مع اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة تجددت المطالبات بالإفراج عن العشرات من المصريين المحتجزين على خلفية أنشطة سلمية لدعم القضية الفلسطينية.
وأكدت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية في بيان رسمي ضرورة إطلاق سراح كل المعتقلين الذين تم احتجازهم بسبب مشاركتهم في مظاهرات أو تعبيرهم عن تأييدهم لغزة بطرق سلمية.
 

15 شهرًا من الاعتقال لمناصري فلسطين في مصر
   ووفقًا لما رصدته المبادرة، فقد استمر حبس بعض المعتقلين منذ أكثر من 15 شهرًا، منذ بداية العدوان الصهيوني على غزة في أكتوبر 2023.
وأكدت المبادرة أن عدد المعتقلين الذين ما زالوا قيد الاحتجاز يصل إلى 129 شخصًا على الأقل، بينهم طفلان، وذلك على ذمة عشر قضايا مختلفة.

وكانت سلطات السيسي قد شنت حملة اعتقالات واسعة بعد المظاهرات التي خرجت في 20 أكتوبر 2023 في القاهرة والإسكندرية، حيث تم القبض على 42 شخصًا، بعضهم كان يشارك في المسيرات.
 

قصص المعتقلين.. مناضلون خلف القضبان
   من بين المعتقلين، هناك عبد الصمد ربيع (22 عامًا)، الذي خرج للتظاهر  لدعم القضية الفلسطينية، لكنه وجد نفسه معتقلاً منذ ذلك الحين، عبد الصمد.
الذي تعافى من سرطان الدم بعد سنوات من العلاج في مستشفى 57357، لا يزال بحاجة إلى متابعة طبية مستمرة بسبب معاناته من ضعف في عضلة القلب، وهو ما يجعل اعتقاله خطرًا على حياته.

أيضًا، لا يزال النقيب كريم عرابي (31 عامًا)، الضابط السابق في الجيش، قيد الاعتقال رغم أنه أُصيب ثلاث مرات أثناء خدمته في سيناء، ما اضطره إلى ترك الخدمة العسكرية.

كما تضم قائمة المعتقلين طلبة جامعيين مثل علي عادل، الطالب الأزهري الذي أنهى دراسته في السجن رغم إصابته بضمور في العصب البصري، وعمرو رضا (21 عامًا)، الطالب المتفوق في كلية التجارة.

أما القضية 2468 لسنة 2023، فتضم معتقلين يمثلون الآباء والمعيلين الوحيدين لأسرهم، مثل أحمد سيد أمين عبده، والد لأربعة أطفال، ومحمد كريم سلامة (19 عامًا)، العامل البسيط، إضافة إلى المحامي أحمد أبو زيد، زوج وأب لطفلين، كما أن هناك محمود ناصر السيد داوود، الذي تضطر والدته المسنة للسفر من محافظة سوهاج إلى الشرقية كل شهر لزيارته في مركز الإصلاح والتأهيل بالعاشر من رمضان.
 

أطفال قيد الاعتقال بسبب شعارات على الجدران
   الأمر لم يتوقف عند الكبار، بل امتد ليشمل طفلين يبلغان 17 عامًا فقط، حيث اعتقلا في مارس 2024 بسبب كتابة عبارات داعمة لغزة على جدران كوبري دار السلام.
ورغم أن اعتقالهما مخالف للقوانين التي تحظر احتجاز الأطفال فترات طويلة، فإنهما لا يزالان محتجزين دون أن يتمكن ذويهما من زيارتهما منذ 10 أشهر.
 

مظاهرات الأزهر والإسكندرية.. اعتقالات مستمرة
   في 27 أكتوبر 2023، خرجت تظاهرة أخرى لدعم الفلسطينيين في محيط الجامع الأزهر، ما أدى إلى اعتقال 11 شخصًا، بينهم الشقيقان حسن شوقي عبده (50 عامًا) ومحمود شوقي عبده (41 عامًا)، وكلاهما نجار وأب لثلاثة أطفال، كما شملت الاعتقالات طلابًا جامعيين مثل محمد عبد الستار عبد الوهاب (23 عامًا) ومحمود عبد الله (22 عامًا).

أما في الإسكندرية، فقد شهدت المدينة موجة جديدة من الاعتقالات في إبريل 2024، شملت ستة شبان رفعوا لافتة تطالب بفتح معبر رفح والإفراج عن المعتقلين بسبب دعمهم لفلسطين، ولا يزال هؤلاء الشباب محتجزين حتى اليوم في مركز الإصلاح والتأهيل بالعاشر من رمضان.
 

مطالب بالإفراج الفوري عن المعتقلين.. وحقوقيون ينتقدون استمرار الاحتجاز
   في بيانها، شددت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية على ضرورة الإفراج عن هؤلاء المعتقلين فورًا، خاصة في ظل التصريحات الرسمية المصرية التي تؤكد دعمها للقضية الفلسطينية.
وأشارت المبادرة إلى أن الحبس الاحتياطي في القانون إجراء احترازي وليس عقوبة، ويجب ألا يُستخدم ضد أفراد لم يرتكبوا جرائم وإنما مارسوا حقهم في حرية التعبير.

وأكدت المبادرة أن غالبية المعتقلين هم طلاب أو آباء أو عمال، ولهم أماكن إقامة معروفة، وليس هناك مبرر قانوني لاستمرار احتجازهم، وطالبت النائب العام باستخدام صلاحياته للإفراج عنهم، خاصة مع هدنة غزة، مما يجعل استمرار حبسهم يتناقض مع الموقف الرسمي المصري الداعم لحقوق الفلسطينيين.