تتزايد الضغوط الداخلية والخارجية على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ظل انقساماتٍ حادةٍ وخلافاتٍ متصاعدة ظهرت للعلن جراء الحرب الصهيونية على غزة، واختلاف المواقف السياسية بين نتنياهو وحكومة الحرب فيما يتعلق بالأسرى الإسرائيليين، وصفقة الهدنة ووقف الحرب مع حماس والمقاومة الفلسطينية، إضافة إلى تظاهرات ومعارضة أهالي الأسرى لسياسة نتنياهو التي تتاجر بدماء أسراهم نظير الانتصار على حماس.

وقال نتنياهو، إن تل أبيب لن توافق على مطالب حركة حماس للتوصل إلى صفقة هدنة وتبادل أسرى، بينما أصر على تنفيذ عملية عسكرية في رفح جنوبي قطاع غزة.

وصرح نتنياهو، في مؤتمر صحفي عقد في القدس، أمس السبت، بأن "مطالب حماس (حول صفقة الهدنة وتبادل الأسرى) جنونية، إنهم يريدون تحقيق هدف واحد، وهو هزيمة إسرائيل".

وأضاف: "من الواضح أننا لن نوافق عليها، عندما تتنازل حماس عن هذه المطالب، يمكننا المضي قدمًا".

وتابع: "لدينا القوة الكافية لتدمير قوة حماس في غزة، علينا أنّ ندمر معظم كتائبها، ولقد قمنا بقطع شوط كبير فيما يخص ذلك"، وفق تعبيره.

 

مشاحنات بين نتنياهو ورئيس الأركان بشأن عملية رفح

وذكرت القناة 13 الإسرائيلية بوقوع مشاحنات بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان هرتسي هاليفي بشأن عملية رفح.

وأضافت القناة الإسرائيلية أن نتنياهو ينوي تحميل المنظومة الأمنية مسؤولية تأخير عملية رفح العسكرية.

 

تظاهرات تطالب بتنحي حكومة نتنياهو

متظاهرون مناهضون للحكومة ينظمون مظاهرات صامتة في تل أبيب والقدس في أعقاب  هجومين - تايمز أوف إسرائيل

وفي السياق ذاته، تظاهر آلاف الإسرائيليين، بعدة مدن للمطالبة بتنحي حكومة بنيامين نتنياهو، وإجراء انتخابات مبكرة والإفراج عن الأسرى المحتجزين في غزة، بينما اعتقلت الشرطة 4 متظاهرين أمام منزل نتنياهو في مدينة قيسارية، وفق إعلام إسرائيلي.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إنّ "آلاف الإسرائيليين في أنحاء البلاد، خرجوا للمطالبة بتنحي الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة بشكل فوري، وإبرام صفقة تؤدي إلى الإفراج عن الأسرى المحتجزين في غزة".

ووفق الهيئة تظاهر آلاف الإسرائيليين في ساحة كابلان وسط تل أبيب، وأغلقوا الشوارع المحيطة به.

كما تحدثت الهيئة عن “مظاهرة حاشدة في تل أبيب لمطالبة الحكومة بالتوصل إلى صفقة تبادل تضمن إعادة كافة المخطوفين، ومظاهرتان قبالة منزلي نتنياهو في القدس”.

بدورها، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” أن “حوالي 3000 إسرائيليً تظاهروا عند تقاطع حوريف في مدينة حيفا، مطالبين بتغيير الحكومة فورًا، ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها: الانتخابات الآن”.

وهددت الشرطة باستخدام القوة وتنفيذ اعتقالات في صفوف المتظاهرين في تل أبيب، حال استمرار إغلاق الشوارع.

كما أغلق أهالي الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، الشارع المقابل لمقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في منطقة "الكرياه"، وسط تل أبيب، بحسب الهيئة.

وفي مدينة قيسارية، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية 4 أشخاص خلال تظاهرة أمام منزل نتنياهو شارك بها المئات، بحسب صحيفة "يديعوت أحرنوت".

ويتظاهر الإسرائيليون بوتيرة يومية للمطالبة بتنحي حكومة نتنياهو والإفراج عن الأسرى، لكن التظاهرات المركزية تنظم مساء كل سبت في أنحاء البلاد.

 

أهالي الأسرى: نتنياهو يقدم مصالحه السياسية

وقال أهالي الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، خلال اعتصامهم أمام مقر وزارة الدفاع وسط مدينة تل أبيب، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لا يسمع صوتهم ولا يعطي أولوية سوى لمصالحه السياسية.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" عن قريب أحد المحتجزين في غزة، في مؤتمر صحفي عقد خلال المظاهرة التي نظمت في الشارع المقابل لمقر وزارة الدفاع قوله: "نتنياهو، أخرج السياسة من غرفة المفاوضات، لا تعطي مصالحك السياسية أولوية عوضا عن حياة المحتجزين".

