تأتي جهود التهدئة الأحدث في الوقت الذي تواصل فيه حكومة الكيان وجيشه توسيع عملياتها العسكرية في لبنان.
فقبل نصف ساعة من كتابة هذا التقرير واصل جيش الاحتلال الصهيوني على مدار أمس الجمعة، 1 نوفمبر الجاري، قصف مناطق جنوب لبنان في مدينة النبطية ومرجعيون وبلدة عين إبل ومدينة صور وظهرا بالمدن ذاتها وبلدتي بوداي وتمنين في البقاع شرقي لبنان.

وبالشرق أيضا قصف الاحتلال مرجة رأس العين وسط مدينة بعلبك، وشبعا وكفر شوبا وشقرا ودير عامص بالجنوب، وبالمقابل أعلن جيش الاحتلال رصد 30 صاروخا أطلقوا من لبنان تجاه مغتصبة كرمئيل بالجليل المحتل.

وأعلن نائب بالكنيست الصهيوني يتسحاق كروزر مشاركته في القتال مع قوات الاحتياط في جنوب لبنان بعد مقتل 90 جنديا و900 جريح من ضباط الاحتياط بجيش الاحتلال الصهيوني.

ويبدو أن بيانات من الجانب اللبناني أعلنتها الحكومة التي يرأسها نجيب ميقاتي متزامن مع تصريحات لمسؤولين أمريكيين قالت إن وسطاء أمريكيين نجحوا في إقرار مقترح لوقف الأعمال القتالية بين جيش الاحتلال وحزب الله اللبنانية يبدأ بوقف لإطلاق النار لمدة 60 يوما.

الاتفاق فيما يبدو يتحدث عن حدود انتشار الجيش اللبناني جنوب لبنان وشرقي نهر الليطاني ومناقشة الخط الأزرق. 

   وبحسب "رويترز"،  قال مصدر دبلوماسي كبير مطلع على المحادثات، وهو (آموس هوكستاين) يعمل في لبنان: إن فترة الشهرين ستستخدم لإتمام التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701 الذي اعتُمد في عام 2006 لجعل جنوب لبنان خاليا من الأسلحة باستثناء ما هو تابع للدولة اللبنانية.

المتحدثة باسم السفارة الأمريكية في بيروت سما حبيب، قالت: "نود أن نؤكد مجددا أننا نسعى إلى حل دبلوماسي ينفذ القرار 1701 بشكل كامل ويعيد مواطني مناطق الحدود من الجانبين إلى منازلهم".

ومن جانبه، قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى لبنان آموس هوكستين الذي يعمل على المقترح الجديد للصحفيين في بيروت في وقت سابق من هذا الشهر: إن هناك حاجة إلى آليات أفضل لتطبيق القرار إذا لم ينفذه الاحتلال أو لبنان بشكل كامل.

وأضاف الدبلوماسي الكبير والمصدر المُطلع على المحادثات لرويترز أن الهدنة التي تستمر 60 يوما حلت محل مقترح طرحته الشهر الماضي الولايات المتحدة ودول أخرى وتضمن وقف إطلاق النار لمدة 21 يوما تمهيدا لدخول القرار 1701 حيز التنفيذ بالكامل.

ومع ذلك حذر المصدران من أن الاتفاق قد ينهار؛ إذ قال الدبلوماسي "هناك جهد حقيقي للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، لكن لا يزال من الصعب تحقيقه". 

وقال المصدر المطلع على المحادثات إن أحد البنود التي لا يزال الاحتلال يضغط من أجل إدراجها، هو القدرة على "التطبيق المباشر" للهدنة من خلال الضربات الجوية أو العمليات العسكرية الأخرى ضد حزب الله في حال خرقه للاتفاق.

وذكرت قناة 12 العبرية أن الاحتلال الصهيوني يسعى إلى إقرار نسخة يعزز مصالحه من قرار الأمم المتحدة رقم 1701، ويتيح له التدخل إذا شعر بتهديد أمنه.

ويعتبر القرار 1701 حجر زاوية في محادثات لإنهاء عام من القتال بين الاحتلال وحزب الله والذي اندلع بالتوازي مع الحرب في قطاع غزة وتصاعد بشكل كبير على مدى الأسابيع الخمسة الماضية.

وسبق لمسؤولين لبنانيين إعلان أن لبنان لم يتم إطلاعه رسميا على الاقتراح ولا يمكنه التعليق على تفاصيله.

   المساعي تضع وقف إطلاق النار في لبنان محورًا أساسيًا، وذلك قبل أيام من إجراء الانتخابات الرئاسية الأمريكية وتزامنا مع حملة دبلوماسية مماثلة بشأن غزة.
واجتمع هوكستين وبريت مكجورك مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط ومبعوثا عن جو بايدن مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر.
موقع (أكسيوس) قال إن مسؤولي الاحتلال والأمريكيين يعتقدون أن حزب الله بات مستعدا أخيرا لقطع علاقته بحماس بعد تعرض الجماعة اللبنانية لضربات موجعة على مدى الشهرين الماضيين، بما في ذلك مقتل أمينها العام حسن نصر الله.