في مشهد صادم هز الرأي العام المصري، أقدم شاب على إشعال النيران في جسده أمام أحد المساجد في مدينة الشيخ زايد بمحافظة الجيزة، ما أسفر عن إصابته بحروق شديدة استدعت نقله إلى المستشفى في حالة حرجة.

باشرت الجهات المختصة تحقيقاتها للوقوف على أسباب الحادث، حيث تم سماع أقوال الشهود الذين كانوا في موقع الحادث، كما يجري حالياً تفريغ كاميرات المراقبة المحيطة بالمكان لكشف تفاصيل الواقعة.

وتسعى الأجهزة الأمنية لمعرفة ما إذا كان الشاب قد أقدم على هذا الفعل بدافع شخصي أم أن هناك عوامل أخرى دفعته لذلك، بما في ذلك الضغوط الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها العديد من الشباب في الفترة الأخيرة.

يأتي هذا الحادث في ظل سلسلة من الأحداث العنيفة التي شهدها المجتمع المصري مؤخرًا، حيث وقعت عدة جرائم أثارت الجدل حول الأوضاع النفسية والاجتماعية والاقتسادية  لبعض الأفراد.

فبالتزامن مع هذا الحادث، اهتزت محافظة الدقهلية بجريمة بشعة ارتكبها شاب أقدم على قتل والده وإحراق جثته في مدينة السنبلاوين، ما أثار موجة من الصدمة والاستياء بين المواطنين.
 

أبعاد نفسية واجتماعية للحادث
   
يرى خبراء علم النفس والاجتماع أن مثل هذه الحوادث تعكس تصاعد الأزمات النفسية والضغوط الاجتماعية التي قد تدفع بعض الأفراد إلى ارتكاب أفعال يائسة.
ويؤكد المختصون على ضرورة تكثيف الجهود لدعم الصحة النفسية وتوفير مراكز متخصصة للعلاج النفسي والاجتماعي، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي قد تؤثر سلبًا على استقرار الأفراد والمجتمع.

ولعل العامل الأبرز في مثل تلك الحوادث، هو الضيق الاقتصادي والفقر وفقدان الثقة في المجتمع وانسداد أبواب الأمل امام الشباب والمصريين عموما، في ظل ارتفاع التضخم وزيادة الفقر وتقلص فرص العمل وانهيار القيمة الشرائية للجنيه وتراجع مستويات الدخل والمعيشة.