لقي ما 4 جنود اماراتيين مصرعهم وأصيب ما يقرب 9 آخرين في ظروف غامضة أطلقت عليها الصحف الإماراتية “أثناء تأدية الواجب” لكن تقارير كشفت عن حقيقة الأمر.

أكدت مصادر أن دولة الإمارات العربية المتحدة شهدت أكبر خسائر بشرية لها منذ بدء تدخلها العسكري في السودان، الذي يهدف إلى تغذية الحرب الأهلية في البلاد من خلال دعم وتسليح ميليشيات قوات الدعم السريع.

قد لقي أربعة من منتسبي وزارة الدفاع الإماراتية مصرعهم وأصيب تسعة آخرون، بعضهم بحالة خطيرة، في معارك وقعت بين الجيش السوداني وميليشيات الدعم السريع.


تفاصيل مقتل الجنود

كشفت مصادر مطلعة أن مقتل الجنود الإماراتيين جاء إثر هجوم شنه الجيش السوداني على مركز عمليات وتدريب لميليشيات الدعم السريع بالقرب من مطار نيالا.

ويعتقد أن الميليشيات كانت تستخدم الموقع بشكل سري لإعادة تشغيل المطار لأغراض الإمداد والإخلاء، وهو ما أثار تدخل الجيش السوداني. ولم تقدم وزارة الدفاع الإماراتية أي تفاصيل عن طبيعة الحادث الذي أودى بحياة الجنود، واكتفت بالإعلان عن مقتلهم أثناء “أداء واجبهم داخل الدولة”. ولم توضح الوزارة ما إذا كان الحادث ناتجًا عن تدريبات أو مناورات عسكرية.

من جهة أخرى، احتجت الولايات المتحدة رسميًا على دور الإمارات في دعم الحرب الأهلية في السودان، وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الإمارات حولت مستشفى للهلال الأحمر في تشاد إلى قاعدة عسكرية لدعم ميليشيات الدعم السريع.

كما استخدمت مطار أمجراس في تشاد، الذي كان مخصصًا لدعم المستشفى، كقاعدة لإطلاق طائرات مسيرة مسلحة صينية الصنع تُستخدم لاستهداف الجيش السوداني. وأكدت الصحيفة أن الإمارات أنشأت نظامًا للتحكم في الطائرات بدون طيار وحظائر خاصة بهذه الطائرات حول المستشفى.

وقد أبدت الولايات المتحدة مخاوفها تجاه هذا التدخل منذ فترة طويلة، حيث علم المسؤولون الأميركيون أن المستشفى الذي شيدته الإمارات في تشاد بتكلفة 20 مليون دولار يستخدم لنقل الأسلحة إلى قوات الدعم السريع.


إشعال الحرب الأهلية
على الرغم من التواصل مع الجانب الإماراتي، لم تتمكن الولايات المتحدة من تغيير هذا السلوك الإماراتي بشكل فعّال، في مايو الماضي، استشهد مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، بمعلومات استخباراتية تُظهر أنشطة الإمارات في السودان خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الإماراتي.

جاء ذلك بعد أن أعربت نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، عن قلق بلادها بشأن تهريب الأسلحة الإماراتية إلى السودان في اجتماع مع رئيس الإمارات محمد بن زايد.

تعد الحرب الأهلية في السودان ساحة معركة إقليمية ودولية بالغة التعقيد، حيث تجذب أطرافًا متعددة من حلفاء وأعداء الولايات المتحدة. في هذا الصدد، تقف الإمارات كأحد الفاعلين الرئيسيين بدعمها لقوات الدعم السريع، التي يقودها محمد حمدان دقلو، المعروف بـ”حميدتي”.

وقد اعتبر بن زايد حميدتي حليفًا للإمارات، حيث ساعد في توفير المرتزقة للقتال في اليمن إلى جانب الإمارات، كما اعتبره درعًا ضد صعود الإسلاميين في المنطقة.

الخلاصة أنه على الرغم من التنديد الدولي بالتدخل الإماراتي في الصراع السوداني، يبدو أن الإمارات مستمرة في تقديم الدعم العسكري لقوات الدعم السريع، ومع ارتفاع عدد الضحايا في صفوف القوات الإماراتية، بات التدخل الإماراتي في السودان يثير تساؤلات حول مدى تورط الدولة في هذا الصراع، وتأثيره على الأمن والاستقرار في المنطقة.