في تاسع حالة وفاة في السجون ومقار الاحتجاز المختلفة في مصر منذ مطلع العام الجاري 2024، أعلن محامون عن وفاة المعتقل في سجن المنيا العمومي حسن حسين عبد اللطيف حميدة، 60 عاماً، في ظروف سيئة تتنوع الوفاة بين استمرار انتهاكات سجون الانقلاب بحقهم، بمسلسل الإهمال الطبي المتعمد، وسوء ظروف الاحتجاز.

وبلغ إجمالي حالات الوفاة للمعتقلين السياسيين 1192 حالة وفاة منذ عام 2013، أما عدد المعتقلين السياسيين في مصر فقدرته منظمات بـ 100 ألف معتقل.


وتوفي حميدة المعتقل داخل محبسه في سجن المنيا العمومي حيث أنه من قرية زاوية الجدامي – مركز مغاغة بمحافظة المنيا، وكان يعمل كاتباً بوزارة الصحة، واعتقل عدة مرات منذ 2014، وتوفي داخل محبسه يوم الجمعة 1 مارس 2024، ولم يُعلم خبر وفاته سوى قبل يومين.


واشارت منظمات حقوقية إلى أن وفاة حسن حميدة سببها المرجح أن سجون السيسي تفتقر بشكل عام إلى مقومات الصحة الأساسية والتي تشمل الغذاء الجيد والمرافق الصحية، ودورات المياه الآدمية التي تناسب أعداد السجناء وكذلك الإضاءة والتهوية والتريّض، كما تعاني في أغلبها من التكدس الشديد للسجناء داخل أماكن الاحتجاز، بحسب الشبكة العربية لحقوق الإنسان.

وأعلن "مركز الشهاب لحقوق الإنسان" أن حسن حسين عبد اللطيف حميدة، ألقي القبض عليه عدة مرات منذ 2014، وتوفي داخل محبسه، 1 مارس 2024، وجرى دفن جثمانه في اليوم التالي.

وخلال مارس الجاري أعلن عن وفاة المعتقل السياسي أحمد محمد أبو اليزيد البلتاجي 33 عاما من مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية.


وحسب منظمات، عانى البلتاجي من المرض منذ اعتقاله في اكتوبر الماضي وخلال الاشهر الماضية تدهورت حالته الصحية بسبب عدم تلقيه الرعاية الطبية والصحية وظروف الحبس المزرية.


وفي 14 فبراير رصدت منظمات وفاة المعتقل "عبدالله الديساوي" داخل سجن العاشر من رمضان نتيجة معانـاته 7 سنوات مـن الإهمال الطبي وحرمانه من الرعاية الصحية.


واستشهد  الديساوي، 66 عاماً، في سجن العاشر من رمضان، بعد معاناة من مشاكل في الكبد، ومرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، والحساسية الصدرية المزمنة، وصعوبة في التنفس. وفارقت روحُه جسدَه وهو ساجد داخل زنزانته.

وفي 13 يناير توفي السجين السياسي الشاب طه أحمد هيبة (32 عاماً) داخل محبسه في سجن بدر، ليصبح حالة الوفاة الرابعة في السجون المصرية منذ أول العام الجاري.

وكانت الحالة الصحية للشاب هيبة (من قرية الرملة بمركز مدينة بنها بمحافظة القليوبية) قد تدهورت كثيرا خلال الأشهر الأخيرة بعد إصابته بالسرطان وعدم تلقيه الرعاية الطبية والصحية اللازمة، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة داخل محبسه في سجن بدر.

وكانت أسرة هيبة قد تقدمت خلال الأشهر الأخيرة بالتماسات ومناشدات لمصلحة السجون والسلطات المصرية من أجل علاجه أو إخلاء سبيله صحياً، وذلك لتتمكن من تقديم العلاج والدواء المناسب وغير المتوافر داخل مجمع بدر.

وهيبة هو رابع حالة في السجون المصرية ومقارّ الاحتجاز المختلفة منذ مطلع العام، بعد وفاة السجين السياسي محمد الشربيني علي السيد (58 عاماً) المحامي بالنقض، من أبناء مركز شربين محافظة الدقهلية داخل محبسه بمستشفى سجن بدر في السابع من يناير. ووفاة النائب البرلماني السابق، عادل رضوان عثمان محمد، من أبناء محافظة الشرقية، داخل محبسه بسجن بدر 3، في الثالث من يناير، وكان محبوساً على ذمة المحضر رقم (14) 1513 لسنة 2022 مركز شرطة ديرب نجم. ووفاة المعتقل إبراهيم محمد العجيري (54 عاماً) من محافظة دمياط داخل مستشفى القصر العيني، بعد 4 سنوات من الحبس الاحتياطي.


وتشهد السجون وأماكن الاحتجاز المختلفة في مصر أوضاعاً كارثية، في ظل عدم توفر وسائل الرعاية الطبية والصحية، ما تسبب في وفاة مئات المحتجزين في ظروف حبس واعتقال غاية في الرداءة، ما يستدعي تدخلا عاجلا من المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية لإيقاف هذا النزيف المتواصل منذ أحداث عام 2013 وحتى اليوم.

وتجدر الإشارة إلى أن العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، ينص على أنه “ينبغي معاملة السجناء المحرومين من حريتهم بإنسانية، واحترام الكرامة الكامنة للشخصية الإنسانية”.