رفعت حكومة الانقلاب قيمة تكلفة صناعة الخبز المدعم، للمرة الأولى منذ أربع سنوات، بنحو 25%، كانت طالبت بها شعبة المخابز، فيما أعتبر أصحاب المخابز أن أي زيادة أقل مما طالبوا به ستكون غير عادلة، حسبما أكدوا، مشددين أنهم يتكبدون خسائر يومية بسبب فارق سعر التكلفة.

وبداية من مطلع الشهر المقبل، ستكون تكلفة صناعة الخبز المدعم 380 جنيهًا للشيكارة وزن مئة كيلو جرام والتي تصنع 1450 رغيفًا (وفقًا لنوع الرغيف)، في مقابل 303 جنيهات قبل ذلك، وفقًا لقرار رسمي صادر عن مكتب وزير التموين بحكومة الانقلاب، الذي نص على أن يُعاد النظر في التكلفة بداية كل سنة مالية، أو كلما اقتضت الضرورة، فيما أكد مصدر مسؤول بشعبة المخابز أن أصحاب المخابز تلقوا وعدًا من وزارة التموين بإعادة النظر بالتكلفة في يناير المقبل. 

وسيطرت الخلافات لأكثر من أسبوعين على اجتماعات اللجنة الرسمية الموكلة بمناقشة تعديل التكلفة والتي جمعت أطراف مختلفة؛ على رأسها «التموين» وأصحاب المخابز، لتحديد التكلفة التي تدفعها الحكومة لهم، في ظل مطالبات مستمرة برفعها إثر ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج. وخلال الاجتماعات اختلفت تقديرات الجهات المختلفة على تكلفة صناعة رغيف الخبز، ما تسبب في تأجيل قرار حسم التكلفة الجديد أكثر من مرة. 

الفارق بين تقديرات تكلفة إنتاج الخبز من أصحاب المخابز و«اللجنة» جاء مدفوعًا بمحاولات اللجنة لتقليص المصروفات المختلفة التي سعى أصحاب المخابز لزيادتها لتحسين جودة الرغيف؛ مثل الخميرة، فضلًا عن تكاليف النقل ويوميات العمالة، حسبما قال مصدر بشعبة المخابز.

«العامل اللي بييجي بيركب مواصلات اللي تمنها زاد وهيزيد قريب. كل حاجة غليت على العامل، فمحتاج مرتبه هو كمان يزيد. اللجنة برضه طلبت تقليل الخميرة أو استخدام أنواع أرخص»، قال المصدر.

وقدمت الشعبة العامة للمخابز، مطلع الشهر، مذكرة للجنة حددت فيها تكلفة صناعة الشيكارة وزن مئة كيلوجرام بسعر 500 جنيه، قبل أن تعلن اللجنة التكلفة بسعر 380 جنيهًا، وهو ما دفع ممثلي شعبة المخابز إلى الانسحاب من اجتماع اللجنة قبل أن يتلقى رئيس شعبة المخابز، عبد الله غراب، وعدًا من وزير التموين، على المصيلحي، بإعادة النظر في هذه التكلفة. 

ورفعت حكومة الانقلاب سعر رغيف الخبز المدعم إلى 20 قرشًا بدلًا من خمسة قروش للمرة الأولى منذ 36 عامًا، ثم طالبت «التموين» بتحويل فرق زيادة سعر رغيف الخبز إليها دون إقرار التكلفة الجديدة، وهو ما أثار موجة من الغضب بين أصحاب المخابز بسبب تحملهم فرق تكلفة ضخمة.