أكدت مجلة "فورين أفيرز" الأميركية، الجمعة، أن "حماس اليوم أقوى مما كانت عليه في 7 أكتوبر، وقضيتها أكثر شعبية وجاذبية أقوى مما كانت عليه قبل 7 أكتوبر".

وكتبت المجلة في تقرير لها: "بعد تسعة أشهر من الحرب القاسية، حان الوقت للاعتراف بالحقيقة الصارخة: لا يوجد حل عسكري فقط لهزيمة حماس"، وأضافت أن "حماس ليست مهزومة ولا على وشك الهزيمة".

كما أشار التقرير إلى أن "إسرائيل غزت شمال وجنوب غزة بحوالي 40 ألف جندي مقاتل، وهجرت 80% من السكان قسراً، وقتلت أكثر من 37 ألف شخص، وأسقطت ما لا يقل عن 70 ألف طن من القنابل على القطاع (وهو ما يتجاوز الوزن الإجمالي للقنابل التي ألقيت على لندن ودريسدن وهامبورج في كل الحرب العالمية الثانية)، دمرت أو ألحقت أضرارًا بأكثر من نصف المباني في غزة، وقيدت وصول المنطقة إلى المياه والغذاء والكهرباء، مما ترك جميع السكان على شفا المجاعة.

ووفقا للمجلة: "رغم أن مراقبين كثيرين سلطوا الضوء على عدم اخلاقية سلوك اسرائيل، فقد ادعى القادة الإسرائيليون باستمرار أن هدف هزيمة حماس وإضعاف قدرتها على شن هجمات جديدة ضد المدنيين الإسرائيليين يجب أن يكون له الأولوية على أي مخاوف بشأن حياة الفلسطينيين. يجب قبول معاقبة سكان غزة باعتبارها ضرورية لتدمير قوة حماس".

ومع ذلك، تقول مجلة فورين أفيرز: "إن الخلل الرئيسي في استراتيجية إسرائيل ليس فشل التكتيكات أو فرض قيود على القوة العسكرية - تمامًا كما لم يكن لفشل الاستراتيجية العسكرية للولايات المتحدة في فيتنام علاقة تذكر بالكفاءة الفنية للقوات المسلحة أو الحدود السياسية والأخلاقية لاستخدامات القوة العسكرية. بل إن الفشل الذريع كان عبارة عن سوء فهم فادح لمصادر قوة حماس. ومما ألحق ضرراً كبيراً بإسرائيل أنها فشلت في إدراك أن المذبحة والدمار الذي أطلقته في غزة لم يؤدي إلا إلى زيادة قوة عدوها".

 وأضاف: "على الرغم من خسائرها، لا تزال حماس تسيطر فعليًا على مساحات واسعة من غزة، بما في ذلك المناطق التي يتركز فيها المدنيون الآن في القطاع. وفقا لتقييم إسرائيلي حديث، لدى حماس الآن عدد أكبر من المقاتلين في المناطق الشمالية من غزة، التي استولى عليها الجيش الإسرائيلي في الخريف على حساب مئات الجنود، مقارنة بما لديها في رفح في الجنوب".

وأشار التقرير أيضًا إلى أن حماس: "لا يزال بإمكانها ضرب إسرائيل. ومن المرجح أنه لدى حماس نحو 15 ألف مقاتل معبأ، أي ما يقرب من عشرة أضعاف عدد المقاتلين الذين نفذوا هجمات 7 أكتوبر. علاوة على ذلك، لا يزال أكثر من 80% من شبكة الأنفاق تحت الأرض التابعة للتنظيم صالحة للاستخدام في التخطيط وتخزين الأسلحة والتهرب من المراقبة والهجمات الإسرائيلية. معظم القيادة العليا لحماس في غزة لا تزال سليمة".

وأوضحت المجلة أن القصف الإسرائيلي والاجتياح البري لقطاع غزة لم يؤد إلى تراجع التأييد الشعبي الفلسطيني، و"يبدو أن تأييد الهجمات المسلحة ضد المدنيين الإسرائيليين قد ارتفع خاصة بين الفلسطينيين في الضفة الغربية، وهو ما أصبح الآن  يتساوى بحق مع مستويات الدعم العالية المستمرة لهذه الهجمات في غزة، مما يدل على أن حماس حققت مكاسب واسعة النطاق في المجتمع الفلسطيني منذ 7 أكتوبر".

صرح مسؤول أمريكي لشبكة سي بي أس التلفزيونية أن إسرائيل ليست قريبة من تحقيق هدفها المتمثل في تدمير حماس، نظرًا لعدم وجود خطة إسرائيلية لليوم التالي للحرب في غزة.

وفقًا للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاجاري: "إن هذا العمل المتمثل في تدمير حماس، وجعل حماس تختفي، هو ببساطة كرمي الرمال في عيون الجمهور"، مضيفًا أن المجموعة ستبقى مسيطرة على قطاع غزة ما لم "تطوّر إسرائيل شيئًا آخر لاستبدالها".

https://www.middleeastmonitor.com/20240622-us-magazine-hamas-is-winning/