تواجه مصر ضغوطاً أمريكية مكثفة للقبول بخطة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وذلك بالتزامن مع التصعيد العسكري الإسرائيلي المستمر على القطاع. في الوقت الذي تحاول فيه الإدارة الأمريكية فرض واقع جديد.
تصاعد الضغوط الأمريكية على القاهرة
شهدت الفترة الأخيرة تصعيداً واضحاً في الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على مصر، حيث صرح المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بأن الأزمة الاقتصادية المصرية قد تهدد استقرار النظام، وهو ما يُعتبر تلميحاً ضمنياً بربط المساعدات الاقتصادية بالموقف المصري من خطة التهجير.
وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن اجتماعات مغلقة جمعت مسؤولين أمريكيين بنظرائهم المصريين، تم خلالها تقديم عروض تتضمن مساعدات اقتصادية وعسكرية سخية مقابل قبول استقبال الفلسطينيين في سيناء، وهو ما قوبل برفض مصري قاطع.
الموقف المصري الحازم
في مواجهة هذه الضغوط، تواصل مصر لعب دور الوسيط بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل لإيجاد حلول دبلوماسية للأزمة.
وأجرى وزير الخارجية بدر عبد العاطي اتصالاً هاتفياً مع المبعوث الأمريكي، أكد خلاله رفض القاهرة القاطع لأي محاولات لتهجير سكان غزة، محذراً من تداعيات مثل هذا السيناريو على استقرار المنطقة بأكملها.
كما أوضحت مصادر دبلوماسية أن القاهرة أبلغت واشنطن رفضها العلني والرسمي لخطة التهجير، مشددة على أن الحل يكمن في استئناف عملية السلام، وليس فرض حلول بالقوة أو استغلال الأزمات الاقتصادية للضغط على الدول الإقليمية.
المقترح المصري لوقف خطة التهجير
تحركت مصر لتقديم مقترح جديد يهدف إلى تهدئة الأوضاع في غزة، حيث يشمل المقترح وقف إطلاق النار بشكل تدريجي مقابل الإفراج عن الأسرى الصهاينة وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، إلى جانب إدخال مساعدات إنسانية موسعة إلى القطاع.
كما يتضمن المقترح انسحاباً تدريجياً للقوات الإسرائيلية من بعض المناطق في غزة، وبدء مفاوضات تهدف إلى تحقيق تهدئة دائمة.
وقد أشارت مصادر إلى أن حركة حماس أبدت تجاوباً أولياً مع الخطة، فيما لم تعلن إسرائيل موقفها النهائي بعد.
التحديات التي تواجه القاهرة
تصر الولايات المتحدة وإسرائيل على نزع سلاح حماس كشرط أساسي للتهدئة، وهو ما ترفضه الحركة.
كما أن بنيامين نتنياهو يواجه ضغوطاً داخلية تجعله أكثر ميلاً لتصعيد العمليات العسكرية بدلاً من الدخول في مفاوضات جدية.
إلى جانب ذلك، تحاول القاهرة حشد الدعم العربي والدولي لمقترحها، حيث تتواصل مع السعودية، الإمارات، وقطر لضمان موقف عربي موحد ضد خطة التهجير، كما تسعى إلى إقناع الاتحاد الأوروبي بضرورة تقديم دعم اقتصادي لمصر لمساعدتها على الصمود أمام الضغوط الأمريكية.