كشفت منصة حقهم عن رسائل مسربة من سجن الوادي الجديد، وصلت "منظمة حقهم" نسخة منها: لا تتوقف رحلة عذاب السجناء بداية من حفلة الاستقبال "التشريفة"، حتى أن البعض محبوس داخل العزل منذ عام 2018 وحتى اللحظة، ويعامل معاملة أسرى الحرب، ويذهب إلى الزيارة التي لا تتعدى 5 دقائق ويعود منها معصوب الأعين، ويخفى قسرياً داخل السجن.

وقالا المنصة إنه لم تسفر الأنماط الشكلية للسجون الجديدة، عن تغيير السياسات العقابية، ولم تمنح البروباجندا الهشة، والأكاذيب المتهافتة للإعلاميين المحسوبين على الأجهزة الأمنية، سجناء الرأي في مصر وأسرهم إلا المزيد من التنكيل، وتردي الأوضاع -للعام 11 على التوالي- خاصة في سجن الوادي الجديد "عقرب الصعيد".

الخطير في ما كشفته @TheirRightAR إنه تجبر بعض الزائرات على الرضوخ للتفتيش وهي شبه عارية!

وأضافت أنه لم يخفف مرور 11 عام على انقلاب 2013 من تنكيل النظام بمعارضيه، ولم يزده فشله الاقتصادي والسياسي إلا توحشاً، ولم تحوي المباني المنمقة من الخارج إلا انتهاكات مروعة وممارسات مرعبة.

ونقلت عن مروة أبو زيد زوجة المعتقل عبد الرحمن محمد حسن، في تغريدة على حسابها على موقع x بعض الانتهاكات التي يتعرض لها زوجها أثناء الزيارة في سجن الوادي الجديد .. فتقول: "وهو خارج الزيارة بـ يغموا عنيه لحد باب الزيارة."

وأضافت ".. فعلياً ٤ مخبرين واقفين معانا ومركزين في كل حرف.. وكل كلمة قلناها وصلت للضابط قبل ما أمشي من السجن .. والضابط بعتلي يناقشني في الكلام اللي دار بيني وبين جوزي ". موضحة أن "الزيارة 2 سلك بيني وبينه وبين السلكين مسافة متر ونص".

وتابعت: ".. الزيارة بالظبط كانت 5 دقائق..  وبعد ذل وكسرة نفس ورعب اني مش هزور أصلا وبعد ما كل الناس دخلت ب 10 دقايق هو دخل .. وقبل كل الناس ماتخرج شدوه من قدامي..  ده غير إنه أصلاً اتمنع من الزيارة لمدة 6 شهور مانعرفش عنه حاجة خالص.".


زنزانة انفرادي

زوجة المعتقل عبد الرحمن محمد حسن دابي، المحتجز في زنزانة انفرادية بسجن الوادي الجديد، أوضحت أن زيارتها لزوجها كانت مؤلمة، حيث أبدى عبد الرحمن بغضبه وصرخاته عن حالته، معبرًا عن استياءه من عدم اهتمام الناس به ونسيانهم لهم، ما جعله يشعر بالرمي والهجران.


وفي وصفها لوضع زوجها في الزنزانة الانفرادية، أوضحت أنها لا تصلح حتى للحيوانات لأنها لا تحتوي على حمام، ولكن السجناء يضطرون لاستخدام جردل، ومنعوا من حمل المصحف أو أي كتب، بالإضافة إلى عدم وجود تكييف أو تدفئة، وبالتالي فإن الطعام يأتي إليهم على حاله ويتم شرب الماء باردًا، كما منعوا من ارتداء النظارات.


وأشارت إلى أن زيارتها كانت مراقبة بشكل صارم، حيث كان هناك 4 مخبرين موجودين معهم ويتلقون تقاريرهم، وكان هناك سلكين يفصلونها عن زوجها، واستمرت الزيارة لمدة 5 دقائق فقط، وبعد ذلك ظل عبد الرحمن محتجزًا في الزنزانة دون زيارات لمدة 6 أشهر.

    
توثيق حقوقي

وقالت “لجنة العدالة” إن الحملات الدعائية “البروباجندا” التي قامت بها السلطات المصرية لتحسين صورة السجون ومقار الاحتجاز أمام أنظار المجتمع الدولي؛ فشلت أمام الوقائع الملموسة على أرض الواقع والانتهاكات الفجة التي يتعرض لها المحتجزون – خاصة السياسيين منهم-، داخل مقار الاحتجاز والسجون في مصر.

وقالت المنظمة الحقوقية إن سجن “الوادي الجديد”– أو “سجن الموت” كما يُطلق عليه المحتجزون وأهاليهم نتيجة لقسوة الأوضاع المعيشية بداخله-، تتفشي الأمراض الجلدية بداخل السجن نتيجة لمنع إدارة السجن إدخال أدوات النظافة الشخصية والعامة من الخارج أثناء الزيارات، إضافة إلى عدم كفاية ما يتم صرفه منها للنزلاء، وخاصة مع التكدس الشديد داخل الغرف والعنابر الاثني عشر الموجودة بالسجن، كذلك عدم نظافة مياه الشرب أو الاستحمام ونقائها؛ ما أدى لعدم توافر بيئة صحية مناسبة.

كما أفاد المحتجزون كذلك أن إدارة السجن تتعمد منع العلاج عن الحالات التي تظهر عليها الأعراض الجلدية المعدية، ما أدى إلى انتشارها بين المحتجزين.

وذكر عددا من المحتجزين بالسجن أن السبب وراء عدم سماح إدارة السجن بدخول الأدوية أو أدوات النظافة العامة والشخصية إلى تخوفها من احتمالية استخدامها في عمليات الانتحار التي قد يقدم عليها بعض المحتجزين؛ نتيجة الأوضاع المأساوية التي تصر إدارة السجن على إعاشة المحتجزين لديها فيها.


وحملت “لجنة العدالة” وزارة الداخلية المصرية ومصلحة السجون المسؤولية عن تردي أوضاع المحتجزين سياسيًا داخل مقار الاحتجاز والسجون التي يشرفان عليها، وتطالب بالتزام مصر بالعهود والمواثيق الدولية الموقعة عليها، وأهمها؛ قواعد مانديلا لحماية حقوق الأشخاص المحرومين من حريتهم، والتي اعتمدتها منظمة الأمم المتحدة كقواعد نموذجية دنيا لمعاملة السجناء.