تسريبات سرية في أروقة وزارة الدفاع الأمريكية يربك إدارة ترامب
الثلاثاء 22 أبريل 2025 06:30 م
تواجه الإدارة الأمريكية مأزقًا جديدًا يهدد إحدى أهم ركائزها العسكرية، بعد الكشف عن فضيحة تسريب جديدة تطال وزير الدفاع بيت هيجسيث، الذي يُتهم بمشاركة معلومات أمنية حساسة حول ضربات جوية ضد جماعة الحوثي في اليمن عبر تطبيق "سيجنال" المشفر، مع أفراد من دائرته العائلية والمهنية، في خرق فاضح لقواعد الأمن القومي.
تسريبات مزدوجة.. والأطراف غير رسمية
وبحسب تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، فإن هيجسيث – وللمرة الثانية خلال شهر – شارك تفاصيل حساسة عن توقيت ومسار الهجمات الجوية الأمريكية على أهداف حوثية، وهذه المرة ضمن مجموعة تضم زوجته، جينيفر هيجسيث، وهي منتجة سابقة في قناة فوكس نيوز، ومحاميه، وشقيقه فيل هيجسيث، الذي يشغل منصبًا في البنتاجون كمستشار أول ومسؤول اتصال مع وزارة الأمن الداخلي.
وبحسب أربعة مصادر مطلعة تحدثت للصحيفة، فإن وزير الدفاع كشف عن جداول دقيقة لرحلات الطائرات الحربية، في ما اعتُبر تسريبًا مباشرًا لـ"خطة الهجوم". المصادر قالت إن هذه المعلومات نُشرت في اليوم ذاته على مجموعة أخرى في التطبيق ذاته.
الغموض يحيط بالدوافع.. والبنتاجون يدافع
اللافت أن عددًا من المشاركين في المجموعة لا يشغلون أي مناصب رسمية في وزارة الدفاع، ولا يُفترض أن يكون لهم أي اطلاع على هذه البيانات الحساسة، وهو ما طرح تساؤلات حول دوافع الوزير، خاصة في ظل أجواء من التوتر المتصاعد داخل أروقة البنتاجون.
من جانبه، سارع المتحدث باسم وزارة الدفاع، شون بارنيل، إلى نفي التقرير، معتبرًا أن "وسائل الإعلام التي تكره الرئيس دونالد ترامب تحاول تدمير أي شخص ملتزم بأجندته". وأضاف في بيان نشره على منصة إكس (تويتر سابقًا): "لم تُنشر أي معلومات سرية في هذه المحادثات"، واتهم الصحيفة بالاعتماد على "أقوال موظفين سابقين ساخطين تم فصلهم مؤخرًا".
ضغوط سياسية ومطالب بالإقالة
لكن النفي الرسمي لم يوقف عاصفة الانتقادات التي واجهها الوزير، خاصة من قبل الحزب الديمقراطي. فقد دعا زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، إلى إقالة هيجسيث فورًا، وكتب على إكس: "تفاصيل المعلومات الحساسة ما زالت تتكشف. لا بد من طرده فورًا، لكن يبدو أن ترامب أضعف من اتخاذ هذا القرار".
وكانت دعوات مماثلة قد خرجت قبل أسابيع، حين كشف الصحفي الأمريكي الشهير جيفري جولدبرج أن فريق الأمن القومي للرئيس ترامب أضافه بطريق الخطأ إلى مجموعة "شات" سرية تتعلق بالعمليات العسكرية في اليمن، ما أثار استياءً واسعًا داخل الكونجرس.
انشقاقات داخلية و"شهر من الفوضى"
التسريبات جاءت متزامنة مع سلسلة من الاستقالات والإقالات المثيرة للجدل داخل وزارة الدفاع. فقد أقال هيجسيث ثلاثة من أبرز مستشاريه خلال الأسبوع الماضي: كبير مستشاريه دان كالدويل، ونائب رئيس الأركان دارين سيلنيك، وكولين كارول، الذي كان يشغل منصب كبير موظفي نائب وزير الدفاع. كما قدم سكرتيره الصحفي السابق، جون أوليوت، بيانًا حاد اللهجة قال فيه: "لقد كان شهرًا من الفوضى الكاملة في البنتاجون؛ من تسريب خطط العمليات الحساسة إلى الفصل الجماعي، ما يُمثل تشتيتًا كبيرًا للرئيس، الذي يستحق أداءً أفضل من قيادته العليا".
سياق حساس.. واليمن في قلب العاصفة
وتأتي هذه التطورات في وقت تخوض فيه الولايات المتحدة حملة جوية مكثفة ضد الحوثيين، عقب استئناف الجماعة هجماتها على السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، احتجاجًا على منع الاحتلال الإسرائيلي دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وتقول القيادة المركزية الأمريكية إن ضرباتها "دقيقة وموجهة"، وتهدف لحماية مصالح واشنطن في المنطقة.