وصل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إلى مصر أمس الثلاثاء وكان في مقدمة مستقبليه في المطار عبد الفتاح السيسي، حيث عقد اجتماعاً "موسعاً".

وتأتي هذه الزيارة في وقت حساس، حيث تشهد المنطقة توترات على عدة جبهات، من ذلك الصراع في غزة ولبنان، إلى جانب التحديات الاقتصادية التي تواجه مصر.

كما تأتي هذة الزيارة إلى مصر، تساؤلات حول أهداف هذه الزيارة في ظل تباين التكهنات حول موضوعها. أحد أبرز هذه التساؤلات يتعلق بما إذا كانت الزيارة قد تمحورت حول صفقة محتملة لشراء رأس جميلة، وهي جزيرة مصرية ذات موقع استراتيجي على البحر الأحمر، أو أنها جاءت لدعم عبدالفتاح السيسي في مواجهة تصاعد التأثير الإماراتي في المنطقة.


الصفقة المحتملة لشراء "رأس جميلة"
تكهنات حول شراء جزيرة "رأس جميلة" أثارت جدلاً في مصر، خصوصاً مع تطور العلاقات الاقتصادية بين الرياض والقاهرة. المملكة العربية السعودية أظهرت في السنوات الأخيرة اهتمامًا متزايدًا بتوسيع استثماراتها في مصر، بما في ذلك في مجالات العقارات والبنية التحتية. "رأس جميلة" تقع في موقع استراتيجي في البحر الأحمر، ما قد يجعلها جذابة للاستثمارات السياحية أو التطويرات الاقتصادية الكبرى، وربما تكون جزءًا من رؤية السعودية 2030 لتنويع الاقتصاد السعودي.

ورغم هذه التكهنات، لم تصدر أي تصريحات رسمية تؤكد وجود صفقة بهذا الشأن، سواء من الحكومة المصرية أو السعودية. وبالتالي، يظل هذا الاحتمال في إطار التكهنات الإعلامية دون إثباتات واضحة حتى الآن.


دعم السيسي في مواجهة النفوذ الإماراتي
في سياق آخر، تشير بعض التقارير إلى أن الزيارة قد تكون جزءًا من تحركات دبلوماسية لدعم عبد الفتاح السيسي في مواجهة النفوذ المتزايد لدولة الإمارات في المنطقة. مصر والإمارات تجمعهما علاقات وثيقة على مدى العقد الماضي، إلا أن هناك تكهنات حول وجود تباينات في بعض الملفات الإقليمية، خصوصاً فيما يتعلق بليبيا والسودان.

المملكة العربية السعودية، من جانبها، تحافظ على علاقات قوية مع كل من مصر والإمارات، لكن قد تسعى لتعزيز نفوذها الخاص في مصر عبر تقديم دعم مالي واقتصادي للسيسي في وقت تشهد فيه البلاد تحديات اقتصادية. بعض التحليلات تشير إلى أن هذا الدعم قد يأتي في سياق موازنة التأثير الإماراتي داخل مصر، حيث تلعب الإمارات دورًا متزايدًا في الاقتصاد المصري.