بعد 11 شهرا في السجن، انتخب الشعب في السنغال (غرب افريقيا) رئيسا جديدا هو الخامس منذ الاستقلال في 1958، خرج من المعارضة لحكم البلاد هو المنتخب بشيرو أو بصيرو ديوماي فاي والذي شارك في أول ظهرو له في مؤتمر صحفي يشكر فيه السنغال على انتخابه ويعد بتحديث المؤسسات العمومية في البلاد كما ووعدهم بفتح مشاورات مع جميع القوى الحية.
ومن أهم وعود الرئيس بصيرو فاي وقراراته الفورية؛ اصدار عملة سنغالية جديدة ووقف التعامل بعملة الفرنك الأفريقي الموروثة من الإستعمار الفرنسي، إضافة لاعتماد الإنجليزية في التدريس بدلا من الفرنسية.
وهنأ بصيرو فاي، 44 عاما، الشعب السنغالي على ديمقراطيته التي حماها ودافع عنها في أوج التوترات السياسية التي شهدتها البلاد وهي التي قادت إلى هذا التغيير المنشود حسب تعبيره.
المؤتمر الصحفي عقده "فاي" في أحد الفنادق بالعاصمة داكار والذي شدد فيه على التزامه بوعوده التي أخذها على عاتقه في برنامجه السياسي ومن أهمها تحديث الدولة السنغالية وتحقيق العدالة إلى جانب تأمين عيش كريم لشعبه.
وفي نهاية كلمته شكر "فاي" الرئيس السنغالي الحالي، ماكي سال، والذي تنتهي مهمته في 2 أبريل القادم وهنأه على تسييره الجيد لهذه الانتخابات.
الصحفي مجيد بوطمين المذيع بقناة الجزيرة قال إن بصيرو ديوماي فاي كان يعمل مفتشا للضرائب، وأمضى سنة بالسجن استفاد من العفو الرئاسي ليغادره و قد وصلت الحملة الانتخابية للرئاسيات يومها السادس.
وأضاف أنه أدرك عشرة ايام من الحملة الانتخابية و بدعم قوي من حزبه و أوساط الشباب في السنغال حقق صعودا خياليا ليتصدر الترتيب.
وأشار إلى أنه فاجأ المتابعين بفوزه بأكثر من 60% من أصوات الناخبين وحسم انتخابات الرئاسة منذ الجولة الأولى.
فرنسا تخسر معقل جديد لها في القارة السمراء
وخلص "بوطمين" إلى أن انتخاب الرئيس فاي يعني أن فرنسا تواصل تلقي الصفعات بعد رواندا أفريقيا الوسطى بوركينافاسو مالي النيجر ها هي السنغال تطلق الفرنسية في انتظار التحاق دول أخرى على غرار تشاد و كوت ديفوار كل تلك الدول فهمت أن فرنسا هي التي تعرقل تطورها فاتخذت القرار الصحيح بقطع الحبل السري معها و هي اللغة الفرنسية و لنا فيما وصلت إليه رواندا من تطور مذهل أروع الأمثلة.
وحظي بصيرو فاي بدعم عثمان سونكو الذي سجن هو الآخر ولاحقا استبعد من سباق الترشح، إلا أن انتخاب فاي يعني بحسب المراقبين جملة من الظروف والعوامل لتحقيق الغاية بانتخاب الشاب بصيرو فاي.
وأبرزها الخوف من ردة فعل الشعب السنغالي، فقد يواجهها الجميع إذا مالوحظ غياب الشفافية والنزاهة في العملية الانتخابية بحسب المراقبين.
ويشير المراقبون إلى أن نضج الشعب السنغالي فكريا وسياسيا، والمناخ السياسي السلمي بين مختلف الأحزاب موالاة ومعارضة، وتراجع حدة الصراع العرقي والطائفي داخل الجمهورية، والإحساس بالمسؤولية تجاه الوطن من قبل الجميع ، وغرس قيم المواطنة ومشاركة الشعب في تجسيدها على أرض الواقع وراء مكتسب الديمقراطية الذي حظي به السنغاليون.
وقبل نحو 6 أيام من الانتخابات، التي عقدت الأحد الماضي، أعلن المرشح لرئاسيات السنغالية حبيب سي انسحابه من السباق الرئاسي في مؤتمر صحفي أقامه المرشح في مقر حملته الدعائية في بلدية "لينغير" التي تبعد 300 كلم من العاصمة داكار وكانت بحضور المرشح بصيرو دجماي فاي.
وجاء إعلان الانسحاب دعما منه لتحالف "دجماي بريزدان" والذي كان من أبرز المرشحين للفوز بالاستحقاقات الرئاسية.
انسحاب حبيب سي كان بعد ساعات من إعلان شيخ تيجان دجي انسحابه من السباق الرئاسي ودعمه ل"دجماي فاي"، ما كان يعني أن 17 مرشحا من أصل 19 باتوا يتصارعون من أجل الفوز بالانتخابات الرئاسية.
الرئيس السنغالي الجديد
وتلقى بصيرو فاي تعليمه في المدرسة الكاتوليكية (السيدة الوسيطة) Marie médiatrice، وحصل على شهادة الباكلوريا في عام 2000 بثانوية دمب جوب Demba Diop" في نفس المقاطعة.
والتحق فاي بكلية الحقوق بجامعة شيخ انت جوب في داكار، ثم نال درجة الماجستير في القانون ثم نجح في مسابقة لدخول المدرسة الوطنية للإدارة في السنغال ENA، حيث نجح في شعبتي "القضاء والضرائب ثم أصبح مفتشا في إدارة الضرائب والأملاك.
ولدى تقدمه بجرد لاملاكه قبل الانتخابات، كشف أنه مدان للبنوك السنغاليه ب 48 مليون فرنك علي شكل قروض يستثمرها في مشاريع زراعية، واجتماعيا تتناول صحف أن بصيرو تزوج 4 زوجات منهم اثنتان سيدخلان معه القصر الجمهوري.
والتحق سياسيا بصديقه المعارض الثائر عثمان سونكو، وسجن معه سياسيا ثم خرجا من السجن في إطار عفو سياسي أقره ماكي سال قبل أسبوعين من الانتخابات اليوم.