مع انطلاق "انتخابات" اتحادات الطلاب في جامعات مصر، قالت منصة "الموقف المصري" الليبرالية إن هيمنة الأمن الوطني على هذه المسرحية الانتخابية هو لإنتاج كوادر أنصار السيسي وتهيئتهم ليكونوا نوابا بمجلس الشعب ومدافعين "مستميتين" عن فساد نظام السيسي.
 

تفريخ الدولجية
   وتحت عنوان "الأمن يُمكِّن "طلاب من أجل مصر" من اتحادات طلبة الجامعات.. هنا يجري تفريخ "الدولجية":  اتهمت المنصة نظام السيسي بإعداد "النخبة القادمة "المصطنعة، وأنه "بعد 4 سنين من من الانغماس في أخوية "المنتفعين المدافعين عن النظام"  يكون أمام الكادر أحد مسارين: أولا: أن ينضم لحزب "مستقبل وطن" كزبون سياسي يبحث عن دور وفرصة للصعود السريع، من خلال العلاقات مع الأمن وخدمة السابقين الأولين من "أنصار النظام" الذين أصبحوا أعضاء مجلس شعب، وفي طريقهم يستطيعوا التحصل على فرص مربحة في البيزنس والمقاولات".

وأشارت إلى أنه "من ينضم يكمل مسيرة الموالاة عبر الانضمام للبرنامج الرئاسي وتكون ليهم الأولوية في الصعود؛ على اعتبار أن "طلاب من أجل مصر" امتداد لنشاط الأكاديمية الوطنية للتدريب التي تؤهل الشباب اليافع لأنه يحظى بفرصة لا تعوّض ولا يمكن الوصول إليها إلا عبر العمل تحت عين الأمن الساهرة!!".
 

معسكرات طلابية
   
وأكدت المنصة أنه "طوال وجودهم في الحركة (الموالية) يتلقنوا سرديات الأمن القومي في المعسكرات الصيفية، ومحاضرات عن حروب الجيل الرابع، وكيف أن مصر مستهدفة من القوى العالمية بما في ذلك التي تعطيها معونة عسكرية وسلاح وتوفر لجيشها برامج تدريبية!!".

واعتبرت أن "طلاب من أجل مصر" نموذج مثالي لصناعة الفرع المدني للنخبة الحاكمة، وأن مسيرتهم تبدأ من التحريات الأمنية عنهم وعن عائلتهم وأصدقائهم، وبعد أن يتأكد الأمن يتأكد أنه لا يوجد أحد من دوائرهم القريبة، أو البعيدة، ضُبط متلبسًا بشُبهة معارضة لنظام السيسي، أو خرج في مظاهرة في يوم من الأيام لو من أجل بناء مطب صناعي قدام بيته، أو عُرف عنه الاستقلال في الرأي، أو عنده رأي أصلًا، فيتم قبولهم في الحركة ويبدأوا مسيرة تأييد النظام والانتفاع من ورائه.


واشتكى عدد كبير من طلاب الجامعات المصرية من تعنت رسمي ضدهم لمنعهم من الترشح في انتخابات الاتحادات الطلابية في الجامعات، في حين تقبل الجهات المنوط بها العمل قوائم "طلاب من أجل مصر"، المنتشرة في كافة الجامعات والتابعة لأجهزة الأمن، بحسب موقع "مدى مصر".

ونقل الموقع عن قيادي طلابي إن الانتهاكات بدأت بتسليم إدارات رعاية الشباب بجامعتي القاهرة وعين شمس، الجدول الزمني للانتخابات لأسرة "طلاب من أجل مصر" قبل يومين من الإعلان عنه رسميًا مساء الثلاثاء الماضي.
وهذا  قبل أن يتفاجئ الطلاب يوم تقديم أوراق الترشح، بفتح باب التقدم 5 ساعات بس، وبالتزامن مع مواعيد امتحانات منتصف الفصل الدراسي بمعظم الكليات!
 

قائمة أمن النظام
   وأشار قيادي طلابي قال أن مكاتب رعاية الشباب بكليات جامعة عين شمس امتنعت عن إبلاغ الطلاب بمتطلبات الترشح، قبل أن تستخدم حجة عدم استكمال الأوراق، لعرقلة قبول أوراق ترشحهم للانتخابات.

وفي جامعة القاهرة؛ واجهالطلاب مشكلة مختلفة وهي أنهم عندما حاولوا دفع رسوم الترشح، وجدوا نظام الدفع متوقف عن العمل، وهذا شيء وارد لكن الغير منطقي أن الموظفين سمحوا لمرشحي "طلاب من أجل مصر" بالدخول لـ"سيستم" الكلية ودفع الرسوم بدون اللجوء للموقع العام اللي بيستخدمه بقية الطلبة.

والوضع كان أسوأ في جامعة الزقازيق والمنصورة والإسكندرية؛ حيث أن موظفي رعاية الشباب امتنعوا عن تسليم استمارات الترشح للطلاب المستقلين وطلاب الأسر الأخرى غير "طلاب من أجل مصر".

وقال مصدر طلابي لـ"مدى" إن موظف رعاية الشباب أكد اعتماد قائمة واحدة فقط أرسلت بالفعل لإدارة الكلية بدون انتخابات، وهي "طلاب من أجل مصر".

وتأسست "طلاب من أجل مصر" في 2017، كمبادرة من عمرو مصطفى، عميد كلية الزراعة بجامعة القاهرة، لخدمة الطلاب وتهيئتهم لفرص العمل، بدون أي تفكير في أي نشاط سياسي.

ومع انتشار المبادرة وزيادة عدد أعضائها بدأ الأمن ببسط سيطرته عليها، وسيطرت الحركة على النشاط الطلابي في الجامعات بالتزامن مع تلاشي باقي الحركات الطلابية المؤثرة، بفعل الملاحقات الأمنية والتضييق الإداري.

https://x.com/AlmasryAlmawkef/status/1858164404832854067