وقال قريب آخر لأحد المحتجزين في غزة: "ذهبنا نحن أهالي المحتجزين إلى محكمة لاهاي من أجل إسرائيل، وأنت رئيس الوزراء لا ترسل ممثلا إلى القاهرة لإجراء المفاوضات؟"

واتهم الأهالي في كلمات أخرى نتنياهو، بالتخلي عن الأسرى المحتجزين، وطالبوه بعقد صفقة حالًا مع حركة حماس للإفراج عنهم.

والخميس، أعلنت عائلات الأسرى المحتجزين في غزة، تصعيدهم ما وصفوها بـ"الإجراءات النضالية" للضغط على حكومة بنيامين نتنياهو للإفراج عن أبنائهم.

“موديز” تخفض التصنيف الائتماني لإسرائيل

خفّضت وكالة “موديز” إحدى وكالات التصنيف الثلاث الكبرى في العالم، إلى جانب “ستاندرد آند بورز” و”فيتش”، التصنيف الائتماني لـ “إسرائيل” من “إيه 1” إلى “إيه 2″، مع نظرة مستقبلية سلبية، بحسب بيان للوكالة رصدته “قدس برس”.

وحاول رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، التخفيف من تأثير القرار، زاعما أن “اقتصاد إسرائيل متين، وخفض التصنيف الائتماني سببه أننا في حالة حرب”، بحسب ما نقلته عنه وسائل إعلام عبرية.

وكشفت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها أمس السبت، أن وكالة “ستاندرد آند بورز”، تخطط لتحديث تصنيفها الائتماني لـ “إسرائيل” في 10 مايو المقبل، ونقلت عن محللي الوكالة قولهم إنه “يمكننا خفض التصنيفات الائتمانية لإسرائيل إذا اتسع الصراع على نحو ملموس، مما يزيد المخاطر الأمنية والجيوسياسية التي تواجهها إسرائيل”.

وينعكس التصنيف الائتماني على قدرة الدول على الحصول على القروض والتسهيلات المالية، ومدى الثقة بقدرتها على الوفاء بالالتزامات المالية في موعدها.

 

وقف كامل للعدوان الإسرائيلي

إسماعيل هنية: نقترب من التوصل لاتفاق هدنة بغزة

وفي وقت سابق السبت، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، إن "المقاومة الفلسطينية لن ترضى بأقل من الوقف الكامل للعدوان الإسرائيلي وانسحاب جيش الاحتلال خارج غزة والالتزام بإعادة الإعمار" من أجل التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى.

وأفاد هنية، في بيان، بأن "حماس استجابت طوال الوقت بروح إيجابية ومسؤولية عالية مع الوسطاء من أجل وقف العدوان على شعبنا وإنهاء الحصار الظالم والسماح بتدفق المساعدات والإيواء وإعادة الإعمار".

والثلاثاء الماضي، عقدت جلسة مفاوضات في القاهرة بشأن مقترح صفقة جديدة لتبادل الأسرى، لكنها انتهت دون تحقيق أي اختراق.

ورغم تحذيرات إقليمية ودولية من أي اجتياح إسرائيلي لرفح، قال نتنياهو: "الذين يريدون منعنا من شن عملية عسكرية في رفح، يريدوننا أن نخسر هذه الحرب، لن أسمح بذلك". واعتبر أن "هناك مجالًا كبيرًا لإجلاء المدنيين في منطقة رفح حتى نتمكن من شن عملية عسكرية".

وفي وقت سابق السبت، ذكرت "قناة 12" العبرية، أن نتنياهو، سيعرض على حكومته الأسبوع المقبل، خطة هجوم الجيش الإسرائيلي على مدينة رفح.

وتعلن إسرائيل حاليًا عزمها اجتياح رفح بالمنطقة الجنوبية المكتظة بالنازحين، بعد أن أخرجت سكان الشمال بالقوة ووجهتهم إلى الجنوب بزعم أنه "منطقة آمنة".

وتتصاعد التحذيرات الإقليمية والدولية بشأن القصف الإسرائيلي على مدينة رفح مع الاستعداد لاجتياحها بريًا، وخطورة ذلك على مئات آلاف النازحين الذين لجأوا إليها كآخر ملاذ أقصى جنوب القطاع.

وفيما يخص المفاوضات مع الفلسطينيين قال نتنياهو، إن إسرائيل "لن تخضع للإملاءات الدولية فيما يتعلق بالتسوية المستقبلية مع الفلسطينيين".

وأضاف: "إسرائيل تحت قيادتي ستواصل معارضتها القوية للاعتراف الأحادي بالدولة الفلسطينية".