تقرير مبادرة "خريطة التعذيب - لا تسقط بالتقادم"، الصادر عن المفوضية المصرية للحقوق والحريات، يرسم صورة قاتمة عن أوضاع حقوق الإنسان داخل السجون وأماكن الاحتجاز في مصر خلال أشهر يونيو، يوليو، وأغسطس 2024.

التقرير يوثق 6 حالات وفاة في السجون و13 حالة وفاة في أقسام الشرطة، ويعرض الأسباب المختلفة لتلك الوفيات وتوزيعها الجغرافي عبر إنفوغراف.

أشار التقرير إلى إضرابات السجناء المتكررة عن الطعام في سجن بدر1 وسجن بدر3، احتجاجًا على الأوضاع المعيشية المتردية. السجناء المضربون تعرضوا لعمليات ترحيل قسري إلى سجون أخرى مثل الوادي الجديد والمنيا، كما خضع من تبقى منهم إلى ظروف قاسية، شملت قطع المياه والكهرباء عن زنازينهم.

ورصد التقرير استمرار عمليات "التغريب" أو الترحيل الواسعة التي ينفذها قطاع الحماية المجتمعية، حيث تم نقل العديد من السجناء إلى سجون أخرى مثل برج العرب، دمنهور، جمصة، ووادي النطرون.

وجاءت هذه العمليات بعد تجدد إضرابات السجناء، خاصة في سجن بدر3، احتجاجًا على العزل التام عن العالم الخارجي.

التقرير أكد أن الآمال التي حملها السجناء مع بداية عام 2022 بتحسن أوضاعهم، سواء من خلال العفو الرئاسي أو نقلهم إلى مراكز الإصلاح الجديدة، قد تلاشت، حيث تفاقمت معاناتهم مع سوء الأوضاع في هذه المراكز واستمرار معدلات الوفيات والتعذيب.

ورغم الإفراج عن عدد قليل من السجناء عبر لجنة العفو الرئاسي، فإن عدد المعتقلين الجدد تجاوز عدد المفرج عنهم.

يمثل هذا التقرير صرخة جديدة ضد الانتهاكات المستمرة في السجون المصرية، ويعزز الدعوات الدولية والمحلية لتحسين أوضاع السجناء وضمان حقوقهم الأساسية.