في مشهد يعكس الحالة المعيشية القاسية التي يعيشها المواطن المصري، شارك الكاتب الصحفي أنور الهواري تجربته الشخصية التي واجهها أثناء تسوقه للخضروات.
تفاصيل المشهد تحمل في طياتها الكثير من الألم والشعور بالاستسلام من قبل الناس الذين يتجمعون لشراء حاجياتهم الأساسية، وفي مقدمتها الطماطم، رغم قلة جودتها وتواضع سعرها.
 

مشهد الطوابير والمنافسة على الطماطم:
يروي الهواري أنه حين وصل إلى السوق وجد زحامًا غير معتاد، حيث كان الرجال والنساء من مختلف الأعمار يتنافسون على شراء عدد قليل من الطماطم، وكانت الثمرات صغيرة، باهتة المظهر، ولا تحمل الجودة التي اعتاد عليها الناس؛ على الرغم من ذلك، لاحظ أن الناس يتعاملون معها كأنها سلعة ثمينة تُشترى لأول أو آخر مرة.
هذا المشهد، حسب تعبيره، بدا وكأن المواطنين يتسابقون بقلوب منكسرة للحصول على أبسط احتياجاتهم في ظل ارتفاع أسعار السلع وتراجع القدرة الشرائية.
 

استسلام الوجوه وصمت المتسوقين:
بقي الهواري جزءًا من المشهد ووقف أمام أقفاص الطماطم "التعيسة"، واصفًا الصمت الذي يخيم على الوجوه من حوله وروح الاستسلام التي بدت واضحة في عيون الجميع.
بدا وكأن الجميع خاضع لقانون الضرورة، حيث لا مجال للاختيار، بل القبول بما هو متاح.
ويصف كيف أن الجميع كانوا يتحركون ببطء، ويختارون بعناية بين الثمرات المتواضعة التي أمامهم، في صورة تعكس حالة عامة من الخنوع والشعور بالعجز عن تغيير الواقع.
 

مواجهة المدير والمطالب بتحسين الحال:
بخطوة رمزية تعكس حالة القهر التي يشعر بها الكثيرون، اقترب الهواري من مدير السوق ليواجهه بالسؤال الذي يشغل بال جميع الحاضرين: "هل يعقل أن يبقى الوضع على هذا الحال في عهدك؟ هل يقبل أحد أن يتعامل الناس مع سلعة بهذا المستوى المتدني من الجودة؟".
ورغم محاولة المدير تهدئتهم بالقول إن دفعة جديدة من الطماطم ستصل قريبًا، إلا أن الهجوم المتسارع للمواطنين على الأقفاص الجديدة يكشف حجم الحاجة والاستسلام للواقع الصعب.
 

تأثير الوضع الاقتصادي المتأزم على المصريين:
الهواري يعيد القارئ لآخر مرة زار فيها السوق، التي كانت قبل شهرين، حينما كانت الأسعار مرتفعة ولكن يمكن تحملها.
إلا أنه منذ ذلك الحين، شهدت الأسعار ارتفاعات متتالية، تشبه قفزات الأرنب في سرعتها وتواترها، بينما يصف الهواري حال المواطنين بأنهم يزحفون على بطونهم كالسلاحف، دون قدرة على مجاراة هذا الارتفاع المتسارع.
الأمر الذي أدى إلى تلاشي بريق الوجوه وتراكم حزن دفين يظهر بوضوح على محيا كل من حوله.

المصدر:
https://www.facebook.com/share/p/15aN2Jipgt/