في ظل المشهد الاقتصادي المضطرب في مصر، ظهرت مجموعة "العرجاني جروب" كإحدى أكبر الكيانات الاقتصادية المتنامية بسرعة غير مسبوقة، وجاء إعلانها الأخير خلال شهر رمضان ليعيد فتح التساؤلات حول مصادر تمويل هذا الصعود اللافت للنظر.
الإعلان، الذي جمع 12 من مشاهير الفن والرياضة، استعرض أنشطة المجموعة في قطاعات متعددة، مستخدمًا عبارات أثارت الجدل بين المصريين.
إعلان مثير للجدل
حمل الإعلان عبارات مثل: "احنا التاريخ والجغرافيا وبنقولها بالذوق والعافية مين زينا في الدنيا دي" و"لدينا 30 ألف موظف وخبير في الخدمات الأمنية ونتولى تأمين 400 جهة وكيان بمصر"، الأمر الذي دفع العديد من المواطنين والمراقبين إلى التساؤل حول مدى النفوذ المتزايد للمجموعة.
نمو اقتصادي غير مسبوق
وفقًا للمعلومات الواردة في الإعلان، فإن مجموعة العرجاني تعمل في ستة قطاعات رئيسية:
- القطاع الفندقي: يضم 5 شركات تدير 11 فندقًا بإجمالي 3400 غرفة، يعمل بها 4100 موظف.
- قطاع التشييد والبناء: ينفذ 450 مشروعًا، يعمل فيها 150 ألف عامل، و3500 موظف، و550 مهندسًا.
- قطاع الأمن والخدمات: يشمل 30 ألف موظف ويؤمن 400 جهة.
- قطاع التجارة والتصدير: يضم 250 شاحنة و1950 موظفًا، ويتعاون مع 55 كيانًا تجاريًا عالميًا.
- قطاع الصناعة: يحتوي على 8 مصانع، منها مصانع لتجميع سيارات (BMW) وتصنيع سيارات (جيلي) محليًا.
- القطاع العقاري: ينفذ 10 مشاريع سكنية وتجارية ضخمة.
انتقادات لاذعة من المواطنين والخبراء
قوبل الإعلان بسيل من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبر المصريون عن استيائهم من الرسائل الضمنية التي يحملها.
السفير محمد مرسي كتب متهكمًا: "معلهش، إحنا شعب فقير مبنعرفش نعِد، لأننا ببساطة لا نملك ما يمكن عدّه".
https://www.facebook.com/mohamed.morsy.5059/posts/9661064860592240
فيما أشار السياسي علاء الروبي، أن "تاريخ العرجاني: قتل جنود مصر واختطاف أفراد الشرطة واتهامات جملة وقطاعي في كل مجالات الإجرام صغيرها وكبيرها"، مضيفا: "أما الجغرافيا فتخريب شمال سيناء وعمالة للصهاينة صوت وصورة وتقارير دولية وإقليمية ومحلية وبلطجة وإتاوات على أهل غزة".
https://www.facebook.com/alaa.b.elrouby/posts/10165122016734498
مشاريع جديدة واستحواذات استراتيجية
لا يقتصر نفوذ العرجاني على مصر فحسب، بل يمتد إلى عدة دول:
- استحوذت مجموعته على 50% من شركة "رولنج بلس" للصناعات بهدف تنفيذ مشروع مصنع إطارات السيارات بقيمة مليار يورو.
- دخلت في شراكة مع مجموعة الغانم الكويتية وشركة الناغي السعودية لإنشاء شركة "أوتو موبيليتي" باستثمارات 100 مليون دولار، ووكالة حصرية لسيارات "جيلي".
- استحوذت على مشروع "بيانكي" في الساحل الشمالي الغربي باستثمارات تتجاوز مليار جنيه.
- دخلت سوق العقارات الليبية عبر 88 شركة مقاولات و200 فريق استشاري، بحجم أعمال يصل إلى 2 مليار دولار.
- وقعت شراكة مع شركة "CSCEC" الصينية بقيمة 5 مليارات دولار لتنفيذ مشروعات في مصر والسعودية وليبيا.
مصدر الثروة.. واجهة أم كيان مستقل؟
يثير التوسع الهائل لمجموعة العرجاني التساؤلات حول مصادر تمويلها، حيث يعتقد محللون اقتصاديون أن المجموعة قد تكون واجهة لكيانات حكومية أو أجهزة سيادية مصرية. الباحث عمار فايد تساءل عبر "فيسبوك": "هل التساؤل المتكرر حول مصدر ثروة العرجاني وامبراطوريته الاقتصادية، سؤال جاد؟ يعني هل يوجد شك أنه مجرد واجهة لاقتصاد "حكومي" و"سيادي"؟".
https://www.facebook.com/AFayed1984/posts/10162185538169451
تراجع القطاع الخاص مقابل توسع العرجاني
في المقابل، يعاني القطاع الخاص التقليدي من تقلصات حادة، حيث تراجع مؤشر مديري المشتريات إلى 48.1 نقطة في ديسمبر الماضي، فيما نقلت شركات مصرية أعمالها إلى الخارج بحثًا عن بيئة اقتصادية أكثر استقرارًا، ورغم هذا التراجع العام، تستمر مجموعة العرجاني في تحقيق توسع استثماري ضخم داخل وخارج البلاد.
تحليل اقتصادي.. هل البيئة الاقتصادية صحية؟
يرى الخبير الاقتصادي أحمد ذكرالله أن "الطفرة الاقتصادية للعرجاني لا تختلف عن صعود رجال الأعمال في ظل الأنظمة العسكرية التي تفضل احتكار الاقتصاد عبر رجال أعمال محددين". كما يشير هشام الجعراني، المتحدث باسم تكنوقراط مصر، إلى أن المجموعة تستفيد مما يُعرف بـ"التمييز الإيجابي"، حيث تحصل على "ائتمانات سيادية"، ما يثير تساؤلات حول تداخل المصالح بين رجال الأعمال والدولة.
شاهد:
https://www.youtube.com/watch?v=32BVCAZ5Qew
https://www.facebook.com/Alorgani.Group/videos/1072167613860819