بعد نحو شهرين أو أقل من وقف إطلاق النيران والذي بدأ في 20 يناير الماضي، ومع النظر للشارع "الإسرائيلي" وكيف يبدو أن الرأي العام في القدس وتل أبيب لا يريد الحرب بأغلبيته؛ لقناعته بأن مبرراتها تتعلق بحسابات نتنياهو الشخصية وبقائه في السلطة، ولأن استئناف العدوان على غزة قد يؤدّي لمقتل الأسرى.
وكشفت بعض التقارير فإن 3.30% من جنود الاحتياط يمتنعون عن الاستجابة لطلبات التجنيد، بسبب التكلفة الكبيرة، ولعدم قناعتهم بأهداف الحرب.
إلا أن المعهد المصري للدراسات يرى أنه من رؤية عسكرية "يبدو أن جيش الاحتلال استفاد من الوقفة التعبوية بعد تنفيذ وقف إطلاق النار التي استمرت لأكثر من شهرين، فجاءت الوقفة التعبوية لجيش الاحتلال بعد استنزاف قواته معنوياً وجسدياً على جبهتي غزة ولبنان، ويبدو أن جيش الاحتلال وظف تلك الوقفة التعبوية لترميم استعداداته وتسليحه وتعويض خسائره. وطوال مدّة وقف إطلاق النار أرسلت الولايات المتحدة إلى إسرائيل العديد من الأسلحة المتقدمة، وقد يبدو ان جيش الاحتلال قام في طوال تلك الوقفة بجمع بعض المعلومات عن قيادات حماس الميدانية وربما الاغتيالات التي تمت لقادة حماس الميدانيين، سعياً لإضعاف قدرة حماس على السيطرة الميدانية في القطاع. ".
وأوضح أن "الوقفة التعبوية هي إحدى الإجراءات التي تتخذ في أثناء الحروب في أوقات معينة لاستئناف القتال مجدداً وليس معناها انتهاء القتال، حيث تحدث وقفة تعبوية لبعض الوقت لدراسة الأضرار والآثار الناتجة عن الخسائر، وذلك لترميم الاستعدادات واستعواض الخسائر في الأفراد والعتاد.".
إسناد باغتيال القادة
وعن مسلسل اغتيال قيادات حماس، وبعد اغتيال عصام الدعليس رئيس الحكومة، اغتيل إسماعيل برهوم، يلفت د.أيسر بني ضمره على إكس @aysardm أن "منذ قبل السابع من اكتوبر …قلنا ألف مرة لااااا تثقوا بالنظام المصري ..
السيسي باع مقدرات مصر لاسرائيل بابخس الاثمان … فكيف تثقوا به بعد السابع من أكتوبر ..؟ وكيف تثقوا به بعد ان اغلق الانفاق وردمها بعد استلامه ؟؟.
وأضاف أن الجديد هو "تسريب مخابراتها معلومات عن تحرك حماس … نقل اهل غزة الى النقب ومن ثم القضاء على حماس.. إغلاق معبر رفح والمشاركة بالحصار … الضغط على المقاومة لقبول الإتفاقات … تسريب معلومات عن أماكن قادة حماس الميدانيين ….لقاءات قيادة الجيش المصري ومدير مخابراتها مع نظرائهم من اسرائيل.. الجسر الملاحي لإسرائيل بنقل الأسلحة والغذاء الذي لم يتوقف … فرض رسوم عبور على أهل غزة والشاحنات .. وسرقة وبيع المساعدات أو تبديلها … حملات يشنها الإعلام المصري على المقاومة لم تتوقف .. محاولة طرد الأسرى المحررين والتهديد بترحيلهم إن لم تقبل حماس بالإتفاق الجديد …وكان العداء واضحا منذ إغراق الأنفاق وبناء الأسوار …والمخفي أعظم …
https://x.com/aysardm/status/1904717995760640075
مظاهرات غزة
المحلل من غزة أدهـم ابراهيم أبـو سلميـة @pal00970 علق على المظاهرات التي أطلقها فتحاوية موالون لمحمد دحلان أو محمود عباس فكلاهما عملاء للاحتلال ومنسقون أمنيون معه فقال: "..بعد الفشل العسكري، تهاوت محاولات الترويض، وعجز الاحتلال ومن معه عن انتزاع أوراق القوة من يد المجاهدين، فعاد للحرب والتدمير مجدداً... واليوم، نحن أمام فصل جديد من محاولات كسر #غزة، شعبها، ومجاهديها.. فتنة داخلية يُراد إشعالها في خاصرة المقاومة، على يد تحالف قذر يضم:
• العدو الصهيوني،
• سلطة عباس وأذناب فتح،
• أجهزة مخابرات ووسائل إعلام لدول عربية معروفة،
• الذباب الإلكتروني،
• الصهاينة العرب.
