في خطوة تصعيدية غير مسبوقة، أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي أن إيران بدأت هجوماً صاروخياً مكثفاً استهدف الأراضي المحتلة، حيث دوّت صافرات الإنذار في أنحاء مختلفة من إسرائيل. وأكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الحرس الثوري الإيراني أطلق "عشرات" الصواريخ تجاه أهداف إسرائيلية، انتقاماً لاغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وزعيم حركة حماس إسماعيل هنية.

تحدثت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن إطلاق ما لا يقل عن 200 صاروخ، وأشارت إلى توقف حركة الطيران بشكل كامل في مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب. هذه التطورات الدراماتيكية وضعت المنطقة بأكملها على حافة الانفجار، حيث انتشرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر الصواريخ وهي تعبر سماء الأردن، وبعضها يتعرض للمضادات الجوية الأردنية.

ردود فعل دولية عاجلة:

مع بدء الهجوم، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم الدعم اللازم لإسرائيل للدفاع عن نفسها. وأكد بايدن أن الجيش الأمريكي في المنطقة مستعد لحماية المصالح الأمريكية في حال تصاعدت الأزمة.

هذه التصريحات تأتي بعد تحذيرات أمريكية مسبقة من أن إيران تخطط لشن هجوم "وشيك" على إسرائيل، وهو ما دفع واشنطن إلى تحذير طهران من "عواقب وخيمة" إذا ما استمرت في تصعيدها العسكري.

التحركات الأمريكية والإسرائيلية تعكس حالة من القلق المتزايد بشأن احتمالات انجرار المنطقة إلى صراع أوسع، قد يتجاوز حدود إسرائيل وإيران ليشمل قوى إقليمية ودولية أخرى. وقد أشار مسؤولون إيرانيون إلى أن الزعيم الأعلى علي خامنئي نُقل إلى مكان آمن بعد بدء الهجوم الصاروخي، وهو ما يعزز الشكوك حول حجم الخطط الإيرانية للتصعيد.

اغتيال نصر الله وتأثيره:

يُعد اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ضربة استراتيجية كبيرة لإيران وحلفائها في المنطقة. نصر الله، الذي يعتبر أحد أهم قادة المقاومة في لبنان والممثل الرئيسي لإيران في الحرب ضد إسرائيل، كان هدفاً طويل الأمد للمخابرات الإسرائيلية. ومع نجاح إسرائيل في اغتياله، يبدو أن طهران قررت الرد بشكل فوري وبقوة.

المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي توعد بأن اغتيال نصر الله "لن يذهب سدى"، مؤكدًا أن الرد سيكون حاسماً وسيقود إلى "زوال إسرائيل". تصريحات خامنئي رافقتها تعهدات من القيادة الإيرانية بتكثيف الهجمات العسكرية ضد الأهداف الإسرائيلية في المنطقة، وهو ما يشير إلى أن الأيام القادمة قد تشهد مزيداً من التصعيد.

التداعيات على لبنان وسوريا:

تزامناً مع التصعيد الإيراني-الإسرائيلي، بدأت إسرائيل عملية برية "محدودة" في جنوب لبنان. هذه العملية جاءت بعد أسبوع من القصف المكثف الذي خلّف مئات القتلى والجرحى في جميع أنحاء لبنان. الاستهداف الإسرائيلي المتواصل للبنية التحتية اللبنانية وتحديداً حزب الله، قد يدفع الحزب إلى الرد بقوة أكبر، خاصة بعد اغتيال زعيمه.

في الوقت نفسه، لا يمكن تجاهل أن إيران تعتبر لبنان وسوريا ساحات مواجهة مباشرة مع إسرائيل، وقد تستخدمهما كمنصات لتوجيه ضربات إضافية. التحركات العسكرية الإيرانية في سوريا عبر الميليشيات المدعومة من طهران تشير إلى أن هذه المنطقة قد تكون جزءاً من مسرح العمليات العسكرية القادمة، في ظل تزايد الضربات الإسرائيلية ضد مواقع إيرانية في سوريا خلال الأشهر الماضية.

العلاقات الأمريكية-الإيرانية في خطر:

التوترات بين الولايات المتحدة وإيران وصلت إلى مستويات غير مسبوقة. فإلى جانب العقوبات الاقتصادية القاسية المفروضة على طهران، فإن الهجمات العسكرية المباشرة قد تدفع واشنطن للتدخل بشكل أكبر. تصريحات بايدن بأن الهجمات الإيرانية على إسرائيل ستكون لها "عواقب وخيمة" تؤكد أن الولايات المتحدة قد لا تكتفي بدور المراقب إذا ما استمرت التصعيدات.

كما أن التحالفات الإقليمية تلعب دورًا مهمًا في تحديد شكل الصراع القادم. فالدعم الروسي والصيني لإيران قد يدفع الولايات المتحدة إلى حشد حلفائها في المنطقة، مما يزيد من خطر تحول النزاع إلى مواجهة عالمية.

هل نحن على أعتاب حرب عالمية جديدة؟

التصعيد بين إيران وإسرائيل يمثل تهديداً مباشراً للسلام في الشرق الأوسط. ومع تدخل القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة، فإن احتمالات انجرار العالم إلى صراع أوسع لم تعد مجرد تخمينات. فالتحالفات المعقدة بين الدول والجهات الفاعلة في المنطقة تجعل من الصعب التنبؤ بنهاية محددة لهذا الصراع.

قد يكون العالم الآن على أعتاب مرحلة جديدة من الصراعات التي تتجاوز الحدود الإقليمية، مع تداعيات تمتد إلى الاقتصاد العالمي والأمن الدولي. إذا استمرت الأوضاع في التصاعد، فإن احتمالات وقوع حرب عالمية جديدة قد تكون أقرب مما نتوقع، خاصة في ظل استعداد القوى الكبرى للدخول في النزاع.

في النهاية، يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن الأطراف الدولية من احتواء الأزمة قبل أن تتحول إلى حرب عالمية شاملة؟ أم أن المنطقة مقدمة على سنوات طويلة من الحروب المدمرة؟