كشف الباحث السياسي بلال نزار ريان عن أن ما قامت به الحكومة الأردنية من مسرحية وتضليل ومحاولة للتغطية على الجسر البري المفتوح لدعم للاحتلال يعبر عنها فقط ولا يمثل الشعب الأردني الأصيل.

وعبر @BelalNezar سجل بلال شهادة عن " الإنزال الأردني في شمال غزة أكتب شهادتي لله وللتاريخ " وقال:

◾️منذ أسبوع تواصل معي أحد الأصدقاء من طرف وسيط له علاقة بالجهات الرسمية الأردنية وبما أنني من شمال غزة طلب مني التواصل مع الجهات المعنية هناك لترشيح عدد من الساحات ليتم من خلالها إنزال مواد غذائية.
◾️تواصلت مع المعنيين في شمال غزة وتم ترشيح 5 مناطق مناسبة للإنزال الجوي، اعتذر الأردن عن جميع المناطق المرشحة وتحجج بعوامل غير منطقية.
◾️بعد يومين عاد الوسيط وأخبرنا بالتوافق على الإنزال في منطقة شرق مخيم جباليا "ساحة مسجد أبو حنيفة" شمال الإدارة المدنية سابقاً وكذلك في منطقة ثانية اختارها الأردن بشكل منفرد شمال غرب مدينة غزة "منتجع الواحة" وهي منطقة حدودية وخطيرة.
وأضاف: "تجهز الأهالي في المنطقتين مستبشرين ومهللين في ظل المجاعة القاتلة.
◾️للأسف خلال تجمع الأهالي في المنطقة الثانية "منتجع الواحة" تم استهدافهم من قبل طائرات الاحتلال بشكل مباشر ولم يتم إنزال أي مساعدات في المنطقتين المتفق عليهما ولا أي منطقة في شمال غزة.
◾️بعد فضيحة الإنزال وكذب الحكومة الأردنية تشاع أخبار أن مساعدات أردنية وصلت شمال غزة عبر الطرق البرية وأوكد حسب المصادر الميدانية أن ما وصل من شاحنات هي تابعة للمنظمات الدولية التالية WFP - WCK - UNRWA ولا علاقة للحكومة الأردينة بها من قريب أو بعيد.
 ◾️ما قامت به الحكومة الأردنية من مسرحية وتضليل ومحاولة للتغطية على الجسر البري المفتوح لدعم للاحتلال يعبر عنها فقط ولا يمثل الشعب الأردني الأصيل.
 أقول هذا على مسؤليتي الخاصة والله من وراء القصد

https://twitter.com/BelalNezar/status/1762416302549786812


وشاركه الصحفي يوسف الدموكي في مقال له عبر (اكس) بعنوان "مفاجأة.. من فضلكم توقفوا عن الإسقاط الجوي للمساعدات" مقدما 10 أسباب لذلك الطلب. 

وقال "الدموكي":
أولًا: حين عُرضت الفكرة، كان الغرض منها تحايل الدول والمؤسسات الدولية على حصار الاحتلال لغزة من جهته، ولكن مع إدخال مصر للمساعدات من طرفها من معبر رفح، لأن الذي يرسل طائرات حربية في الجو، لن يصعب عليه أن يفتح بابًا يحمل مفتاحه، ولماذا لا تسير تلك الطائرات فوق شاحنات المساعدات بالأسفل؟ فتمر المئات منها ولا يجرؤ الاحتلال على قصفها؟ ذلك ما يسمى بالحماية لا الدعوة إلى حرب.

ثانيًا: كان الغرض من إنزال المساعدات جويًّا أن تنزل بكميات كبيرة، ووفيرة، في نقاط محددة بالتنسيق مع المعنيًّين في غزة، حتى تُوزّع بنظام أكثر، أو حتى إن ألقيت فلتلقَ في نقاط كثيرة للأهالي، دون عناء تجمعهم في مكان واحد، ثم تقاتلهم على كيس الطحين.

ثالثًا: المكان الأكثر احتياجًا -وغزة كلها محتاجة- هو شمال غزة المنكوب، وإسقاط المساعدات هناك هو أقل ما يجب فعله تحية لصمود هؤلاء في بيوتهم، لولاهم لوجدنا معطيات مختلفة تمامًا؛ لكنك حين تتجاهل الشمال فذلك معناه أن تعاون الاحتلال في إجبارهم على النزوح جنوبًا، بواقع الجوع والفرار من المجاعة.

