تستمر حملة مقاطعة الشركات الدولية الداعمة لإسرائيل، على الرغم من وقف إطلاق النار في غزة. هذه المقاطعة تشكل ضغطًا كبيرًا وتثير قلق العديد من الشركات، بما في ذلك ستاربكس وكنتاكي وبيتزا هت وماكدونالدز وكارفور.
كما تشمل الحملة مقاطعة المنتجات الإسرائيلية في جميع أنحاء العالم. وأشار تقرير حديث صادر عن مؤشر العلامات التجارية الوطنية أنهولت-إبسوس، ونشرته الصحف والمواقع الإسرائيلية، بما في ذلك جلوبس، إلى أن الصادرات الإسرائيلية تواجه الآن خطرًا كبيرًا بسبب الرفض العالمي الواسع للمنتجات المصنفة "صنع في إسرائيل". ويبدو أن الأسواق والمستهلكين الواعين يتجنبون المنتجات الإسرائيلية بشكل متزايد.
هذا الأسبوع، اعترف الرئيس التنفيذي لشركة ستاربكس، بريان نيكول، بتأثير المقاطعة على أرباح وإيرادات الشركة في جميع أنحاء العالم، وذلك خلال زيارته النادرة لدولة الإمارات قبل أيام قليلة. وقد ناشد إنهاء المقاطعة التي ازدادت قوة خلال الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في غزة.
وأضاف أن التأثير السلبي للمقاطعة لم يقتصر على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بل امتد أيضًا إلى مبيعات ستاربكس في الولايات المتحدة.
لم يتوقف الرئيس التنفيذي لستاربكس عند هذا الحد، بل حاول نفي أي دعم من شركته للجيش الإسرائيلي، وأكد بشكل قاطع أنها لا تدعم الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وقال في مقابلة مع بلومبرج: "المقاطعة ودورة المعلومات بأكملها أمر مؤسف حقًا، لأنها تضر بالعلامة التجارية وتؤثر على شركائنا في المتاجر".
وأضاف: "لم ندعم أبدًا أي جيش، ولم نقدم أي تمويل للحكومة الإسرائيلية".
نجاحات المقاطعة في تركيا والعالم العربي
في تركيا، حققت المقاطعة نجاحًا كبيرًا، حيث أغلقت سلاسل كنتاكي وبيتزا هت أبوابها بعد أن واجهت أزمة مالية حادة بسبب المقاطعة الشعبية. وأعلنت الشركة الأم يام براندز، المالكة لسلسلة كنتاكي وبيتزا هات، إنهاء اتفاقية الامتياز مع شركة آي أس جيدا، المشغل المحلي للمطاعم في تركيا، مما أدى إلى إغلاق 537 فرعًا. وأعلنت الشركة التركية إفلاسها مع ديون تجاوزت 7.7 مليار ليرة تركية (حوالي 214 مليون دولار).
كما أغلقت سلسلة متاجر كارفور أبوابها في دولتين عربيتين، الأردن وعُمان، وقررت تقليص أنشطتها في دول عربية أخرى بعد أن واجهت حملة مقاطعة شعبية شرسة بسبب دعمها للجيش الإسرائيلي. ولم تنجح السلسلة الفرنسية في إقناع العملاء بالعودة إلى متاجرها.
تأثير المقاطعة على الأرباح
نظرًا لاستمرار المقاطعة لمنتجاتها وفروعها بسبب دعمها للجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، أعلنت شركة أمريكانا للمطاعم قبل أيام أن أرباحها انخفضت بنسبة 39٪ في عام 2024.
هذا الانخفاض يكشف حجم الأزمة التي تواجهها العلامات التجارية الكبرى الداعمة للاحتلال.
أمريكانا هي أكبر مشغل للمطاعم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تدير علامات تجارية مثل هارديز، وكريسبي كريم، وغيرها.
على الرغم من إنفاق مئات الملايين من الدولارات على الحملات التسويقية لزيادة الطلب على المشروبات الغازية في الدول ذات الأغلبية المسلمة، لا تزال شركات المشروبات الكبرى، مثل بيبسي وكوكاكولا، تتعرض للمقاطعة في العديد من الأماكن، خاصة مع نجاح المشروبات المحلية التي حلت محلها خلال الحرب التي استمرت 15 شهرًا على غزة.
استمرار المقاطعة في أوروبا
في أوروبا، لا تزال حملات مقاطعة الشركات والعلامات التجارية الداعمة للاحتلال مستمرة، نظرًا للحرب المتواصلة ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، وفي ظل توفر بدائل محلية مثل غزة كولا وفلسطين كولا.
وهذا هو الجوهر الحقيقي للقضية: قد يكون هناك وقف لإطلاق النار في غزة، لكن عشرات الآلاف من الفلسطينيين يتم تهجيرهم على يد قوات الاحتلال في الضفة الغربية، بينما يُقتل المئات. لذلك، يجب أن تستمر المقاطعة حتى ينتهي الاحتلال. فلا يمكن قبول أي شيء أقل من ذلك.
https://www.middleeastmonitor.com/20250219-a-painful-boycott-is-still-essential-despite-the-ceasefire-in-gaza/