نتيجة لضراوة العودة غير الحميدة للعدوان الصهيوني على غزة منذ الثانية صباح يوم 18 مارس، تولدت ردود فعل دولية، جعلت الرأي العام العالمي يهتم بقضية الشعب الفلسطيني والضمائر الحية الداعية للحراك الشعبي والجماهيري في العالم.
وقال المفوض العام لوكالة "الأونروا"، فيليب لازاريني: "مشاهد مروعة لمدنيين قتلوا في غزة بينهم أطفال بعد موجات من القصف الإسرائيلي العنيف ليلاً، استئناف الحرب بغزة يزيد المعاناة واليأس ولا بد من العودة لوقف إطلاق النار".
ومن جانبه قال الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة دوجاريك: "الأمين العام يشعر بالصدمة حيال الضربات الجوية الإسرائيلية في غزة.. يناشد بقوة إلى احترام وقف إطلاق النار وإلى إعادة إفساح المجال للمساعدات الإنسانية من دون عراقيل".
واعتبر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر أمام مجلس الأمن الدولي أن: "تبعات الحصار الكامل المفروض على غزة سيئة للغاية وموظفو "أونروا" لم يعودوا قادرين على الدخول أو الخروج من غزة".
وأشار فليتشر أن "اليوم شهد إجلاء المرضى والجرحى من قطاع غزة"، مضيفًا "قدرتنا على تقديم المساعدات والخدمات في غزة أصبحت أكثر صعوبة".
وأضاف أنه من الضروري السماح بدخول المساعدات الإنسانية والإمدادات التجارية إلى غزة كما "يجب تجديد وقف إطلاق النار في غزة".
وتابع: "مئات المستوطنين في الضفة الغربية ارتكبوا انتهاكات بحق الفلسطينيين".
الخارجية البلجيكية
ومن جانبه قال وزير خارجية بلجيكا ماكسيم بريفوت إنه ينبغي احترام شروط وقف إطلاق النار في قطاع غزة. ويجب إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتقييدها يعد انتهاكاً للقانون الدولي.
وأضاف بريفوت، "من الضروري احترام وقف إطلاق النار في غزة"، و"نشجب القصف الإسرائيلي لقطاع غزة.".
ورأى أنه "لدى "إسرائيل" مصلحة في تطبيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة" مطالبا ب"منح كل الفرص لإنجاح وقف إطلاق النار في قطاع غزة.".
وقال وزير خارجية بلسجيكا إن "الاتحاد الأوروبي يشعر بقلق شديد تجاه ما يحدث في الأراضي الفلسطينية.".
ومن جانبها، قالت منظمة أطباء بلا حدود الدولية: "نشعر بالفزع والغضب إزاء هذه المجازر الجديدة غير المقبولة التي تستهدف المدنيين في قطاع غزة"، مضيفا "على “إسرائيل” أن توقف عقابها الجماعي بحق سكان غزة وتسمح بدخول المساعدات الإنسانية فوراً.".
صمت المجتمع الدولي
بالمقابل، حمل (المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان) ضمن الردود الحقوقية الدولية "صمت المجتمع الدولي منح "إسرائيل" تفويضًا مطلقًا لتصعيد الإبادة الجماعية في غزة."
مطالبا "جميع الدول والكيانات ذات العلاقة مطالبة بممارسة جميع أشكال الضغوط الممكنة على "إسرائيل" لحملها على وقف جميع عملياتها العسكرية في قطاع غزة فورًا".
واعتبر أن "التعاجز الدولي لم يكن مجرد فشل مشين، بل تفويض فعلي لإسرائيل لتصعيد جريمة الإبادة الجماعية عبر العودة إلى القتل واسع النطاق للفلسطينيين".
وأشار تقرير للمرصد أن الأنماط المنهجية للقتل الجماعي، والتجويع القسري، والحرمان المتعمد من المواد الأساسية اللازمة للبقاء، والتدمير الشامل للبنية التحتية في غزة، لا يمكن تبريرها تحت أي ظرف.
وأكد المرصد أن "الهجمات الإسرائيلية حملت نيّة واضحة لارتكاب عمليات قتل جماعي مقصودة، راح ضحيتها عائلات بأكملها".
وحذر من أن "محاولات تصوير هذه الجرائم كضرورات عسكرية أو اعتبارات أمنية ليست سوى تضليل مكشوف للتغطية على جريمة الإبادة الجماعية".
وأشار إلى أن "الجرائم التي ارتكبها الاحتلال اليوم جاءت بعد أكثر من أسبوعين على إغلاقه المعابر مع قطاع غزة وإطباق الحصار على القطاع"، لافتا إلى أن "النظام الصحي في غزة انهار بالكامل، حيث يعمل الآن بقدرة شبه معدومة نتيجة الاستهداف المنهجي للمستشفيات والمرافق الصحية.
وشن جيش الاحتلال الصهيوني منذ الساعات الأولى من صباح اليوم مئات الغارات على محافظات قطاع غزة الخمس، استهدفت معظمها منازل مدنية مأهولة ومراكز لإيواء النازحين وخيامًا للنازحين، ما أسفر عن مقتل أكثر من 420 شخصًا، بينهم نحو 150 طفلًا وعدد كبير من النساء، إلى جانب إصابة مئات آخرين.