رابعًا: تلك الكميات الحقيرة، التي لا تعدل شاحنتين، من 500 شاحنة يحتاجها أهل غزة في اليوم، مهرب من العجز، ومن التواطؤ، ومن الخذلان، وإلقاءٌ للفتات، بتنسيق كامل ورضا مدهش من الاحتلال، ذلك لا يزعجه، لأنه سيلمعك أمام شعبك الذي يضغط عليك، بينما تفتح للعدو طريقًا برية في خاصرة بلادك.

خامسًا: الكميات المحدودة تسبب اقتتالًا بين الناس في الأسفل، تخيل أن تلقي مائة كيس طحين في موقعٍ لمائة ألف إنسان في مجاعة على الأقل، ماذا سيحدث؟ خاصةً أن ذلك يتواطأ تمام مع فكرة الاحتلال بعدم تسليمها لجهات مختصة توزعها، وتجنيب المعنيّين في غزة ذلك تمامًا.

سادسًا: المشهد، اللقطة، الصورة، كما يريدها الاحتلال تمامًا، ليس لأناس يتسلمون أدنى ما يستحقون في صفوف أو بوفرة من السماء، ولكن أمة من الناس يتهافتون على حبة أرز وذرة دقيق، وما خفي في ذلك من صراع بينهم وحرب المجاعات، وأن يحمي كل منهم نفسه من العصابات واللصوص في طريق عودته لبيته أو خيمته!

سابعًا: ذلك المشهد المهين يؤذي أهل غزة الأعزة، أكرم الناس وأسيادهم، أغناهم قلبًا وأعفّهم يدًا؛ لا يغرنّكم بضعه أشخاص رأيتموهم يثنون على النظام المترهل، ويشكرونه، ذلك شكر المحتاج رغبةً في لقمة أخرى، وذلك حقه ولا ينقصه شيئًا، لكن أهل غزة -ومن قلب محنتهم- يدعون على ذلك المجرم ليل نهار، ويسبّون من يسبب ذلك المشهد القاسي على الشاطئ.

ثامنًا: غزة ليست كروما خضراء في ستوديو بمدينة هوليوود حتى يلتقط الملك الإنفلونسر فوقها لقطاته المكررة المبتذلة، ببطولاته الوهمية الفارغة، ومعه صبية إنفلونسرز يظنونها رحلة شوي فوق محرقة! تلك مذبحة وإبادة ومسلخ وجريمة كبرى هؤلاء متواطئون فيها فاستحِ على ما تبقى من دمك! ولا الآخر حارس المعبر المدهنن، الذي لم يتحمل رؤية لقطةٍ تؤخذ من دونه فصعد ليشاركها، بينما يسجن ملايين الأطنان في الأسفل.

تاسعًا: كل من يقول إن شيئًا أفضل من لا شيء، أو يتطوع للدفاع عن حاكمه في هكذا مهزلة، أو يظن من ينتقد نظامه فإنما ينتقد شعبه وأرضه، ومن يثني على هكذا خطوات تلميعية، ويظنها بطولةً بدلًا من المطالبة بفتح جسر أكثر احترامًا ووفرة، وقطع طريق ينجّس الأرض الطاهرة، في أي بلد كان، فوالله ليقفنّ أمام الله ويُسألن عن أهل غزة مثل من أيده.

عاشرًا: ذلك الواجب ليس واجب دول الجوار فقط، وإن كان جورها أنكأ وأعظم وأظلم؛ لكن الجميع مسؤول، وكل الأنظمة ستحاسب أمام الله والتاريخ، والمجاعة والإبادة والمذبحة أكبر وأعظم وأوسع من تنسيقات بائسة ومصالح ثنائية ضيقة، وأهل غزة لن يدعوا مجرمًا يفلت أمام الله، والله ناصرهم، وستعود غزة رغم أنوف جميع من عادوها، ومن اعتادوها، ومن بين هذا وذاك خانوها.

https://twitter.com/yousefaldomouky/status/1762754062418592030