قال الطبيب الجراح الأمريكي العائد مؤخرًا من قطاع غزة، فيروز سيدهوا، إنه شاهد تعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل الأطفال، واستخدامه لأسلحة غير اعتيادية في استهداف السكان.

وأضاف سيدهوا للجزيرة مباشر: “في كل يوم كنت أرى طفلا يتعرض لطلق ناري في صدره أو رأسه، وعندما عدت لبلادي تحدثت مع زملاء مهنتي الذين تواجدوا في القطاع، وفوجئت بأنهم رأوا هذه الوقائع أيضًا، القيادة الإسرائيلية تسمح لجنودها باستهداف الصغار ولا يضعون حدا لذلك، من الضروري التوقف عن تصدير الأسلحة لهم”.

وعن الفترة التي قضاها في غزة، قال فيروز: “عملت لأسبوعين في المستشفى الأوروبي في الربيع الماضي، لقد كانت الأوضاع كارثية وكل يوم كنا نرى مجازر فيها إصابات جماعية، وأغلبيتهم من الأطفال الذين لديهم إصابات بليغة بسبب القنابل التي تحصل عليها إسرائيل من الولايات المتحدة”.

وعن الأوضاع في القطاع، قال: “رأينا حالات انعدام التغذية الحاد ليس فقط في صفوف السكان ولكن حتى العمال في القطاع الصحي، وحاولت أن أشرب مياها ولم أستطع تقبلها حتى مع المرشح، فأنا لا أعلم كيف يتحملها الناس هناك، وإضافة إلى ذلك هناك اكتظاظ، حيث يتواجد في المشفى الأوروبي أكثر من 25 ألف نازح يعتمدون على 4 مراحيض فقط”.

وتحدث الطبيب الأمريكي للجزيرة مباشر، عن الأسلحة التي يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي، فوصفها بأنها “غير اعتيادية” مثل القنابل التي تقذف شظايا فور ارتطامها بالهدف وتؤدي إلى إصابات بليغة.

وتكلم عن أشدّ مشهد علوقًا بذهنه، بقوله: “كان هناك طفل مصاب من القنابل ذات الشظايا المتطايرة، واضطررت لإجراء عملية صعبة له، وأثناء الجراحة حاولت إدخال أنبوب صدر لكي أعالجه وحينها واست الوالدة طفلها وهذا ما شجعه على تحمل عمليته، فهي رفضت القضاء على كرامتها وحبها لأطفالها على الرغم من إصابتها البليغة هي أيضًا”.

وفي نفس السياق، أشار سيدهوا إلى انهيار البنية التحتية الصحية في القطاع؛ مما جعل العمليات الجراحية مستحيلة على الرغم من جلب الأطباء الوافدين لأطنان من الأدوات الطبية، لكنها نفدت في غضون أسبوع بسبب كثرة الجرحى.

وأكمل عن حالة المستشفيات: “المصابون يعانون من سوء التغذية والجروح البليغة، والمشافي أصبحت مخيمات للنازحين، ففي قسم العناية المركزة تجد العوائل تقطع الخضراوات والأطباء ينامون في ردهة المستشفى، وهذه العوامل التي خلقتها إسرائيل والولايات المتحدة تصعب من إنجاز العمليات الجراحية”.

وعما إذا كان يرغب في العودة إلى القطاع وهو طبيب وافد، قال: “آمل ذلك، عندما كنت أغادر غزة كنا واقفين بجانب كلية للطب وكان هناك رجل يعمل على حمايتها ليتمكن الممرضون الأجانب من استخدامها لدواع طبية، وعندما رأينا الناس حينها كنا نتساءل عما إذا كان هناك طريقة للبقاء، هذا الشعور الذي انتابنا كان غريبا جدا وكأنه شعور بالذنب لأننا نتخلى عن كل هؤلاء، كأمريكي أشعر بالمسؤولية عن الذي يحصل لذلك أرغب بالعودة”.