تسبب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائى، ضمن خطة تخفيف الأحمال التي تطبيقها حكومة الانقلاب منذ بداية فصل الصيف، فى خسائر كبيرة لمربي ومنتجي الدواجن والبط في قرية برما التابعة لمحافظة الغربية، حيث أثر ارتفاع درجات الحرارة، بشكل سلبي على هذه الصناعة.

تعتبر قرية برما بمركز طنطا، من القرى الرائدة في مجال تربية الدواجن والبط وإنتاج البيض في مصر، ويعمل فى القرية حوالي 12 ألف عامل في هذا المجال فقط، ويوجد بها لا يقل عن 6000 مزرعة.

بعد إرتفاع أسعار الأعلاف أصيبت القرية بأزمة أدت إلى إغلاق العديد من مزارع تربية الدواجن والبط، وزاد الانقطاع المتكرر للكهرباء من معاناة أهالي القرية العاملون في مزارع الدواجن، ومن بين هؤلاء الشاب محمد فضل، صاحب مزرعة دواجن، الذى قال لمصراوي،:" عملت مشروع على قطعة أرض ورثتها عن أبويا، وأخدت قرض من أحد البنوك قيمته 500 ألف جنيه لتأسيس مزرعة دواجن داخل قريتى، ومع بداية ظهور مشروعي للنور أصيبت المهنة بركود بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف تدريجيا التى زادت 3 أضعاف خلال العام الماضي، وأصبح سعر التكلفة أعلى من سعر البيع بالسوق".

وأضاف: "بدأت اشم نفسي شوية، واقف علي رجلي من تاني بداية العام الحالي، ومع بداية فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة وقررت الحكومة تخفيف أحمال الكهرباء، الأمر الذي سبب لي أزمة أكبر وخسائر تجاوزت 300 ألف جنيه، وأنا حاليا عاجز عن سداد القروض حاليا".

استلم أطراف الحديث زايد الملاح، صاحب مزرعة دواجن وتسمين بط، الذى كشف أن انقطاع التيار الكهربائي بشكل يومي عن القرية تسبب له في وفاة حوالي 300 فرخ في دورته الأولي، واضطر لشراء مولد كهربائي كانت تكلفة حوالي 150 ألف جنيه، يتم تشغيله فترة انقطاع التيار الكهربائي، مما زود أعباء العمل وتكاليف الإنتاج فضلا عن زيادة أسعار فواتير الكهرباء الشهرية، مضيفا :" أصبحت المزرعة التي فتحتها من 8 سنوات تشكل عبئًا كبيرًا على من تكاليف كهرباء وعماله وأعلاف وثبات سعر البيع طبقا لبورصة الدجاج".

وعن هذه الأزمة، يقول أحمد علام، أحد مربي الدواجن في قرية برما،: "إن أثار أزمة انقطاع الكهرباء تتفاقم عند صغار المربين الذين يعتمدون على تربية 300 أو 400 فرخ، فهؤلاء لا يتمكنون من شراء مولدات بسبب ارتفاع الأسعار والتكلفة الباهظة مع ارتفاع أسعار التيار الكهربائي، لأن تربية الدواجن تحتاج طول الوقت للانارة و ضبط درجة الحرارة فلا تزيد عن 20 أو 22 درجة مئوية".

وأضاف أن ارتفاع درجة الحرارة في ظل انقطاع التيار الكهربائي تسبب في نفوق كميات كبيرة من الدواجن، مما رفع الأسعار حوالي 20% خلال الشهرين الماضيين، كما أثر على إنتاج البيض بحوالي 6% نسبة أقل بسبب قلة الإنتاج والمعروض مما سيؤثر على العرض والطلب، وبالتالي يؤدي إلى زيادة الأسعار مرة أخري.

من جانبه أوضح سيد ربيع، أحد المربين، أن تربية الدواجن في المرحلة الأولي تحتاج درجة حرارة لا تزيد عن 25 درجة مئوية، لا ارتفاع درجة الحرارة وزيادة عدد الدواجن يؤدي إلى توتر حراري للدواجن مما يؤدي إلى وفاتها في الحال، وذكر أن قطع الكهرباء لمدة 5 دقائق يسبب كارثة لصاحب المزرعة، لافتا فى الوقت ذاته أن المزارع تشهد حالات نفوق بشكل يومي تتجاوز 30% من إنتاج القرية.