التقى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بولي العهد السعودي محمد بن سلمان في الرياض يوم الاثنين، حيث أصبحت السعودية نقطة تقاطع رئيسية بين عدة صراعات تمتد من أوكرانيا إلى غزة، والتي تسعى إدارة ترامب إلى إيجاد حلول لها.
السعودية كوسيط في أوكرانيا
برزت السعودية كوسيط مفضل لدى إدارة ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا، بعد أن كانت قد استقبلت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عام 2023، في تحدٍ لمساعي إدارة بايدن لعزل موسكو.
من المقرر أن يجتمع روبيو مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ومستشار بوتين يوري أوشاكوف في الرياض، في محادثات قد تعيد تشكيل الأمن الأوروبي.
خلاف حول مستقبل غزة
في مقابل موقف السعودية كوسيط في أوكرانيا، فإنها تتخذ موقفًا معارضًا تمامًا لخطة ترامب حول غزة.
أعلن رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو التزامه بالخطة الأمريكية التي تدعو إلى "الاستحواذ" على غزة وتحويلها إلى مشروع تطوير فاخر بعد تهجير سكانها الفلسطينيين.
كما كشف وزير دفاع الاحتلال الصهيوني عن إنشاء وحدة متخصصة لتسهيل "الهجرة الطوعية" للفلسطينيين من غزة.
الرفض السعودي للخطة
رفضت السعودية هذه الخطط بقوة، وأكدت مجددًا أن تطبيع العلاقات مع الاحتلال الصهيوني لن يتم إلا بعد قيام دولة فلسطينية.
ورد الإعلام السعودي الرسمي بغضب على تصريحات نتنياهو التي ألمح فيها إلى إمكانية توطين الفلسطينيين في دول الخليج.
انقسام في الموقف العربي
رغم الموقف السعودي الحازم، أعلنت الإمارات دعمها لخطة ترامب باعتبارها "الخيار الوحيد".
في المقابل، ذكرت تقارير أن الأردن ودول عربية أخرى اقترحت خطة بديلة تشمل الاعتراف بالاحتلال الصهيوني، تحقيق تقرير المصير للفلسطينيين، وتوسيع التعاون الأمني الإقليمي.
تدهور العلاقات بين السعودية وإدارة ترامب
رغم العلاقة الوثيقة التي جمعت بن سلمان بفريق ترامب خلال فترته الأولى، إلا أن هناك عدة ملفات توترت بسببها العلاقات بين البلدين:
تجاهلت السعودية دعوات ترامب لزيادة إنتاج النفط، ورفضت السعودية السماح للولايات المتحدة باستخدام قواعدها الجوية لضرب الحوثيين.
ورغم دعمها السابق لانسحاب ترامب من الاتفاق النووي، فإن السعودية تتجه الآن نحو تهدئة العلاقات مع طهران وإدارة النفوذ الإقليمي بدلًا من المواجهة المباشرة.
مستقبل العلاقة بين الرياض وواشنطن
في ظل هذه التوترات، تتزايد التساؤلات حول مدى جدية ولي العهد السعودي في موقفه من القضية الفلسطينية، وهل يستخدمها كورقة ضغط في المفاوضات مع الولايات المتحدة؟
كما أن هناك تساؤلات حول إمكانية استمرار السعودية في لعب دور الوسيط في أوكرانيا، خاصة مع وجود تباينات في أولويات السياسة الخارجية بين الرياض وواشنطن.
https://www.middleeasteye.net/news/trump-looks-turn-page-gaza-and-ukraine-all-roads-lead-riyadh