وصل ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إلى مصر، اليوم، للقاء عبد الفتاح السيسي، و«بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية الأخوية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك»، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس»، وهي الزيارة الأولى للأمير السعودي، بعد شهر من توجيهاته بضخ استثمارات مليارية في مصر، وسط ترقب لاحتمالية الإعلان عن صفقة استثمارية في رأس ساحلية بين الرياض والقاهرة، على غرار صفقة السيسي مع أبو ظبي للاستثمار في «رأس الحكمة».

كان بن سلمان وجّه صندوق الثروة السيادي السعودي، منتصف سبتمبر الماضي، بضخ استثمارات في مصر بإجمالي خمسة مليارات دولار كمرحلة أولى، أكدت الحكومة فيما بعد أنها بخلاف أكثر من عشرة مليارات دولار ودائع سعودية لدى البنك المركزي، نصفها قصير الأجل، فيما جاوزت الاستثمارات السعودية في الأصول المصرية، عام 2022، مليار دولار، شملت شراء حصص حكومية في عدد من الشركات.

التوجيه الملكي جاء خلال زيارة رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي، للرياض، والتي أكد خلالها على إدخال إصلاحات تشريعية على قانون الاستثمار، وتقديم حوافز وإعفاءات جديدة تشجع الاستثمار في جميع القطاعات، مؤكدًا أن الحكومة نجحت في إنهاء نحو 90 مشكلة واجهها المستثمرين السعوديين، فيما يتبقى 14 منازعة طمأن مدبولي السعوديين بإنهائها قبل نهاية العام قائلًا: «كنا بناخد القرارات داخل مجلس الوزراء المصري، مش عاوز أقول بنتجاوز بس كنّا بنعلو ونتخطى الإجراءات القانونية اللّي كانت موجودة على الأرض»، لحل تلك المشكلات بطريقة «خارج الصندوق».

بالتزامن مع تلك الزيارة، أعلن رئيس الوزراء أن مصر انتهت من مسودة اتفاقية حماية الاستثمارات السعودية المصرية، التي وصفها بـ«رغبة مشتركة» من الجانبين، تهدف إلى تيسير إجراءات دخول المستثمر وتشجيعه عبر حوافز إجرائية، وخلق آليات سريعة للتعامل مع أي خلافات مُحتملة.

وشهدت الأسابيع الأخيرة، أنباء عن مفاوضات، بين الرياض والقاهرة، بشأن صفقة محتملة تشمل الاستثمار في منطقة «رأس جميلة» على البحر الأحمر، والتي تقع في موقع استراتيجي بالقرب من قناة السويس، خصوصًا مع إعلان وزير قطاع الأعمال العام، محمد شيمى، في سبتمبر، أن الوزارة تتعاون مع وزارة الإسكان لجمع البيانات المتعلقة بمنطقة رأس جميلة على ساحل البحر الأحمر، بغرض طرحها للشراكة مع مستثمرين لتطويرها.

كان موقع أهرام أونلاين الحكومي نقل، في أغسطس الماضي، عن مصدر في اتحادي الصناعات والغرف التجارية، أن القاهرة والمملكة بصدد توقع اتفاقية «رأس جميلة»، وأنها قد تتضمن الاستحواذ على حصص في العديد من الشركات المملوكة للدولة، المدرجة ضمن برنامج الطروحات.

 

بنوك ومطارات

وفي حين لم يتطرق بأي شكل لزيارة ولي العهد السعودي، أشار مدبولي، أمس، خلال اجتماع المجلس التنسيقي للسياسات المالية والنقدية، إلى قرب الإعلان عن أخبار مهمة تتعلق بطرح عدد من المطارات والبنوك، ضمن برنامج الطروحات الحكومي، الذي تضمن بيع الحكومة، خلال العامين الماضيين، حصصًا تتراوح ما بين تسعة إلى 100% من 14 شركة حكومية، بقيمة بلغت 5.6 مليار دولار، في صفقات استحوذت صناديق سيادية من الإمارات والسعودية على معظمها، وتركزت بالأساس في قطاعيّ الأسمدة والبتروكيماويات.

 

رأس بناس

لاحقًا على تحديد «رأس جميلة» كوجهة استثمار سعودية مرتقبة، أعلن مدبولي، عن طرح منطقة أخرى للاستثمار جنوب البحر الأحمر، وهي رأس بناس، التي أشارت تصريحات مصادر برلمانية إلى أنها الصفقة السعودية المنتظرة في مصر، بدلًا من «رأس جميلة».

الاستثمار الخليجي في الرؤوس الساحلية المصرية ينتظر أن يتسع ليشمل خمس مناطق كبيرة على ساحل البحر الأحمر، قال رئيس الوزراء إن الحكومة تستهدف «تنميتها» على غرار رأس الحكمة، الواقعة على ساحل البحر المتوسط، والتي تم توقيع صفقتها مع الإمارات، مطلع العام الجاري، دون الإعلان عن تفاصيل التعاقد رسميًا بعد، وإن أكد مدبولي أنها «شراكة وليس بيع أصول»، والتي حصلت مصر على 24 مليار دولار قيمة استثمارات مباشرة فيها، بخلاف تنازل الإمارات عن 11 مليار دولار ودائع لدى مصر، تحصل على مقابلها بالجنيه المصري، وهي الصفقة التي تزامنت مع أزمة نقص العملة الصعبة في البلاد.

ومع بدء الزيارة، يكاد المصريون يتنفسون الصعداء من اعلان نظام السيسي عن بيع جزء من اراضي الشعب ، من اجل ديون السيسي ومشاريعه الفنكوشية التي لن يستفيد منها سوى 1 بالمائة فقط، من الاثرياء..