أظهرت تقارير استخباراتية أن محاولة انقلاب فاشلة استهدفت الحكومة السورية بقيادة الرئيس أحمد الشرع، كانت تقف وراءها شبكة واسعة من الأطراف الإقليمية والدولية، بما في ذلك الموساد الإسرائيلي، وعناصر من المخابرات الإماراتية والمصرية، إلى جانب شقيق الرئيس السابق ماهر الأسد.
مخطط الانقلاب.. تفاصيل مثيرة
وفقًا لمصادر تركية، فقد تم تشكيل لجنة خاصة بإشراف جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، تضمنت شخصيات بارزة من الأجهزة الأمنية المصرية والإماراتية، إضافة إلى ماهر الأسد، بهدف تنفيذ خطة انقلابية تهدف إلى زعزعة استقرار البلاد وإسقاط الحكومة الحالية.
المخطط كان يقوم على عدة محاور، أبرزها تحريك مجموعات مسلحة موالية لماهر الأسد لشن عمليات خطف ونهب وقتل، بهدف إلصاق التهم بحكومة دمشق، وإثارة الفوضى الداخلية، كما كان من المخطط أن تقوم قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بقصف سد تشرين وتحميل النظام السوري المسؤولية، لخلق أزمة إنسانية كبيرة تضاعف الضغوط الدولية عليه.
إضافة إلى ذلك، تضمن المخطط استهداف شخصيات بارزة من الطائفة العلوية وارتكاب جرائم بشعة من شأنها إشعال صراعات طائفية داخل البلاد، إلى جانب تحريك مجموعات من محافظة السويداء نحو دمشق لمحاولة السيطرة على القصر الرئاسي.
إحباط الانقلاب.. التدخل التركي والقطري
تفيد المعلومات بأن ضابطًا قطريًا تمكن من اختراق شبكة الاتصالات الخاصة بالمخططين، وأبلغ قياداته في الدوحة، الأمر الذي دفع أمير قطر إلى التدخل الفوري والتواصل المباشر مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وعلى إثر ذلك، صدرت أوامر تركية بنشر 90 طائرة حربية على الحدود السورية-الإسرائيلية، مع توجيه تحذير صارم لإسرائيل مفاده أن أي تحرك انقلاب ضد الحكومة السورية سيُعتبر تهديدًا مباشرًا لتركيا، وهو ما أدى إلى وقف المخطط فورًا.
دور مصر والإعلام المصري في الترويج للانقلاب
تثير هذه التقارير تساؤلات عدة حول الدور الذي لعبه النظام المصري في هذه الأحداث، خاصة أن محاولة الانقلاب جاءت عقب زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى القاهرة، مما دفع البعض إلى الربط بين الأمرين.
كما أفادت التقارير بأن الإعلام المصري قدم تغطية داعمة للتحركات المناهضة للحكومة السورية، على غرار الدور الذي لعبه خلال الانقلاب الفاشل في تركيا عام 2016 والتدخل المصري في ليبيا.