كشف جهاز التعبئة والإحصاء الحكومي عن تباطؤ معدلات التضخم بنهاية شهر مايو/ أيار الماضي في مصر، للشهر الثالث توالياً.
جاء ذلك وسط تشكيك مختصين في الأرقام الرسمية، في ظل تواصل موجات الغلاء في مختلف السلع والخدمات. التراجع حسب البيانات الرسمية، جاء أعلى من التوقعات المتفائلة لمؤسسات مختصة، تنبأت بأن يهبط التضخم عند حدود 30%، على أساس سنوي، في مايو، عن نظيره 2023، بينما سجل التضخم تراجعاً إلى ما دون ذلك بنسبة 28.1%، حسب جهاز الإحصاء.
يبدي خبراء حذرهم من البيانات الرسمية حول مؤشرات التضخم، إذ تؤكد خبيرة اقتصادية لــ"العربي الجديد" أن الحكومة تلجأ إلى تحديث سلة الأغذية التي تُكوّن مؤشر التضخم في الجهاز المركزي للإحصاء، وفق معادلات خاصة بها، دون أن تخطر الخبراء والجهات العملية المتخصصة بالأسس العلمية التي تدفعها إلى وضع الأوزان النسبية لكل سلعة مكونة للمؤشر.
وأشارت الخبيرة الاقتصادية، التي فضلت عدم ذكر اسمها، إلى رفض الجهات الحكومية والأمنية مشاركة أية جهات علمية ومراكز بحثية محايدة في إجراء دراسات ميدانية لرصد معدلات التضخم الحقيقي من أرض الواقع.
أوضح الجهاز تراجعاً بمعدل التضخم السنوي لأسعار المستهلكين عن شهر مايو الماضي في أنحاء الجمهورية، إلى 27.4% من 31.8% عن إبريل/ نيسان 2024، حيث بلغ الرقم القياسي لأسعار المستهلكين 221.8 نقطة، مسجلاً انخفاضاً بلغ 0.8% عن إبريل الماضي.
أظهرت بيانات جهاز الإحصاء تراجعاً بمعدلات أعلى مما توقعته استطلاعات رأي أغلب الاقتصاديين بمؤسسات هيرميس المالية والنعيم للوساطة وغولدمان ساكس، وبنك ستاندرد تشارترد، ورويترز، على مدار الأيام الماضية. انخفض معدل التضخم الشهري في المدن لشهر مايو إلى 0.7% مقابل 1.1% في إبريل الماضي، ليعود بمعدلات التضخم إلى مستويات يناير/ كانون الثاني 2023.
بلغ التضخم في أسعار المستهلكين على أساس سنوي، بالمدن 28.1% في مايو الماضي، متراجعا من 32.5% في إبريل 2024 مدفوعاً بانخفاض أسعار المواد الغذائية والمشروبات، التي زادت بنسبة 31%، في مايو مقابل 40.5% في إبريل. سجلت البيانات زيادة أسعار الحبوب والخبز 15.3%، واللحوم والدواجن 26.6%، والأسماك والمأكولات البحرية 20.9%، على أساس سنوي.
 
التضخم سيعاود الارتفاع

ويتوقع رئيس شعبة المواد الكهربائية بالغرفة التجارية، أشرف هلال، أن تعاود معدلات التضخم الارتفاع، الشهر المقبل، في حال تطبيق الزيادة المقررة في أسعار الكهرباء والوقود، مشيراً إلى أن تراجع سعر الجنيه أمام الدولار أدى إلى ارتفاع التضخم في أسعار السلع المعمرة بنحو 32%.
أضاف رئيس شعبة القصابين بالغرفة التجارية في الجيزة، سعيد زغلول، أن التضخم في أسعار اللحوم يرجع إلى ثبات أسعار مستلزمات الإنتاج بالمراعي وأسعار المواشي المستوردة من الخارج، عند مستوياتها المرتفعة، التي سادت خلال عام في الربع الأول من العام الجاري، متوقعاً أن تواصل أسعار اللحوم ارتفاعها خلال الفترة المقبلة، متأثرة بزيادة أسعار الأعلاف والمنتجات البيطرية، وتكلفة التشغيل. يؤكد زغلول لـ "العربي الجديد" أن ارتفاع سعر الخبز أعقبه رفع أسعار المنتجات الزراعية خلال الأسبوعين الماضيين، لافتاً إلى دهشته من أرقام التضخم التي يظهرها جهاز الإحصاء بصورة متراجعة، بينما الأسعار في الأسواق تشير إلى مزيد من ارتفاعات متتالية بالسلع الرئيسية.