وأضاف أنهم "يريدون فتنة تأكل غزة من الداخل، غزة المنهكة بالإبادة والتجويع، حتى لا يتبقى فيها مقاوم، ولا من يقف في وجه مخططاتهم، فيستكمل العدو بهدوء حرب الإبادة والتهجير دون رادع." ، مذكرا بجنين
وكشف أن ثمانية وأربعين يومًا من الحصار الخانق على يد عصابات فتح والسلطة، ثم جاء الاحتلال، فاجتاح مخيمها بعد إنهاك أهلها، فهجّر الآلاف، ودمّر مئات البيوت، دون أن يتحرك أحد، أو حتى يسمع أحد أنين جنين، طولكرم، نابلس، وغيرها…
وهذا تمامًا ما يُراد تكراره اليوم في غزة!
مشكلتهم الحقيقية في غزة ليست في “حماس”، فقد قالها الأمريكيون صراحة:
“تسلّم حماس سلاحها والأسرى، ويمكن لها أن تكون جزءًا من الترتيبات السياسية القادمة في غزة.”
مشكلتهم الحقيقية هي مع سلاح المقاومة…
مع شرفك، مع عزتك، مع مصدر كرامتك.
أما ما تبقى؟
https://x.com/pal00970/status/1904760204492742859
المقاومة الإسلامية بجنوب لبنان
ومن بين ما استفاده الصهاينة، أن المرحلة الثانية من جولة الحرب فقدت المقاومة في غزة؛ جبهة لبنان، والتي كانت تشكل أهم جبهة إسناد متقدمة في المرحلة الأولي للحرب للتخفيف عن جبهة غزة. كما يواجه الحوثي ضربات مستمرة من التحالف الأمريكي البريطاني لإخراجه من المشهد والقضاء على تلك الجبهة الساندة لغزة، ولكن بالرغم من الضربات المتكررة للحوثي استطاع توجيه ضربات لتل أبيب، ولكن ليس بالشكل الذي كان عليه قبل وقف إطلاق النار.
إذا استمر رئيس الوزراء الإسرائيلي، المهيمن على المؤسسة العسكرية في إسرائيل والمدعوم بشكل أكبر من الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة الرئيس ترامب، في حربه دون توقف فإن تلك الحرب قد تتسع بشكل أكبر عمّا مضى، فالضغط على أهالي قطاع غزة المنهكون بالقصف الجوي والمدفعي، فضلاً عن الحصار والتجويع وغياب البنية الأساسية، قد يدفعهم للنزوح إلى الأراضي المصرية، وحينها قد يرى الجيش المصري انه أمام أمرين:
الأول: مواجهة حتمية مع إسرائيل فرضت عليه لمنع مخطط تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية على حساب الأراضي المصرية.
الثاني: القبول بالأمر الواقع واستقبال الفلسطينيين لحمايتهم من النيران، والرضوخ بالتالي للمخطط الأمريكي والإسرائيلي"، بحسب تقرير رصدي من المعهد المصري للدراسات باسطنبول.