نشر موقع ميدل إيست آي مقالاً يوضح أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليس استثناءً في سياساته العنصرية، بل هو امتداد لتاريخ طويل من العداء ضد الأجانب في الولايات المتحدة. يوضح المقال أن الأمريكيين يعيشون بذاكرة قصيرة ويفترضون أن العالم يعاني من المشكلة نفسها. لكنّ من يواجه نتائج هذا النسيان الجماعي، داخل الولايات المتحدة أو خارجها، يحتاج إلى ذاكرة أطول لمواجهة الفوضى التي تصدرها واشنطن.

أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن السلطات ألغت أكثر من 300 تأشيرة دراسية، في سياق حملة إدارة ترامب ضد الطلاب ذوي المواقف الأخلاقية. والمفارقة أن روبيو نفسه وُلد لأبوين كوبيين لم يكونا مواطنين أمريكيين، لكنه تجاهل ذلك ليندمج في بيئة سياسية معادية للمهاجرين.

يمثل العداء للأجانب عنصراً أصيلاً في الثقافة السياسية الأمريكية. خلال الحرب العالمية الثانية، اعتقلت السلطات نحو 12 ألف مواطن من أصول يابانية لمجرد خلفيتهم العرقية. ويمكن العودة إلى فترات أبعد، حين نفّذ المستوطنون الأوروبيون تجارة عبيد واسعة، وسلبوا أراضي السكان الأصليين، وأسسوا نظاماً قائماً على تفوق العرق الأبيض.

في مدارس داخلية مخصصة للسكان الأصليين، فُصل الأطفال عن عائلاتهم لإعادة تشكيلهم على نمط الإنسان الأبيض، تحت شعار عنصري: "اقتل الهندي، وأنقذ الإنسان". ولا تزال هذه الممارسات حاضرة، حيث يُستهدف الطلاب الأجانب والعمال المهاجرون بالإيذاء والطرد.

لم يكن ترامب أول من مارس هذا العداء، بل هو حلقة في سلسلة طويلة. يهاجمه الليبراليون الآن، ليس رفضاً لممارساته، بل بسبب أسلوبه الفجّ الذي يفضح تاريخاً كاملاً يحاولون تلميعه. كل الرؤساء الأمريكيين تقريباً مارسوا سياسات تمييز ضد الأجانب، ولم يرحّبوا بهم إلا إذا خدموا مصالح الدولة، كما حدث مع العلماء الأوروبيين في برامج التسلّح.

في عهد جيمي كارتر، طُلب من الطلاب الإيرانيين مراجعة السلطات الأمريكية تحت تهديد الترحيل. أما باراك أوباما، فمهّد لحظر المسلمين من خلال تصنيف سبع دول كـ"مناطق مثيرة للقلق"، وهو التصنيف الذي استخدمه ترامب لاحقاً في قراره التنفيذي الشهير.

يواصل ترامب اليوم هذا النهج عبر استهداف الطلاب المؤيدين لفلسطين، بينما يواصل بايدن دعم العدوان الإسرائيلي على غزة. اختلاف الشعارات لا يخفي وحدة الموقف العنصري، الذي يجمع الحزبين الحاكمين.

الشك في الطلاب الأجانب يعكس استمرار هيمنة عقلية بيضاء تحتقر كل من يبدو مختلفاً. لكن إن ظنّ ترامب وحلفاؤه أن بإمكانهم إخراس العالم عبر ترحيل بعض الطلاب، فهم مخطئون.

تاريخ الولايات المتحدة، بحسب ميدل إيست آي، يكشف أن ترامب ليس استثناء على المشهد، بل امتداد طبيعي لسلسلة من القادة الذين بنوا قوتهم على العنصرية. والضعفاء والمهمّشون مدعوون للتمسّك بالحق في مواجهة هذا الاستعلاء المؤسسي.
 

https://www.middleeasteye.net/opinion/us-trump-no-aberration-xenophobia-american-apple-pie