أعلنت الخارجية السعودية أن الأمير محمد بن سلمان سوف يلتقي الجمعة 21 فبراير في الرياض مع قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج، والملك عبد الله ملك الأردن، والمنقلب عبد الفتاح السيسي في "لقاء أخوي غير رسمي"، وفي إطار اللقاءات الودية التي تعقد دوريًا منذ سنوات بين قادة مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر.

ورغم أن الكتاب السعوديين رفعوا من شأن القمة وقال الكاتب السعودي عبد الرحمن الراشد: "قمة السعودية قد تؤسس لنظام عالمي جديد، ولهذا كان اتصال ماكرون بسمو ولي العهد قبيل القمة الروسية الأميركية المرتقبة في الرياض".

إلا أن مراقبين قالوا إن السعودية التي عقدت قبل ساعات قمة روسية أمريكية سعودية لحل المشكلة الأوكرانية، ألغت ما أطلقت عليه اللقاء الخماسي والذي كان من المرتقب أن ينعقد اليوم في الرياض بلقاء ودي، وأن الهدف استثناء الأمير تميم بن حمد بعد دور قطر البارز في إتمام اتفاق غزة الأخير الأمر الذي عزز من انتصار المقاومة.

وتأتي قمة ولي العهد السعودي بالتزامن مع زيارة قطرية لإيران على رأسها تميم بن حمد أمير الدولة، موضحين أن هناك ما يدور في الخفاء حيث تلعب قطر دور وسيط بين إيران والولايات المتحدة لاستمرار الهدوء بالخليج.

وكالة الأنباء السعودية "واس"، نقلت عن مصدر مسؤول، أن اللقاء يأتي في سياق اللقاءات الودية الخاصة التي جرت العادة على عقدها بشكل دوري منذ سنوات عديدة بين قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية، وذلك في إطار العلاقات الأخوية الوثيقة التي تجمع القادة والتي تسهم في تعزيز التعاون والتنسيق بين دول المجلس ومصر والأردن.

وأشارت الوكالة، إلى أنه فيما يتعلق بالعمل العربي المشترك، وما يصدر من قرارات بشأنه، فسيكون ضمن جدول أعمال القمة العربية الطارئة القادمة التي ستنعقد في جمهورية مصر العربية الشقيقة.

وعلق الطبيب والناشط على إكس د. مصطفى جاويش قبل إعلان قمة الرياض أن "القمم العربية دخلت القمقم.. تأجيل قمة الرياض حول غزة من أجل خاطر عيون قمة ترامب&بوتين حول أوكرانيا.. تأجيل قمة القاهرة حول غزة بسبب خلافات حول الخطة المصرية.. وتبقى غزة الفاضحة  للجميع.".

وأعلنت مصادر كويتية أن أمير الكويت يشارك في القمة التشاورية التي تهدف إلى تعزيز التعاون والتنسيق في ملفات حيوية تهم المنطقة؟!

وتداولت مواقع إلكترونية عنوان خبر جاء فيه "من دون العراق.. بن سلمان يدعو قادة الخليج ومصر والأردن لحضور قمة غد الجمعة"، في إشارة إلى غياب العراق عن القمة المرتقبة.

وقالت مصادر عراقية إن "القمة التي ستُعقد في الرياض لا تتعلق بالقرارات الخاصة بالعمل العربي المشترك، والتي ستكون جزءًا من جدول أعمال القمة العربية الطارئة القادمة التي ستعقد في مصر"، ولكن السعودية قالت إن اللقاء "ودي" وتارة "أخوي"!

 

توحيد الأمة لرفض التهجير

ومن جانب مواز، أكد شيخ الأزهر أحمد الطيب أهمية الاعتراف بأن المسلمين يواجهون أزمة حقيقية ويدفعون ثمنها غاليًا أينما وجدوا، وأن التقريب والوحدة بينهم ضرورة عملية وذلك في افتتاح مؤتمر الحوار الإسلامي المنعقد في البحرين.

واستدل شيخ الأزهر على حاجة الأمة إلى الوحدة بما تواجهه القضية الفلسطينية من مخاطر، قائلاً: "فقد بلغت المؤامرة ضد أبنائها، بل ضد الأمة كلها، حدَّ السعي في تهجير أبنائها في غزة من ديارهم، والاستيلاء على أرضهم".

وقدم الشيخ الطيب اقتراحًا لوضع "دستور أهل القبلة" أو "الأخوة الإسلامية"، الذي يمكن أن يكون أساسًا للوحدة الإسلامية، متصدّرًا بالحديث الصحيح:

«مَنْ صَلَّى صَلَاتَنَا، وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا، وَأَكَلَ ذَبِيحَتَنَا، فَذَاكُمُ الْمُسْلِمُ الَّذِي لَهُ ذِمَّةُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ؛ فَلَا تُخْفِرُوا اللَّهَ فِي ذِمَّتِهِ».

 

ماذا قالت حماس؟

وكان أسامة حمدان مع اليوم 401 من العدوان على غزة والمتزامن مع 11 نوفمبر الماضي (قمة محمد بن سلمان في الرياض) نقلاً عن حركة المقاومة الإسلامية حماس: ندعو الملوك والرؤساء والقادة المجتمعين في قمة المتابعة العربية- الإسلامية المشتركة المقرر عقدها غدًا في العاصمة السعودية الرياض إلى تشكيل تحالف عربي إسلامي دولي للضغط على الاحتلال وداعميه لوقف حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة ولبنان.

وحذر القيادي في حماس في الإطار من أن جرائم القتل ضد شعبنا على مدى أكثر من عام ستبقى وصمة عار في وجه الداعمين والصامتين على حد سواء.

مقابل تثمين حمدان مواقف تضامنت عمليًا مع غزة وفلسطين، فقال: نثمن على الخصوص موقف إسبانيا بمنع رسو سفن تحمل سلاحًا للعدو الصهيوني.

وأضاف، نثمن مواقف الدول الـ50 بقيادة تركيا التي طالبت مجلس الأمن باتخاذ خطوات لمنع بيع أسلحة للعدو.

وتابع: نشيد ببطولات وتضحيات المقاومة الإسلامية في لبنان ونثمّن جهود ومشاركة الإخوة في اليمن والعراق دفاعًا عن الشعبين الفلسطيني واللبناني.

وصعد حمدان في إطار الإشادة إلى الأحرار والشعوب فقال: ".. ندعوا إلى تصعيد كلّ أشكال التضامن رفضًا لحرب الإبادة الجماعية بالمسيرات والفعاليات الحاشدة ومحاصرة سفارات الاحتلال والدول الداعمة له حتى وقف العدوان على فلسطين ولبنان".

وفي الإطار، أكد أن أحداث أمستردام والتداعيات العفوية تؤكد أن استمرار الإبادة على الهواء مباشرة كفيل بتحريك الضمائر.

https://t.co/pWQP0hgm0v