أكد متابعون أن ما نشره الموقع الرسمي لوزارة الدفاع المصرية تحت عنوان "وثائق نادرة عن حرب أكتوبر 1973 " وأن ديباجة برامج مساء فضائيات الانقلاب وأذرعه الإعلامية التي أعلنت أن "الوثائق تتعلق بالتخطيط الإستراتيجي للحرب، وإدارة الحرب بمراحلها حتى وقف إطلاق النار وغير ذلك" هي وثائق منشورة قبل سنوات عبر رابط معروف من قبل وليس جديد.
 

واعتبر أحد المعارضين وهو "محمد أبو سويلم" أنها خدعة الوثائق السرية النادرة (لا طلعت سرية ولا نادرة).


وأضاف ساخرا من عبارة نشر "وزارة الدفاع المصرية تنشر وثائق (سرية نادرة) عن حرب أكتوبر 1973"!


وافترض @bookishhhh أن ".. الجماعة مش فاهمين يعني ايه نشر وثائق سرية.. الوثائق المنشورة ليس فيها اي جديد لأنها محتواها نُشر في مذكرات وكتب ".


وأضاف أن "الأغرب هو غياب إسم الفريق سعد الدين الشاذلي عن اي وثيقة مع تكرار نشر وثائق موقعة من الفريق الجمسي .. - فيه ثقوب وفجوات كبيره في الوثائق - مش ممكن تنشر وثائق اكتوبر وتقول عليها سريه في غياب وثائق تتعلق بأوامر السادات لتطوير الهجوم شرقاً نحو المضايق رغم اعتراض القادة ".


وتساءل أبو "سويلم": " فين وثائق ثغرة الدفرسوار و حصار الجيش الثاني الميداني ..   يا جماعة عاوزين نعرف مين اللي كذب علينا، السادات ولا الشاذلي؟".


رابط الموقع للأطلاع على الوثائق غير السرية (هنا)

 

دعاية ممجوجة

ورغم كبر سنه إلا أن أغلب الفضائيات استضافت مدير الشؤون المعنوية السبق اللواء سمير فرج تحت صفة "خبير عسكري"   هو مدير الأوبرا السابق !! ليحتدث عن "سر نشر القوات المسلحة المصرية وثائق حرب أكتوبر".


وقال اللواء سمير فرج مدير الشؤون المعنوية الأسبق وعضو لجنة نشر وثائق ح.رب أكتوبر: "ليس هناك مغزى أو إيصال رسالة بعينها من نشر والوثائق المتعلقة بح.رب أكتوبر وغيرها من قبل وزارة الدفاع المصرية"، مشيرا إلى أن مصر تبث هذه الوثائق إلى الجيل الجديد الذي لم يعاصر ح.رب أكتوبر، ولن نكتفي بالصور القديمة وحسب، ولكن أخرجنا الوثائق المعبرة بالفعل عن القوات المسلحة في الح.رب بعد 50 سنة.".

 


ذكرى وفاة الشاذلي

الغريب أنه قبل أيام مرت ذكرى وفاة الفريق أول سعد الدين الشاذلي وتحديدا في 10 فبراير من عام 2011 مرت ذكرى رحيلهوهو من أعظم رجال العسكرية المصرية، ومؤسس سلاح المظلات، والبطل الذي وضع خطة حرب أكتوبر (رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية في الفترة ما بين 16 مايو 1971م، مرورا بحرب أكتوبر 1973م، وحتى 13 ديسمبر 1973م) مرور الكرام ودون ذكر مجددا في إعلام الانقلاب.


ومات الشاذلي في خضمّ أحداث 25 يناير، وقبل تنحِّي مبارك بيوم واحد، ولذا لم يعرف العامة بموته، بسبب انشغال وسائل الإعلام بميدان التحرير..


والشاذلي تحصص في تصحيح المفاهيم والإستراتيجية في الإسلام، وتفاخره واعتزازه بدينه، والقراءة السليمة للآيات القرآنية؛ لم أجده ولم أسمعه من رجال دين كبار عرفتُهم وحاورتُهم. 


