أثارت براءة حركة النهضة التونسية من دم شكري بلعيد (وفق حكم المحكمة التونسية العليا صباح الأربعاء 27 مارس) حالة غريبة من الإنكار لدى عبد المجيد بلعيد، شقيق شكري بلعيد الذي عاد للإصرار صباح اليوم الأربعاء أن "الجريمة في الملف هو تفكيك القضية وكل الجرائم الإرهابية في علاقة بالجهاز السري" على حد زعمه. 

وفي تعليقه على بيان حركة النهضة الذي دعت فيه لنبذ الفرقة والمصالحة، قال شقيق بلعيد "لن تكون بيننا وبينهم مصالحة". 

وكان بعض أعضاء الهيئة القضائية قالوا في وقت سابق، أنّ الملف لن يغلق بمحاكمة المتهمين بتنفيذ عملية الاغتيال، وإنّما توجد ملفات أخرى أمام القضاء تتعلّق بمن خطّط ونفذ ودبر ومول ووفر الحماية، سواء كانت سابقة أو لاحقة.

النائب السابق بمجلس الشعب التونسي زياد الهاشمي وعبر "فيسبوك" اعتبر أن الحكم ببراءة النهضة ليس مفاجئا له "شنوة الجديد أو المفاجئ .. حتى شيء .. الحقيقة واضحة من لحظة الاغتيال  و دلالات اليوم و الساعة تكفي باش تعرف شكون المستفيد من اغتيال بلعيد ".

وأضاف أن اغتياله حال دون تطبيق قانون العزل السياسي والذي لو أقر لما حدث الانقلاب الذي قاده قيس سعيد، فقال: "بلعيد قتلوه نهار 6 فيفري الثامنة صباحا .. بالصدفة التاسعة صباحا في نفس اليوم  المجلس التأسيسي كانت ستعقد فيه جلسة!!! طلع متع شنوة ؟؟؟ .. جلسة لاقرار قانون العزل السياسي  إلي لو كان تعدى راه الباجي ما ولاش رئيس و راه عبير ما دخلتش للبرلمان و راه الثورة المضادة  ما رجعتش للحكم..".

وتابع "الهاشمي"، "الشعب كان يعرف إن الغنوشي  و البحيري  ما عندهم حتى علاقة بالموضوع لأن لازم تكون بهيم بااااارشا باش تتهم حركة النهضة ، يعني تتهم في شكون كان الاغتيال مصيبة عليه و على البلاد و صفر ربح !!! ".

وأوضح "بالوقت عرفنا شكون خرج يتاجر بدم بلعيد و شكون قبض الثمن و شكون دبر المناصب و الإقامات  في باريس و دبي.. الشعب يعرف إنّ عائلة بلعيد تاجروا بدمه.. الشعب يعرف إن طليقته بسمة تاجرت بدمه.. الشعب يعرف لجنة الدفاع تاجرت بدمه.. الشعب يعرف إن الإعلام تاجر بدمه.. الشعب يعرف إن الوطد و حركة الشعب و الجبهة الشعبية تاجروا بدمه.. الشعب يعرف إن الاتحاد تاجر بدمه.. حتى قيس سعيد خلط على بايو و تاجر بدم بلعيد".

وأشار إلى أن ".. الشعب يعرف زادة إن القاضي الفاضل بشير العكرمي مظلوم  و اليوم يدفع في ثمن النزاهة و المهنية و رفضه قبول الرشوة و توريط  الأبرياء  .. الشعب يعرف زاد إلي خو بلعيد و لجنة الدفاع و الوطد مايحشموش و باش يواصلوا المتاجرة بدم شكري.. و ياويلكم من دعوة المظلوم و ربي ينتقم منكم في الدنيا و الآخرة .. ويجي نهار و ستدفعون ثمن تجارتكم بدم شكري  و تدميركم للبلاد أمام نفس القضاء و لكن هذه المرة ستحاكمون بالعدل ".

 

جبهة الخلاص

وقال أحمد نجيب الشابي، رئيس جبهة الخلاص الوطني المعارضة في تصريحات صحفية إنه أسدل الستار على قضية اغتيال شكري بلعيد وأنه "آن الأوان لرد الاعتبار للقاضي بشير العكرمي الذي اشتغل على القضية وإطلاق سراحه".

وأضاف، "طيلة سنوات قبل 25 يوليو خاصمت النهضة سياسيا بشرف ولم أشك للحظة انها متورطة في دم بلعيد".

الحقوقية والمحامية مريم بنبلقاسم قالت: "كنت في الجامعة (كلية الحقوق في صفاقس) وقت سمعت خبر اغتيال شكري بلعيد (6 فيفري) ومن وقتها كنت متأكدة من هذه النتيجة أن النهضة لا دخل لها في التوترات الداخلية في بقية الجبهات. لكن للأمانة هذه النتيجة استغرق الإعلان عنها سنواات وجهد وتجربة انتقال ديمقراطي وتضحيات وطول بال".

 

استهداف الغنوشي 

يشار إلى أن حكما بالسجن مدى الحياة خفف بعدها بأسبوع صدر بحق راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة ورئيس مجلس الشعب في تونس وذلك بعد سلسلة من الاستدعاءات المتكررة للتحقيق امام القضاء بتهمة "الارهابط بناء على ملفات خاوية وتهم كيدية هي اداة الانقلاب لتلهية التونسيين معارضين للغنوشي ومناصرين له عن الاوضاع الكارثية للبلاد وعن التدحرج الخطير نحو الهاوية. 

وخرج الغنوشي من 8 ملفات قضائية وهي دلائل واضحة على براءة الغنوشي والنهضة من كل التهم الكيدية التي رفعها ضده عناصر من النقابات الامنية وخصوم سياسيين منها قضية شكري بلعيد، بحسب مراقبين.

ويبدو من الحكم الصادر الأربعاء عن الدائرة الجنائية الخامسة المختصة في قضايا الإرهاب بالمحكمة الابتدائية بتونس، كشف أن قضية شكري بلعيد واحدة من القضايا التي ركب عليها قيس سعيد عند وصوله إلى الحكم.

ورأى مراقبون أن الحكم الصادر هو استغلال جديد ليعزز سلطاته وقبضته على المشهد العام بأن ينسب لنفسه نجاحات وهمية حتى وإن كان ذلك على حساب مشاعر الشعب ودم الشهيد. 

وسبق أن أبعد قيس سعيد 57 قاضيا بتحريض متواصل على القضاء الشرعي ورئيسه وأعضاؤه من قيس سعيد، ومنظومته بمعية هيئة الخداع الموكلة لنفسها الدفاع عن بلعيد.