أكدت الكاتبة الأردنية إحسان الفقيه إن كيان مركز تكوين -الذي تأسس برعاية رسمية من حكومة السيسي ويضم  بين مؤسسيه أذرع إعلامية تبث التضليل وتنشر الجهل بالدين بزعم التنوير- استغل مؤسسيه الأحداث الجسام التي تمر في فلسطين وغزة لتمرير أجندة محورها أن المقاومة هي السبب في الدماء التي سالت والدمار الذي ألم بالفلسطينيين.
 

وقالت "الفقيه" بمقالها (مركز تكوين…تنوير أم تضليل وتظليم؟) والذي نشرته عبر منصتها على (اكس): "ربما استغل هذا المركز أحداث غزة ليتسلل إلى الأمة في غمرة انشغالها بالأحداث العظيمة، ويخوض مرحلة التأسيس في أجواء ساكنة، لكنه واجه وعياً ويقظة من الشعب المصري، ظهرت أماراتها على مواقع التواصل الاجتماعي، فهناك حالة كاسحة من انتقاد هذا المركز وشخصياته".


وعن هدف الإلهاء المزدوج مع هدف سرقة وعي كاذب، أضافت، ".. البعض يشير إلى أن تأسيس هذا المركز المثير للجدل في توقيت الأحداث الجسام التي تمر بها القضية الفلسطينية، هو بهدف صرف الانتباه عن القضية".


وأوضحت أن هذا الرأي مبناه، أن أحد المؤسسين لكيان "تكوين" له رأي شاذ في مسألة المسجد الأقصى يتفق مع الرواية الصهيونية ولعلها تقصد الروائي يوسف زيدان، فقالت: "وهذا رأي غير مستبعد، خاصة أن لهذه النخبة آراء تطبيعية، فمنهم من قدم الاحتلال الإسرائيلي له الشكر عندما زعم أن المسجد الأقصى لا يخص المسلمين، وأن الإسراء كان من مكة إلى مكان قريب منها وليس إلى المسجد الأقصى. وآخر يطعن في المقاومة الفلسطينية، وصرح مؤخرا بشأن سيطرة الاحتلال على رفح الفلسطينية، بأنه لا يصح أن تنزل نقطة عرق واحدة من جبين جندي مصري على شأن معبر رفح الفلسطيني".


الدجل الفكري

وساقت أمثلة أخرى على ضلال ما يدعوا إليه شخصيات مركز تكوين، وأشارا  إلى أنه ليس لديهم في أدوات ووسائل وعلوم نقد التراث والفكر الديني إلا الجهل.

وقالت: "أحد أعضاء مجلس أمناء المركز، يتحدث قبل خمس سنوات عن أبيات شعر من قصيدة شهيرة للشاعر كعب بن زهير:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبولُ مُتيّم إثرها لم يجز مكبولُ
ففسر كلمة متبول بأنها الغمس في التوابل، مع أن المعجمات قد جاء فيها بمعنى السقام والذهول والتعب، تبل الحب فلانا بمعنى أسقمه وأتعبه وذهب بعقله وأودى به إلى الهلاك. 

وأشارت إل أنه "الشخص نفسه الذي قرأ حديث النبي صلى الله عليه وسلم (من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) فقرأ «مِقعده» بكسر الميم، مع أن الصواب أن تكون بفتحها، لأنه مضموم العين في المضارع، يقال: قعَدَ يقعُد، ولو بحث في معاجم اللغة جميعها لما وجدها بالكسر. ولا أقول هذا تندراً واستخفافاً أو استعراضا، لكن المقصد: إذا كان هذا حال بعضهم مع اللغة العربية، التي هي الأساس في فهم الكتاب والسنة، فكيف ببقية العلوم".


لا تنتظروا

وشددت على خطأ رأى "دعاة التريث للنظر في النتاج الفكري لهذا المركز ثم تقييمه"، بأنه بمثابة التأكد من المؤكَّد، فهذا المركز يضم شخصيات لها رصيد كبير من الأزمات مع ثوابت الدين، فمنهم من حكم عليه القضاء المصري بالسجن، بسبب ازدراء الدين الإسلامي بالتشكيك في ثوابت الدين والسنة النبوية بزعم التنوير. وآخر سخر من القرآن الكريم علناً، وطعن في الصحابة تصريحاً، وأنكر بعض المعتقدات الإسلامية الثابتة كعذاب القبر.

وأشارت أيضا إلى أن منهم من "أنكر حجاب المرأة ووصفه بالتخلف والرجعية وأنها ليس سوى عادة اجتماعية. وغيره وصف القصص القرآنية بأنها أساطير".


ولفتت إلى أيضا أن "..إحدى الشخصيات البارزة في المركز هاجمت من قبل ذبح الأضاحي بأنها مذبحة سببها كابوس لأحد الأنبياء، وأقيمت دعوة ضدها بتهمة ازدراء الأديان وحكم عليها بالسجن ستة أشهر مع إيقاف التنفيذ".

وتساءلت بعجب: "إذا كانت هذه هي أفكار شخصيات مجلس الأمناء للمركز وأعضائه البارزين فرادى، فكيف هو الحال لو اجتمعوا في مركز واحد، ما الجديد سوى أنه تضافر لهذا الأفكار وصياغتها في خطاب إعلامي موحد؟".

السبب الثالث ربما برأي الكاتبة الصحفية يتعلق بالأوضاع الاقتصادية السيئة في مصر مضيفة، "وربما كان اختيار هذا التوقيت ذا أبعاد سياسية للتغطية على أزمات داخلية، إذ أن هناك حالة من الغليان في الشارع المصري بسبب تردي الأحوال الاقتصادية والارتفاع الجنوني للأسعار، كل هذه تفسيرات محتملة، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.".
https://twitter.com/EHSANFAKEEH/status/1789933265320542610