ويعيد الباحث في الشأن العسكري محمود جمال بعض كلماته في مذكراته عن حرب أكتوبر التي تجاهله العسكر ومنها ما نشره مرات عبر @mahmoud14gamal "عندما يكون معيار الولاء وليس معيار الكفاءة هو المعيار عند تعيين المسؤولين، فلا لأحد من هؤلاء ليُعبِر عن رؤيته الشخصية تجاه الأحداث فجميعهم ينقلون رؤية الحاكم الذي جعلهم في مناصب وصلوا لها بالولاء بالرغم من ضحالة كفاءتهم  وسطحية تفكيرهم، هذا واقع كل الدول المستبدة.".


وردا على إشاعة لجان الشؤون المعنوية الالكترونية أن السيسي أعاد نشر وثائق أكتوبر ليعد الشعب للحرب كذبهم محمود جمال وقال: "إذا كان نظام السيسي جاد منذ أول يوم من بدء الحرب على غزة والذي من المفترض انه كان على يقين بمخطط العدو للتهجير طبقًا لتقديرات هيئة الإستخبارت الحربية بقيادة ل.أ.ح شريف فكري والذي من مهام اختصاصاتها رفع تقديرات للأحداث التي تهدد الامن القومي أن يقوم بالتالي:


إعلان التعبئة العامة ونشر وحدات الجيش الثالث المختلفة على كامل الحدود مع الأراضي المحتلة وفرض دخول كافة المساعدات للقطاع لكي يستطيع أهل القطاع أن يصمدوا وأن لا يضطروا للذهاب الى أي مكان لتفادي الموت قصفًا او جوعًا وعطشًا وأن يطرد سفيرة الصهاينة ويسحب سفيره.".


وأكد "جمال" أنه "هذا ما لم يفعله نظام السيسي وما قد تم كشفه عن تجهيزات لأراضي داخل سيناء لإستقبال أهل القطاع فهذا ليس سيناريو أسوأ للتعامل مع الأحداث الحالية تم وضعه بل له مسميات أخرى معيبة ومشينة".


وعبر منصات فضائيات الانقلاب يروج الأذرع إلى أن الوثائق تتضمن التخطيط الاستراتيجي العسكري لحرب أكتوبر وكذلك ادارة الحرب بمراحلها حتى وقف اطلاق النيران وأنها صادرة عن الموقع الرسمي لوزارة الدفاع تتضمن كيفية تصفية الثغرة بالاضافة لفض الاشتباك وانسحاب القوات الاسرائيلية وكذلك بعض مذكرات القادة حرب أكتوبر.


ويروجون إلى تضمن الوثائق مستندات عن الضربة الجوية والتمهيد النيراني وعبور قناة السويس وتدمير خط بارليف والضربة الجوية والتمهيد النيراني وعبور خط بارليف (بور توفيق - القنطرة) وتكوين رؤوس الكباري وصد الهجمات المضادة للعدو، وبناء رؤوس الكباري وصد الاحتياطات المدرعة وتكوين رؤوس الكباري وصد الهجمات المضادة للعدو، ودمج رؤوس كباري داخل نطاق الجيوش الميدانية


وثائق صهيونية

ولفت متابعون إلى أنه كان من الأولى نشر الوثائق القديمة أو الإشارة إليها في أوقات سابقة سواء في أكتوبر الماضي حيث كان ذلك حينه أو في 8 أكتوبر 2021 عندما نشرت "إسرائيل" ومعها حلف شمال الأطلسي "الناتو" وثائق سرية تخص حرب أكتوبر وذلك بالتزامن مع حلول الذكرى 48 لحرب أكتوبر!


ووقتئذ، قال مكتب رئيس الحكومة "الإسرائيلية"، نفتالي بينيت، في بيان له، إن المستندات تشمل 1292 صفحة، وتضم 14 ملخصًا لجلسات الحكومة أثناء إدارة الحرب، و21 ملخصًا تتعلق بالاتصالات الدبلوماسية والعسكرية، وكذلك 26 ملخصًا من ديوان رئاسة الوزراء. 


وأضاف وفي هذا السياق، نشر الأرشيف الإسرائيلي نسخة إلكترونية من المستندات باللغة العبرية، ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن إحدى الوثائق ما أفاد بمناقشة قادة سياسيين وأمنيين إسرائيليين نية مصر خوض الحرب قبل موعدها بعشرة أشهر كاملة، مضيفة أن ذلك كان بعد أن حصلت إسرائيل على معلومات من المستشار المقرب من الرئيس المصري أنور السادات أشرف مروان (صهر الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر) الذي كان يتعاون مع الموساد.


وأضافت الهيئة: «في الجلسة برزت اختلافات بين المسؤولين حول إمكانية اندلاع الحرب. واعتقد رئيس الموساد، تسفي زامير، أن الرئيس السادات يخضع لضغوطات كبيرة، وبالتالي من الصعب معرفة خططه، إلا أن وزير الدفاع، موشيه دايان، رجح ألا تشن مصر حربًا شاملة بل معارك استنزافية فقط».


في سياق مشابه، نشرت «بي بي سي» تقريرًا عن دراسة اطلعت عليها، كانت قُدمت من قبل قيادة الناتو (حلف شمال الأطلسي) لمنطقة وسط أوروبا إلى الحلف بعد الحرب بشهور قليلة، جاء فيها العديد من التفاصيل عن ملابسات الحرب، ودور الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي في دعم طرفيها. 


وكشف التقرير عن أن السوفييت هم من نصحوا الرئيس الأسبق محمد أنور السادات باختيار يوم عيد الغفران لعبور المجرى الملاحي لقناة السويس وبدء الهجوم على المواقع الإسرائيلية. وفسّر «أظهر التحليل العربي، المصحوب بإرشاد من جانب مستشاريهم الروس، لحرب يونيو 1967، أنه إذا أراد العرب تحقيق أي نوع من النجاح ضد الإسرائيليين، فلا بد أن يضمنوا أن تكون المفاجأة كاملة عن طريق: أولًا، إخفاء نواياهم العدائية عن طريق تهيئة موقف سياسي وعسكري لا يؤدي إلى شن هجوم إسرائيلي استباقي وقائي، ثانيًا: شن هجومهم قبل استكمال التعبئة الإسرائيلية».


وتقول نتائج الدراسة المقدمة لقيادة الناتو في مارس 1974 إن «أقمار الاستخبارات السوفييتية الاصطناعية تُطلق عادة بمعدل 2 أو 3 مرات كل شهر، ولكن في الأيام الـ17 بداية من 3 أكتوبر، أُطلِقت 7 أقمار لتغطية الشرق الأوسط، ووُضع (القمر) الأول في المدار قبل الهجوم بثلاثة أيام»، مشيرةً إلى أن «الاتحاد السوفييتي قد يكون على علم أكبر بكثير مما كان يُظَن، بخطط السادات وهو ما يجعلهم يستحقون قدرًا أكبر من الاعتراف بفضلهم».

وتضيف أن «الأقمار الاصطناعية السوفييتية مكنت العرب، قبل العمليات القتالية، من التأكد من الترتيبات الإسرائيلية في سيناء، ومن أن يروا لاحقًا بعد أن بدأ الإسرائيليون في التحرك غربًا، التهديدات التي تتعرض لها القاهرة».

وأجرت الدراسة مقارنة بين الدورين الأمريكي الداعم لإسرائيل والسوفييتي الداعم لمصر وسوريا، مشيرة إلى أن «الجيش الأمريكي نفذ 570 مهمة عسكرية على مدار 13 ألف ساعة طيران حملت 22 ألف طن من الأسلحة المتطورة إلى إسرائيل».

وأضافت «تمتلك الولايات المتحدة طائرات نقل بحمولة أكبر من حمولة الطائرات السوفييتية. وكان باستطاعتها حمل معدات أثقل بكثير بما فيها دبابات إم-60 ومدافع 175 مم و155 مم. وأرسلت أيضًا 92 طائرة سكايهوك وفانتوم إلى إسرائيل، وذخيرة إم 175، صواريخ تاو المضادة للدروع، صواريخ جو/ جو سايدويندر وطائرات سوبر هوك كاملة التجهيز وأسلحة موجهة ومعدات حرب الكترونية وقنابل ذكية».