أكدت حركة "حماس" من خلال عدد من متحدثيها الرسميين وأعضاء بمكتبها السياسي وقياداتها على موقفها من أي اتفاق مزمع إبرامه بشراكة من الوسطاء بالنزول على شروط الشعب الفلسطيني وفصائله وأبرزها وقف دائم لإطلاق النار والتراجع عن التوغل إلى ما قبل 7 أكتوبر وعودة النازحين.


وحاليا فإن وفدا لحركة المقاومة الإسلامية حماس، بقيادة د.خليل الحية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" في القاهرة بدعوة من "الوسيط المصري" لبحث المقترح الذي تقدمت به مصر لأجل حلحلة معرقلات الاتفاق والوصول إلى اتفاق بشأن صفقة تبادل الأسرى المحتملة.


وقال عبداللطيف القانوع، الناطق باسم حركة "حماس" إن مطالب المقاومة ليست شروطا تعجيزية، بل هي مطالب مشروعة يتفهمها الوسطاء ويدعمها شعبنا ومجمع عليها وطنيا وفصائليا.


وأكد في تصريحات نقلتها عنه قناة (الأقصى) الفضائية، أنه "دون تحقيق مطالب شعبنا العادلة بوقف دائم لإطلاق النار وسحب القوات وعودة النازحين لن ينجح أي اتفاق مع الاحتلال".


وأعتبر أن ضمان وقف إطلاق النار الدائم ركيزة أساسية للانطلاق نحو تفاصيل المفاوضات وإنجاح الاتفاق مع الاحتلال".


وشدد على أن "الاحتلال لم ينجح في تمرير مشروع التهجير ولا في سياسة التجويع أو السيطرة على غزة من خلال ما يسمى  روابط القرى والعائلات واستخدام سلاح الفوضى والفلتان".


وأردف أن "ما فشل الاحتلال في تحقيقه على مدار سبعة أشهر من الدمار والخراب والابادة الجماعية لا يمكن أن يحققه في الوقت الضائع من الحرب".


تشويش وبلبلة

ومن جانب ثان، أكد عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" على أن الحركة لم تصدر أي تصريح بأسمها أو منسوبا  لمصادر في الحركة حول ورقة الرد "الاسرائيلي" الذي تسلمناه من الوسطاء".


وأوضح "الرشق" أن "هذا الرد لا يزال تحت الدراسة وما تصدره بعض وسائل الإعلام "الاسرائيلية" من تسربيات حول ذلك هدفه التشويش والبلبلة ..".


وفي اتفاق مع "الرشق"، تناول القيادي بحركة "حماس" سامي أبو زهري جانبا آخر من هدف التشويش الذي تروجه وسائل الإعلام الصهيونية ويساندها فيه بعض الإعلام العربي الموالي.


وقال "أبوزهري": "إن الحديث عن خروج قادة حماس من غزة إلى القاهرة ضمن صفقة الهدنة لا أساس له من الصحة".
 


وأوضح أن "رد الاحتلال الذي وصلنا عبر الوسطاء قيد الدراسة من المبكر الوصول إلى قرار بشأنه"، مضيفا "لن نقبل بأي اتفاق لا يتضمن وقف العدوان على غزة".


وأكمل، "أكدنا لأشقائنا في مصر وقطر أننا جادون في التوصل لاتفاق لكننا لن نرضخ لأي ضغوط امريكية".


وفي مزيد من التوضيح، نفى جهاد طه الناطق باسم حركة حماس ما نقلته قناة (العربية) عن مصادر ل (awp) بأن المرحلة الثانية من صفقة الهدنة قد تشهد خروج بعض قادة حماس من غزة إلى القاهرة".
 

وأكد "طه" أنه "لا أساس من الصحة لهذه الأخبار وهي أخبار كاذبة ومفبركة والهدف منها التشويش". مشددا على أن "قادة حماس باقون في أرضهم ومع شعبهم في قطاع غزة ومن سيرحل هوالاحتلال الصهيوني".


ونقلت صحيفة "الشرق" عن مصادر مطلعة على المفاوضات قولها، إن المقترح الجديد الحائز على الموافقة الإسرائيلية شهد بعض التقدم، تحديدًا في مسألة عودة النازحين إلى منازلهم شمالي قطاع غزة، وتأمين طرق عودتهم من خلال ابتعاد قوات الاحتلال عن مسار العودة.


رد الاحتلال
 

وكانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أعلنت فجر السبت 27 أبريل 2024، أنها تسلّمت رداً رسمياً من الاحتلال "الإسرائيلي" على أحدث مقترح للحركة بشأن وقف إطلاق النار في خضم المفاوضات الجارية. 


وأوضحت أن الرد "الإسرائيلي" سُلِّم للوسيطين القطري والمصري في 13 شهر أبريل الحالي، وفق تصريحات لنائب رئيس حركة حماس، خليل الحية، مضيفاً أن الحركة ستقوم بدراسة الرد الإسرائيلي، وستعلن موقفها حال الانتهاء منه، دون تقديم تفاصيل إضافية.


والجمعة، بدأ وفد أمني بقيادة عباس كامل زيارة تل أبيب، حاملاً "مقترحاً لبلاده يتناول إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين في غزة، وإطلاق سراح مئات من الأسرى الفلسطينيين، ووقف إطلاق النار لمدة عام"، حسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الخاصة.


وقال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، إنه شهد زخماً جديداً في محادثات إنهاء الحرب في غزة وإعادة الأسرى "الإسرائيليين" المتبقين.

 
وقال موقع (أكسيوس)، نقلاً عن مسؤوليْن "إسرائيليين" اثنين، أن المسؤولين "الإسرائيليين" أبلغوا نظراءهم المصريين، الجمعة، أن إسرائيل مستعدة لمنح مفاوضات الرهائن "فرصة أخيرة" للتوصل إلى اتفاق مع حماس قبل المضي قدماً في اجتياح رفح. 


وتعد مدينة رفح ملاذ أخير للناحين في قطاع غزة، بعدما لجأ إليه نحو مليون فلسطيني فروا من اجتياح قوات الاحتلال لشمال القطاع في وقت سابق من الحرب.


أغراض نتنياهو

وبالمقابل،  قالت هيئة البث التابعة لجيش الاحتلال إن "الأجهزة الأمنية في "إسرائيل" تعتقد أن هذه الفرصة الأخيرة لإعادة المحتجزين (الأسرى الإسرائيليين) من غزة".


وقال مسؤول في حكومة الاحتلال إن "المؤسسة الأمنية وأغلبية المستوى السياسي تريد إعطاء الضوء الأخضر للاقتراح الجديد الذي تروج له مصر".


وقال: "نتنياهو كانت له عدة تحفظات على مثل هذه الصفقة المؤقتة، وطلب دراسة تسوية شاملة".


ولم يوضح المسؤول سبب تبني نتنياهو هذا الموقف، لكن المعارضة الصهيونية تتهم نتنياهو بعرقلة التوصل إلى صفقة مع الفصائل الفلسطينية "لأغراض سياسية".


وبعد مرور 6 أشهر على اندلاع الحرب مع إسرائيل في قطاع غزة، لا تزال المفاوضات متعثرة، إذ تحاول تل أبيب فرض واقعا جديدا وتشدد "حماس" على مطالبها بضرورة إنهاء العدوان وإزالة آثاره، وهو ما صدقه قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فوراً، ودعمه مثول الاحتلال وقادته أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".


ويشن جيش الاحتلال منذ 7 أكتوبر حرباً مدمرة على غزة بدعم أمريكي خلفت نحو 112 ألف قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء.