تتوالى حوادث الوفيات داخل سجون السيسي نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، لتضاف إلى سجل طويل من الانتهاكات التي طالت المعتقلين السياسيين ومحتجزي الرأي في البلاد.
في حادثة جديدة، فارق هشام الحداد، شقيق عصام الحداد، مساعد رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية في عهد الرئيس الراحل محمد مرسي، الحياة داخل سجن العاشر من رمضان، وسط اتهامات متزايدة بتعمد السلطات حرمانه من العلاج، رغم تدهور حالته الصحية.
 

اعتقال دون سند قانوني وحرمان من العلاج
   اعتُقل هشام الحداد في مارس 2023، ضمن حملة أمنية واسعة استهدفت أقارب معارضين سياسيين، دون تقديم أي سند قانوني واضح لاحتجازه.
ورغم أنه لم يكن ناشطًا سياسيًا أو مشاركًا في أي أنشطة معارضة، إلا أن السلطات الأمنية أبقته رهن الاعتقال، ليواجه ظروفًا قاسية داخل السجن، ازدادت سوءًا مع حالته الصحية المتدهورة.

وأكد مركز الشهاب لحقوق الإنسان، وهو منظمة حقوقية ترصد أوضاع المعتقلين في مصر، أن وفاة الحداد جاءت نتيجة "إهمال طبي متعمد"، حيث رُفضت كل المطالبات بالإفراج عنه أو حتى نقله إلى مستشفى السجن للحصول على الرعاية الطبية اللازمة.
 

مطالبات قانونية تجاهلتها السلطات
   أوضح عضو في هيئة الدفاع عن أسرة الحداد أنهم تقدموا سابقًا بشكاوى رسمية إلى وزارة الداخلية، كما رفعوا بلاغًا إلى النائب العام محمد شوقي عياد، مطالبين بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ حياة هشام.

وأضاف: "طالبنا مرارًا بالسماح له بالعلاج أو حتى نقله إلى المستشفى، لكن السلطات تجاهلت كل النداءات، وأبقته داخل المعتقل رغم تدهور حالته الصحية ومعاناته من أمراض مزمنة. كانوا يرفضون حتى إدخال الأدوية التي يحتاجها، مما أدى في النهاية إلى وفاته".
 

هل تتحول المطالبات إلى تحقيق جاد؟
   بعد وفاة هشام الحداد، تستعد هيئة الدفاع لتقديم بلاغ جديد إلى الجهات المختصة، للمطالبة بفتح تحقيق في الواقعة، والتي وصفها محامون وحقوقيون بأنها "قتل عمد ببطء"، نتيجة تعمد منع الرعاية الصحية عنه داخل السجن.

وتشير منظمات حقوقية محلية ودولية إلى أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، حيث وثقت تقارير سابقة وفاة عدد من المعتقلين السياسيين داخل السجون  بسبب الإهمال الطبي وسوء أوضاع الاحتجاز، في ظل تقاعس السلطات عن توفير الحد الأدنى من الرعاية الصحية للسجناء.

تشير تقارير حقوقية إلى أن سجون السيسي تشهد تدهورًا كبيرًا في أوضاع المعتقلين، وسط اكتظاظ الزنازين وغياب العناية الطبية اللازمة، ما أدى إلى وفاة عشرات السجناء خلال السنوات الأخيرة.

https://www.facebook.com/elshehab.ngo/posts/1011126064395174?ref=embed_post