في مشاهد إنسانية عفوية، أظهر المصريون مشاعر تضامن عميقة مع الفلسطينيين الذين يعانون من تداعيات العدوان الصهيون على غزة، حيث برزت مواقف استثنائية تجسد حب الشعب المصري وتضامنه، رغم تحدياته اليومية.
حكاية سائق التوكتوك: دموع تضامن وألم عجز
ماهر البريم، مصور فلسطيني مقيم في غزة، خرج إلى مصر هربًا من أهوال الحرب.
خلال جولته في مدينة ههيا بمحافظة الشرقية، استقل ماهر عربة "توكتوك"، وعندما وصل إلى وجهته، أصر على دفع الأجرة للسائق. إلا أن الأخير رفض بعدما علم أن الراكب فلسطيني.
وسط إصرار ماهر على الدفع، انفجر السائق بالبكاء وقال بحرقة:
"يا عمي الله يسهل عليك.. احنا عارفين نعمل حاجة.. أنا صعبان عليا أصلا أنا عايش.. ومش عارف أعمل حاجة.. روح يا عمي.. سامحوني أنا شخصيا.. مليش دعوة بأي شعب.. لا الشعب العربي ولا الشعب المصري ولا أي شعب.. أي حد تعرفوه قولوا له سامحوه.. السيد محمد عبد المجيد سامحوه.. لأني مش عارف أعمل لكم حاجة".
https://x.com/BelalElbukhary/status/1856741220044698051
كلمات السائق لم تكن مجرد تعبير عن موقف شخصي، بل لخصت إحساس العجز الجماعي لدى كثير من المصريين الذين يشعرون أنهم لا يستطيعون تقديم الدعم الكافي لأشقائهم في فلسطين.
"الناس بتحب فلسطين": طفل يغزل الأمل
في موقف آخر مليء بالبراءة والإنسانية، أصر طفل مصري يبيع "غزل البنات" على تقديم جزء مما يبيع لشاب فلسطيني قابله في الشارع.
كلمات الطفل جاءت صادقة وبسيطة: "تعال اسكن عندنا.. الناس هتحبك.. الناس بتحب فلسطين أوي."
https://x.com/AmrElSherif0/status/1856885858046968275
هذه الكلمات لخصت مشاعر المصريين تجاه القضية الفلسطينية، تلك المشاعر التي تتجاوز الحدود والسياسات، وتتجذر في قلوب العامة مهما كانت ظروفهم المعيشية الصعبة.
تفاعل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي
انتشرت مشاهد السائق والطفل عبر منصات التواصل الاجتماعي، وحظيت بتفاعل كبير من المصريين والعرب.
وصف مغردون هذه المواقف بأنها تجسد "نبض الشعب المصري" وإحساسه بالذنب تجاه معاناة الفلسطينيين.
أحد المعلقين كتب: "كلام السائق فوقني لحاجة مهمة جدا كنت غافل عنها.. هو احنا صحيح علينا ذنب هنتحاسب عليه عشان شهداء غزة الله يرحمهم .. إذا أطفالهم ونساؤهم ورجالهم وقفوا لنا قدامنا يوم القيامة.. وقالوا لنا كنتم فين لما اتقتلنا بدم بارد.. وأنتم بتشوفوا ده مباشر"
https://www.facebook.com/share/p/1W4cpcb8x4/
وآخر أضاف: "مصر فيها حوالي 120 مليون بني آدم.. ما لا يقل عن 90% منهم حاسين بالذنب وأنهم ما يعملوش أي شي من واجبهم تجاه فلسطين سواء أهلنا اللي لسه في غزة واللي في مصر حاليا.. ونفسهم يعملوا أي شي ولو قليل بس للأسف ملهيين في لقمة العيش والوضع الصعب".
وكتب آخر معلقا على مشهدي سائق التوكتوك والطفل "عبرا عن حالنا كمصريين بكلمات بسيطة والله يعلم ما في صدورنا من هم وحزن وإحساس بالعجز لنصرة إخواتنا المظلومين ومن لا يشعر بغير ذلك فاعلم بإن الله نزع من عينيه النظر ومن قلبه الأحساس".