تتجدد أمام الأمم المتحدة ومجلس الأمن قضية محمية الياسات التي تجددت ضمن خلافات حدودية بين الرياض وأبوظبي، في ضوء المذكرة التي قدمتها البعثة الدائمة للمملكة العربية السعودية في الأمم المتحدة ومن ثم لمجلس الأمن، عن عدم رضى الرياض عمّا سبق وأن اتخذته أبوظبي بشأن محمية جزيرة الياسات الحدودية بين البلدين، والتي اعتبرها المرسوم الإماراتي منطقة بحرية محمية.


المحلل السياسي السوداني د. تاج السر عثمان أبدى تعجبا من وضع العاصمتين الخليجتين وإن أقرب للشفقة من وضع الرياض أمام أبوظبي.


وعبر @tajalsserosman قال "من المضحك المبكي أن مندوب السودان في الأمم المتحدة طلب دعم سفارة السعودية لشكوى السودان ضد تدخلات الإمارات فوجد نائب المندوب السعودي هو الآخر يشتكي من تجاهل شكوى سعودية ضد الإمارات بشأن محمية الياسات !".

ونقل عن أحد موظفي الخارجية هذا العجب "يقول أحد الدبلوماسيين : لأول مرة أشعر أن السعودية مثل البحرين  !".

أما الأكاديمي السعودي سعيد بن ناصر الغامدي فكتب تعليقا على الحدث قائلا: "في المثل "إذا تخاصم اللصان ظهر المسروق ! " .. وعلى منواله : شعار السعودي أماراتي … الذي تحوّل إلى نكتة هزلية بعد ظهور النزاع على حقول النفط.. بعد الخلافات التي اندلعت من قبل بين الحليفين! في اليمن.".


وعبر @saiedibnnasser أضاف "الغامدي"، ".. يظن ابن زايد ان موقفه أقوى بسبب الخدمات الكبيرة التي يقدمها للامريكان ودولة الاحتلال. .. ويحاول ابن سلمان أن ينافسه في هذا السباق بين "داحس والغبراء" ؛ في خدمة عجل السامري ! .. وتتكرر قصة ملوك الطوائف في الأندلس.".


جزيرة سقطرى 

وللسبب نفسه يسيطر شيطان العرب محمد بن زايد على أماكن حيوية وجزر يمنية لقربه من الصهاينة والأمريكان بحسب ما يرى الصحفي نظام المهداوي الذي كتب "تتشابه قلوب أبناء زايد وعبيدهم مع قلوب الصهاينة. سلوك عدواني توسعي استعماري، وغرور وتكبر، ونظرة فوقية للشعوب الاخرى.".

وأضاف @NezamMahdawi "..اقرأ ماذا يكتب هذا الإماراتي بنفس منطق تحويل #غزة إلى سويسرا من قبل المحتل الصهيوني يريد ان تلحق #سقطرى بالتطور الإماراتي... محمد بن زايد ترك جزره الثلاث المحتلة من #إيران واستولى على جزيرة سقطرى اليمنية. العملة السائدة هناك هي الدرهم الإماراتي والهويات تصدر من #الإمارات."

ويصف مهداوي هذا السطو بأنه "..  احتلال صهيوني للجزيرة اليمنية. لا يتوسع ابن زايد لصالح الإمارات باستخدام جيوش المرتزقة بل هو منفذ أو مقاول بالباطن لمخطط صهيوني كبير يضمن لإسرائيل السيطرة على الوطن العربي من مشرقه إلى مغربه.".

السعودية أمام مجلس الأمن تستجدي تحريك الملف، بعدما رفضت إعلان أبوظلبي، وقالت في المذكرة أنه لا يعتد به ولا تعترف به، ولا تعترف بأي أثر قانوني له، مبينة أنها تتمسك بحقوقها ومصالحها كافة، وفقاً للاتفاقية المبرمة بين البلدين في العام 1974 والملزمة للبلدين وفقاً للقانون الدولي.

وأضافت شكوى السعودية أنها لا تعترف بأي إجراءات أو ممارسات يتم اتخاذها، أو ما يترتب عليها من حكومة الإمارات في المنطقة قبالة الساحل السعودي "منطقة الياسات"، بما في ذلك البحر الإقليمي للمملكة ومنطقة السيادة المشتركة في جزيرتي مكاسب وهو ما يأتي ضمن طبيعة العلاقات بين البلدين والملفات الاقليمية التي أدت إلى إثارة هذا الخلاف في الوقت الراهن رغم أن أسبابه ليست جديدة.


واتهمت الرياض في شكوى موجهة للأمين العام للأمم المتحدة أبوظبي بالتعدي على حدود المملكة، وتتضمن الشكوى مذكرة شفوية مؤرخة بتاريخ 18 مارس الماضي من البعثة الدائمة السعودية في المنظمة الأممية.


وفي عام 1974 وقعت السعودية والإمارات إتفاقية جدة، وتعترف السعودية بموجبها ‏بالإمارات كدولة، وفي المقابل حصلت المملكة على مجموعة من ‏الأراضي الغنية بالنفط في الحدود بين البلدين.‏

واستحوذت السعودية على ساحل يبلغ طوله 50 كيلو متراً ‏يفصل بين قطر والإمارات، بالإضافة لجزيرة الحويصات وحقل ‏‏"شيبة" الذي يمتد جزء منه لداخل الإمارات، مقابل التنازل عن ‏الجزء الذي تطالب به من واحة "البريمي".‏

وحاولت أبو ظبي بعد ذلك استعادة تلك الأراضي، لكن الرياض ‏رفضت ذلك رفضاً تاماً، حتى قاطعت الإمارات عام 1999 ‏مدعومة من سلطنة عمان، مؤتمر وزراء الخارجية والنفط لمجلس ‏التعاون الخليجي في السعودية، احتجاجاً على عدم تقاسم عائدات ‏حقل "شيبة" النفطي.‏


وطالبت الإمارات باستكمال تنفيذ المادة الخامسة من اتفاقية تعيّين الحدود البرية والبحرية المؤرخة بين البلدين في العام 1974

وتقول الامارات بأن "الياسات" أنشئت بمرسوم أميري في عام 2005، بناء على توجيهات من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات الراحل.

وتعد الياسات من المواقع التي تتميز بأهميتها البيئية، حيث توفر مواطن حساسة من الشعاب المرجانية والأعشاب البحرية والشواطئ الرملية، فضلاً عن أهميتها التاريخية والثقافية.

وقامت دائرة أعمال رئيس الدولة وقتها خليفة بن زايد، بعد صدور المرسوم الأميري رقم /33/ لسنة/2005/ بإعلان منطقة الياسات محمية بحرية بإنشاء أول حيد اصطناعي حول جزيرة "الياسات" لزراعة المرجان، وتجميع الأنواع المختلفة من الأسماك لإعادة الحياة إلى أعماق البحر.

ولا تعترف السعودية بتبعية المنطقة للإمارات، كما أن هناك خلافاً حدودياً عليها منذ سنوات طويلة، وتعدّها منطقة سيادة مشتركة.

وترفض السعودية جميع الإجراءات والممارسات التي تتخذها حكومة الإمارات في المنطقة قبالة الساحل السعودي "منطقة الياسات"، بما في ذلك البحر الإقليمي للمملكة، ومنطقة السيادة المشتركة.