أكدت منظمة حقوقية أن الحاج محمد الليل ترك لساعتين دون مساعدة رغم استغاثات زملائه داخل حجز قسم شرطة منيا القمح بالشرقية، طلبا للمساعدة وسرعة انقاذه حتى انهارت حالته الصحية تماما ولفظ انفاسه الاخيرة، وسط صدمة وحزن الجميع، حيث انه كان يستعد لاخلاء سبيله بعد معاناة طويلة، متنقلا بين سجون واقسام شرطة تحت ظروف غاية في السوء.


ونقلت "الشبكة المصرية لحقوق الإنسان" عن شاهد عيان، قوله: "علمت أن الملازم اول "زياد" أمر بإحضار سيارة اسعاف بعد وفاة الحاج محمد، وبعد اقل من 10 دقائق حضرت سيارة الاسعاف لتحمل جثمان الحاج محمد الى المشرحة؛ وليس الى احد المستشفيات لعلاجه كما كان مفترضا".


وقال إن ملازم أول " زياد بيه " وجد محمد الليل يصارع الموت ولا يقدر على الحديث او الحركة، حيث صرخ وطلب بفتح باب الحجز وإدخاله داخل غرفة الحجز وتركه مرة اخرى يصارع الموت دون ادنى ذرة من ضمير أو رحمة أو إنسانيه، أو التزام بقيمة مهنية وظيفية تدفعه لنقل الرجل الذي أوشك على الاحتضار إلى أحد المستشفيات القريبة، أو حتى احضار طبيب لفحصه رغم مناشدات المحتجزين بانقاذ حياته.

 

ونقلت عن الشاهد أن "زياد بيه" ضابط النبطشية بمركز شرطة منيا القمح في محافظة الشرقية عندما رأى السجين المخلى سبيله على ذمة قضية الهجرة غير الشرعية الحاج محمد الليل، وهو ينزف دماء من فمه وقد انهارت حالته الصحية حتى فارق الحياة، صرخ: "هما يخلوا سبيله ويجيبوه يموت هنا علشان انا ألبسه".
 

واتهمت المنظمة الحقوقية الجهات الأمنية بالمسؤولية واضافت أنه "بدلا من نقله الى أحد المستشفيات المتخصصة، أمرت إدارة قسم الشرطة بحمله وتركه فى الممر خارج باب الحجز يصارع الموت".

 

والحاج محمد الليل، 60 عاما، موظف بوزراة الاوقاف، بقرية بنى نصير -مركز سمنود -محافظة الغربية، وقبض عليه بعد اتهامه فى قضية هجرة غير شرعية فى محافظة الغربية وانتقل بعدها الى الى محافظة مطروح على ذمة قضية جديدة بنفس التهم، قبل ان يتم ترحيله الى مركز شرطة منيا القمح بمحافظة الشرقية على ذمة قضية جديدة، ثم حصل على قرار باخلاء سبيله بكفالة 5000 جنية.


ورغم حصوله على قرار إخلاء سبيل في 11 مارس الحالي، إلا أنه تدهورت حالته الصحية مع نزيف من فمه، وسط أجواء كارثية.


وقالت الشبكة المصرية أن "الحبس" أو السجن متكدس بشدة "وتزايد اعداد المحتجزين داخل غرفة حجر قسم الشرطة، وسوء الأوضاع داخل الحجز، وانتشار التدخين والمخدرات، وانعدام الهواء النقي، وسوء التهوية، مما زاد من خطورة حالته مع عدم تلقيه العلاج والدواء المناسبين وتسبب في انهيار قواه تماما حتى أصبح فاقدا للوعي تقريبا".

 

وبحسب "الشبكة المصرية"، لم يتم سؤال زملائه فى الغرفة عما حدث؛ وبالتالى لم يتم رصد جميع جوانب الحقيقة، مطالبة بفتح تحقيق بالواقعة ل"محاسبة المسؤلين عن حرمان مواطن مصري من حقه في العلاج وتركه ليموت دون مساعده، لا سيما وأن الأمر أصبح دارجا متكرر في مراكز الاحتجاز، وفي مركز شرطة منيا القمح، الذي يحمل سجلا سيئا للغاية فيما يتعلق بحقوق الإنسان".