حذّر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة من أنّ النقص المُقلق في الغذاء وسوء التغذية المتفشّي والانتشار السريع للأمراض، هي عوامل قد تؤدي إلى "ارتفاع كبير جدًا" في عدد وفيات الأطفال في قطاع غزة.

وأكد في تقريره بعنوان "الضعف الغذائي وتحليل الوضع في غزة"، أنّ "الارتفاع الحاد في معدلات سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات في قطاع غزة يُشكّل تهديدات خطيرة على صحتهم".

 

سدس أطفال غزة دون الثانية يعانون سوء التغذية الحاد

نفاد حليب الرضع في غزة يدفع الأمهات لبدائل غير صحية (فيديو) | أخبار طوفان  الأقصى | الجزيرة مباشر

وذكر التقرير أنّ فحوص التغذية التي أُجريت في مراكز الإيواء والمراكز الصحية في شمال القطاع، وجدت أنّ 15.6% أو واحد من كل ستة أطفال دون سن الثانية يعانون سوء التغذية الحاد. ومن بين هؤلاء، يعاني حوالي 3% من الهُزال الشديد، وهو أكثر أشكال سوء التغذية تهديدًا للحياة، مما يعرّض الأطفال الصغار لخطر المضاعفات الطبية والوفاة ما لم يتلقوا علاجًا عاجلًا".

 

من يُوقف تجويعنا؟

كما أعلن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، أنّه أوقف مؤقتًا تسليم المساعدات الغذائية إلى شمال غزة حتى تسمح الظروف بتوزيع آمن.

يأتي ذلك بينما تشتدّ المجاعة في شمال قطاع غزة، جراء انقطاع الدقيق والمواد الغذائية الأساسية، ومنع الاحتلال دخول المساعدات إلى القطاع المحاصر بالتزامن مع الغارات الإسرائيلية المكثّفة.

ويترافق ذلك مع دعوات لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 4 أشهر، وضرورة إنقاذ سكان القطاع والسماح بدخول المساعدات التي تخفّف من هذا الوضع الكارثي.

وفي هذا الإطار، تظاهر عشرات الأطفال أمام المستشفى الإندونيسي في مخيم جباليا، ضد سياسة التجويع التي تنتهجها حكومة الاحتلال ضدّ أهالي القطاع.

وحمل الأطفال لافتات يطالبون فيها بـ"رفع الظلم والقهر عنهم"، وسألوا دول العالم : "من يوقف تجويعنا؟".

الأمم المتحدة: سكان غزة بأكملهم سيواجهون أزمة جوع عالية المستوى

 

مزيج قاتل من الجوع والمرض

 

وسبق لبرنامج الأغذية العالمي أن أوقف قبل ثلاثة أسابيع إرسال المساعدات الغذائية إلى شمال غزة، بعد ضربة إسرائيلية أصابت شاحنة له.

وفي بيانه، أكد برنامج الأغذية أنّ قرار وقف تسليم المساعدات إلى شمال قطاع غزة "لم يتمّ اتخاذه باستخفاف" كونه يُدرك أنّه "يعني تدهور الوضع أكثر هناك، وأن عددًا أكبر من الناس سيواجهون خطر الموت جوعًا".

وأوضح أنّه ملتزم بشدة بالوصول بشكل عاجل إلى الأشخاص اليائسين في جميع أنحاء غزة، لكنّه في الوقت نفسه أشار إلى ضرورة ضمان السلامة والأمن اللازمين لتقديم المساعدات الغذائية الحيوية، وللأشخاص الذين يتلقّونها.

وأضاف أنّ أحدث التقارير تُشير إلى انزلاق غزة الحاد إلى الجوع والمرض، حيث أصبحت الأغذية والمياه الصالحة للشرب شحيحة بشكل لا يصدق، وانتشرت الأمراض، مما يعرض تغذية النساء والأطفال ومناعتهم للخطر.

من جهته، وجد تقرير صادر عن "اليونيسف" ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي، أنّ ما لا يقل عن 90% من الأطفال دون سن الخامسة في غزة يُعانون مرضًا معديًا أو أكثر.

وقال مايك راين المكلّف بالأوضاع الطارئة في منظمة الصحة العالمية: إنّ "الجوع والمرض مزيج قاتل".

وحتى الثلاثاء، خلَّفت الحرب الإسرائيلية على غزة "29 ألفًا و195 شهيدًا و69 ألفًا و170 مصابًا، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض"، بحسب السلطات الفلسطينية.

وللمرة الأولى منذ قيامها في عام 1948، تخضع إسرائيل لمحاكمة أمام محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة؛ بتهمة ارتكاب جرائم "إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين.