فصلت شركة التكنولوجيا الأمريكية "غوغل" عشرات الموظفين بسبب تعبيرهم عن دعمهم لفلسطين ومعارضتهم لمشروع "نيمبوس" الذي يربط الشركة بالشراكة مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي في مشروع بقيمة 1.2 مليار دولار. يهدف هذا المشروع إلى تقديم خدمات الحوسبة السحابية لعدة فروع حكومية إسرائيلية، بما في ذلك وزارة الدفاع، مما يثير قلق البعض بشأن استخدام التكنولوجيا لتسهيل العمليات العسكرية ضد الفلسطينيين.

وفقًا لموقع "ميدل إيست آي"، دخل المفصولون في اعتصام سلمي داخل مقر "غوغل" اعتراضًا على المشروع، على الرغم من توقعات أن تصل العقوبات إلى الطرد. جاء طردهم الفعلي كمفاجأة، حيث تم فصل حوالي 50 موظفًا بعد اعتصام استمر 10 ساعات.

على مدى السنوات الثلاث الماضية، نشط بعض موظفي "غوغل" بشكل سري لتنظيم حملات داخلية تدعو الشركة للتخلي عن المشروع وكشف مدى تداخل أعمالها مع الجيش الإسرائيلي. ومع تصاعد التوترات في غزة والحرب التي بدأت في أكتوبر 2023، تكثفت هذه الاحتجاجات، خاصة أن العاملين يخشون من استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لاستهداف الفلسطينيين.

رغم الضغوط، يواصل العديد من الموظفين تنظيم احتجاجات افتراضية وميدانية عبر مجموعات مثل "لا للتكنولوجيا من أجل الفصل العنصري". تهدف الحملة إلى إنهاء ما تصفه المجموعة بتواطؤ وادي السيليكون في "التطهير العرقي" ضد الفلسطينيين.

يقول بعض الموظفين إن قادة الشركة حاولوا تقليل النقاش حول هذا الموضوع في الاجتماعات العامة، مما زاد من حالة الغضب بين الموظفين الذين شعروا بأن "غوغل" تتعامل بازدواجية معايير، حيث تدعي تعزيز ثقافة الانفتاح لكنها تقمع المناقشات حول النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

من جهة أخرى، تدافع "غوغل" عن المشروع، مؤكدةً أن "نيمبوس" ليس موجهًا لأعمال عسكرية "شديدة الحساسية". ومع ذلك، لم يكن هذا كافيًا لتهدئة المخاوف المتزايدة بين موظفيها الذين يرون أن الحوسبة السحابية قد تسهم في تسهيل العمليات العسكرية الإسرائيلية.