محاولة لتجميل وضع مأزوم، ما لم تواكبها إصلاحات جذرية في بيئة العمل وسياسات التوظيف.
https://www.facebook.com/share/p/15YPveUyso
من الامتياز إلى الاستقالة.. الطريق القصير للهجرة
بحسب تقارير صحفية فإن الوظائف الجامعية فقدت بريقها، بعد أن كانت في السابق حلمًا للخريجين المتفوقين، تتيح لهم فرصة العمل الأكاديمي والتدرج في السلم الجامعي وصولًا إلى درجة أستاذ.
لكن الآن، وبسبب سوء أوضاع المستشفيات الجامعية، وتفاقم الأعباء الإدارية، وساعات العمل التي تتجاوز أحيانًا 100 ساعة أسبوعيًا، أصبح كثير من الأطباء يفضلون رفض التعيين أو الاستقالة بعد أسابيع من استلام الوظيفة.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 60% من الأطباء المسجلين بنقابة الأطباء يعملون خارج البلاد، حيث لم يتبقَّ سوى نحو 82 ألف طبيب من أصل 212 ألفًا داخل المنظومة الصحية الوطنية.
لماذا يرحل الأطباء؟
الدكتور أسامة عبد الحي، نقيب الأطباء، أكد أن أكثر من 7 آلاف طبيب غادروا البلاد خلال عام واحد فقط، مدفوعين بسلسلة من الأسباب المعروفة: تدني الرواتب، وانهيار بيئة العمل، وغياب الحماية القانونية، وتفشي الاعتداءات على الأطباء، لا سيما في أقسام الطوارئ.
وأوضح عبد الحي في تصريحات إعلامية أن النقابة طالبت مرارًا بتحسين أوضاع الأطباء، لكنها قوبلت برفض رسمي، لافتًا إلى أن بعض المستشفيات لا توفر حتى استراحات لائقة للطواقم الطبية.
وقال: "الطبيب الذي يعمل في نوبتجية ليلية لا يجد مكانًا يستريح فيه. وعندما طالبنا بتحسين الوضع، كان الرد: الطبيب مش جاي ينام!".
جدل نيابي وإعلامي.. الحل بالمنع أم بالإصلاح؟
وسط هذا النزيف، أطلق النائب رفعت شكيب مقترحًا مثيرًا للجدل بمنع سفر الأطباء لمدة 3 إلى 5 سنوات بعد التخرج، وهو ما اعتبره البعض انتهاكًا لحرية التنقل وتهربًا من معالجة جذور الأزمة.
وصرّح النائب بأن مشروع "حياة كريمة" أنشأ وحدات صحية متطورة في القرى، لكن النقص في الأطباء يعرقل تشغيلها، متسائلًا: "من سيبقى لعلاج المصريين إذا سافر الجميع؟".
في المقابل، وصف نقيب الأطباء هذا المقترح بأنه "غير واقعي وخاطئ"، مؤكدًا أن الحل يبدأ من رفع الرواتب وتحسين بيئة العمل وتوفير الأمان المهني، وليس في فرض قيود إدارية على الأطباء الشباب.
تصريحات عمرو أديب تشعل النار
أشعل الإعلامي عمرو أديب النار مجددًا، بعد أن وجّه نقدًا لاذعًا لهجرة الأطباء، متسائلًا عن جدوى تعليمهم مجانًا ثم هجرتهم إلى الخارج، وقال ساخرًا عبر برنامج "الحكاية": "ما المشكلة إذا استعنا بخريجي كليات التجارة؟ أعدادهم كبيرة ولا فرص لهم في الداخل أو الخارج".
ورغم إغلاقه للتعليقات على منصته بـ"إكس"، انهالت الردود الغاضبة عبر اقتباسات منشوره، إذ اتهمه كثيرون بالسطحية والجهل بتفاصيل معاناة الأطباء، فيما دافع البعض عن حقه في طرح تساؤلات، وإن جاءت بأسلوب ساخر.
نقابة الأطباء ردت على أديب بتأكيدها أن "التعليم الطبي ليس مجانيًا فعليًا"، وأن الأطباء يتحملون نفقات الدورات التدريبية والمعيشة، ويقضون سنتين في التكليف الإجباري بمناطق نائية.
https://x.com/Amradib/status/1911752665995890881
https://x.com/MonaHatem169/status/1911827584624853113
https://x.com/imooaaz/status/1911915096458043888
https://x.com/Ahmed_A_Nuaman/status/1911904370968457569
https://x.com/3bkareno20/status/1911857998076510350
https://x.com/Mahmoud_Adel_/status/1911774046250795356