على صعيد ردود الفعل الإسلامية والعربية على جرائم الاحتلال الصهيوني، الذي شن منذ الثانية من صباح الثلاثاء غارات جوية وقصف مدفعي لنحو 50 موقعًا في قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد نحو 420 شهيدًا 73% منهم من النساء والأطفال وكبار السن وصلوا للمستشفيات..
إرهاب أسود
وأكد الأزهر الشريف، أن استئناف الاحتلال الإسرائيلي لحرب الإبادة على قطاع غزة هو إرهاب أسود، منتقدًا قوى عالمية تمنح تل أبيب ضوءًا أخضر لقتل الفلسطينيين.
جاء ذلك في بيان للأزهر الثلاثاء، تعقيبًا على بدء "إسرائيل" بتنسيق كامل مع الولايات المتحدة، فجر أمس، غارات جوية مكثفة على مناطق متفرقة بغزة؛ ما أوقع أكثر من 400 شهيد، فضلاً عن مئات الجرحى.
وقال الأزهر إنه "يُدين بأشد العبارات العدوان الإرهابيَّ الغادر الذي شنَّه الكيان الصهيوني على الأبرياء في غزة فجر اليوم، وهم نيام في خيامهم، وأسفر عن وقوع أكثر من 400 شهيد معظمهم من النساء والأطفال ومئات الجرحى، بعد الاتفاق على وقف العدوان أمام مرأى ومسمع من العالم أجمع".
وشدد على أن هذا المشهد "يبرهن على طبيعة هذا الكيان وغدره وخيانته للمواثيق والعهود من أجل إجبار الشعب الفلسطيني على الخروج من أرضه رغم الرفض العالمي المتكرر"، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول".
وأكد الأزهر أن هذا الكيان "أثبت للعالم كله تجرده من كل معاني الإنسانية والمروءة"، مضيفًا أن "جرائم هذا الكيان فضحت وجهه الدموي وديدنه المتوارث عبر التاريخ في نقض العهود والمواثيق، وأن كل ما يقوم به هو ممارسة الخداع لالتقاط الأنفاس وارتكاب المزيد من الجرائم والمذابح".
وحذر من أن هذا الكيان "لن يخطو خطوة حقيقيَّة في طريق وقف العدوان (على غزة) طالما أن هناك قوى عالمية تدعمه وتصمت عن جرائمه لمنحه الضوء الأخضر للاستمرار في انتهاك المواثيق الدولية الإنسانية والأخلاقية، وتوفر له الحماية من المحاسبة على ما يرتكبه من جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي يعجز اللسان عن وصف بشاعتها وقسوتها".
وأكد في هذا الصدد أن "مناصرة المحتل المعتدي وإغماض الأعين عما يقوم به هو ردة حضاريَّة وأخلاقية، ومشاركة فعلية فيما يرتكبه من جرائم"، موضحًا أن ما شهده العالم فجر اليوم من عدوان إسرائيلي على غزة "هو إرهاب أسود يُضاف إلى السجل الإجرامي لهذا الكيان الذي استباح دماء الأبرياء وعرضهم وأرضهم وحقوقهم".
وطالب الأزهر "المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته بالتحرك العاجل لوقف آلة القتل الصهيونية، ومحاكمة مرتكبي الجرائم والمذابح من قادة هذا الكيان المحتل".
منظمة التعاون الإسلامي
ومن جانب منظمة التعاون الإسلامي دعت "المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، بالتحرك الفوري لوقف العدوان وفتح المعابر لإيصال المساعدات الإنسانية".
واعتبرت أن "استئناف الاحتلال عدوانه على قطاع غزة أسفر عن مئات الشهداء والجرحى والمفقودين، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن." مضيفة أن "ما يجري يعد استمرارًا لجريمة الحرب والإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.".
وحملت المنظمة التي تشكلها نخو 52 دولة إسلامية وعربية "إسرائيل" قوة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم المستمرة.
ودعت إلى "التصدي لمحاولات الضم والتهجير وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني".
الموقف القطري
وباعتبار أحد الوسيطين العرب قال محمد عبدالرحمن آل ثاني رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري: "نطالب بتحرك دولي فوري وحاسم لإجبار "إسرائيل" على الالتزام بالاتفاق والعودة للمفاوضات".
وأضاف، "القصف الوحشي على غزة يشكل جريمة بشعة أخرى يواصلها الاحتلال بلا أي مسؤولية".
وتابع "نجدد موقف قطر الثابت في دعم الشعب الفلسطيني الشقيق".
خارجيات عربية
ونشرت وزارة الخارجية السعودية تصريحًا قالت فيه "ندين بأشد العبارات استئناف قوات الاحتلال الإسرائيلية العدوان على قطاع غزة، وقصفها المباشر للمناطق المأهولة بالمدنيين العزّل، دون أدنى اعتبار للقانون الدولي الإنساني. يجب على المجتمع الدولي التحرك الفوري لوقف المعاناة المستمرة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.".
وفي تصريح لوزارة الخارجية الأردنية قالت: "ندين استئناف "إسرائيل" عدوانها على غزة، ونؤكد على ضرورة أن تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار الذي أنجز بجهود قطرية مصرية وأميركية، ونحذر من تفجر الأوضاع في المنطقة إذا استمر العدوان.".
وقالت "الخارجية القطرية: "ندين بأشد العبارات استئناف الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، ونؤكد تضامننا الكامل مع الشعب الفلسطيني في مقاومته المشروعة، داعين المجتمع الدولي إلى اتخاذ مواقف حازمة لوقف هذه الانتهاكات.".
ومن جانبها قالت وزارة الخارجية الأفغانية: ندين استئناف الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة التي أسفرت عن استشهاد أكثر من 300 من الأبرياء.
وعلى صعيد الوضع المحلي قال مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة:
منذ ساعات فجر اليوم الثلاثاء 18 مارس 2025م، ارتكب جيش الاحتلال “الإسرائيلي” عشرات المجازر في قطاع غزة عبر القصف الجوي المكثف لمنازل المواطنين الآمنين، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 400 فلسطيني ممن وصلوا إلى المستشفيات. وتوزعت أعداد الشهداء حسب الفئات العمرية على النحو التالي:
- الاحتلال قتل 174 من فئة الأطفال.
- الاحتلال قتل 89 من فئة النساء.
- الاحتلال قتل 32 من فئة المسنين (كبار السن).
- الاحتلال قتل 109 من فئة الرجال.
وبذلك، تمثل فئات (الأطفال، النساء، والمسنين) نسبته 73% من إجمالي الشهداء الذين ارتقوا منذ ساعات فجر اليوم، وهو ما يعكس نية الاحتلال في مواصلة جريمة الإبادة الجماعية بحق شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة.