نشرت "الأمم المتحدة" عبر موقعها، وعبر موقع "المفوضية العليا للاجئين" نتيجة استطلاع قال إن 73% من الأشخاص في 52 دولة شملها الاستطلاع على وجوب تمكن الأشخاص من اللجوء إلى دولٍ أخرى، بما في ذلك بلدانهم ضمن الاستعداد ل"يوم اللاجئ العالمي في 20 يونيو".

والاستطلاع يعني وجوب تمكّن الأشخاص الفارين من الحروب أو الاضطهاد من التماس الأمان في بلدان أخرى.

يوم اللاجئ العالمي في 20 يونيو 
وقالت إنه على الرغم من المخاوف والشكوك حول تأثير اللاجئين على المجتمعات المضيفة، ما زال العديد من الأشخاص يبدون تأييدهم للاجئين".


وأضافت أن ".. ثلث من شملهم الاستطلاع أظهروا دعمهم للاجئين، بما في ذلك عن طريق التبرع أو من خلال وسائل التواصل الاجتماعي".


وأوضحت أنه في الوقت الحالي، يعيش 75% من اللاجئين في بلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، وقالت نسبة 37% من الأشخاص المستطلعة آراؤهم أنهم يعتقدون بأنّ المساعدات الدولية للدول المضيفة للاجئين غير كافية.


وأكدت الأمم المتحدة أنه شارك أكثر من 33,000 شخص بالغ من 52 دولة في الاستطلاع عبر الإنترنت في شهري أبريل ومايو، وهو أكبر استطلاع أجرته شركة إبسوس حول اللاجئين، وهي تهدف من خلاله إلى تحسين فهم قضايا اللاجئين وقياس درجة الدعم العام لهم. يذكر أن إجمالي عدد النازحين قسراً على مستوى العالم قد ارتفع إلى 120 مليون شخصٍ بحلول مايو 2024.


وأشارت إلى أنه يمكن اعتبار العينات في الأرجنتين وأستراليا وبلجيكا وكندا والدنمارك وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والمجر وإيطاليا واليابان وهولندا ونيوزيلندا وبولندا وكوريا الجنوبية وإسبانيا والسويد وسويسرا والولايات المتحدة ممثلةً لـ "عموم السكان البالغين الذين تقل أعمارهم عن 75 عاماً".


وأبانت أن العينات الإحصائية في بنغلاديش، البوسنة والهرسك، البرازيل، بلغاريا، تشيلي، كولومبيا، الإكوادور، مصر، إثيوبيا، فنلندا، غانا، اليونان، إندونيسيا، أيرلندا، الأردن، كينيا، لبنان، ليتوانيا، ماليزيا والمكسيك والمغرب ونيجيريا وباكستان وبيرو والفلبين ورومانيا والمملكة العربية السعودية وسنغافورة وجنوب أفريقيا وتايلاند وتركيا وأوغندا، فهي لفئاتٍ أكثر تمدناً وتعليماً وثراءً من عامة السكان. وينبغي النظر إلى نتائج المسح في هذه البلدان على أنها تعكس آراء الشريحة الأكثر "اتصالاً بشبكة الإنترنت" من سكانها.


وقالت إن أولئك الذين شملهم الاستطلاع في البلدان ذات التاريخ الطويل من حيث استضافة اللاجئين، مثل أوغندا وكينيا، أبدوا درجاتٍ أعلى من التفاؤل بشكل عام بشأن إدماج اللاجئين وتأثيراته الإيجابية.

وأضافت نتائج الاستطلاع  أنه حين تباينت المواقف، فإن نصف الذين شملهم الاستطلاع يعتقدون بقدرة اللاجئين على الاندماج والحصول على حقهم الكامل في التعليم، على سبيل المثال، في حين يدعم نفس العدد تقريباً حصولهم الكامل على الرعاية الصحية وفرص العمل. وأعرب نحو ثلاثة أرباعهم عن دعمهم – بدرجات متفاوتة – للسياسات التي تسمح بلم شمل أسر اللاجئين في بلد اللجوء.

رغم ذلك، أبدت بعض الدول المضيفة الرئيسية والدول الغربية، مشاعر أقل إيجابية، بما في ذلك التخوف بشأن قدرة اللاجئين على الاندماج. وفي حين يعتقد الثلث ممن شملهم الاستطلاع بأن اللاجئين سيساهمون بشكل إيجابي في سوق العمل والاقتصاد والمجتمع في بلادهم، فإن ثلثاً آخر لديه وجهة نظر معاكسة. وأظهر الاستطلاع أيضاً مخاوف بشأن تأثير اللاجئين على الأمن القومي والخدمات العامة، لا سيما في البلدان التي فيها أعداد كبيرة من اللاجئين.

وقال ديدييه تروشو، رئيس مجلس الإدارة ومؤسس شركة إبسوس: "من الضروري الإصغاء إلى وجهات النظر العامة إزاء اللاجئين وفهمها – سواء كانت إيجابيةً أم سلبية – و[النظر في] السخاء، ولكن أيضاً في المخاوف ومصادر القلق". وأضاف: "تعد هذه أفضل طريقة لمعالجة دواعي القلق، وضمان استمرار الدعم الذي يستحقه الفارون من أسوأ المآسي في العالم.. يمثل ذلك أيضاً دعوة للعمل بالنسبة لنا جميعاً – بما في ذلك مجتمع الأعمال، الذي يمكنه المساعدة من خلال توظيف اللاجئين وتدريبهم لدعم اندماجهم في البلد المضيف لهم".

حملات الشعبوية والكراهية

وحذرت دومينيك هايد، مديرة قسم العلاقات الخارجية لدى المفوضية من أن: "في هذه الأيام، نسمع الكثير عن كيفية إقصاء اللاجئين - حيث يلومهم الشعبويون على ما تعانيه المجتمعات".

وتعهدت أن الاستطلاع  "بارقة أمل مشجعة في عالم يبدو مظلماً في بعض الأحيان. ومع ذلك، يتعين علينا أن نفعل المزيد لكي نشرح للمشككين لماذا ينبغي احتضان اللاجئين، وليس نبذهم. وتشكل مسألة ضعف الثقة والتعاطف العامّين عائقاً كبيراً أمام إرساء بيئة آمنة ومرحبة للاجئين".


وأظهرت نتائج الاستطلاع – التي صدرت في اليوم الدولي لمكافحة خطاب الكراهية كجزءٍ من حملة "الأمل بعيداً عن الديار" التي أطلقتها المفوضية – أنّ وسائل الإعلام التقليدية ووسائل التواصل الاجتماعي ما زالت مصادر موثوقةً للمعلومات حول اللاجئين، مما يشير إلى أهمية التقارير المسؤولة في تشكيل وجهات النظر العامة. وفي السنوات الأخيرة، كان هناك اتجاه متزايد لاستهداف اللاجئين على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك عن طريق حملات نشر المعلومات المغلوطة والكاذبة والتضليل.