هروبا من اتهام الانقلاب والعسكر وقادته بالمسؤولية عما آلت إليه الأوضاع البائسة والجوع الذي يتعرض له الشعب المصري، وجهت بعض الأقلام مجددا سهامها لجماعة الإخوان المسلمون متهمة لقطاع بالشماتة من نكبة الشعب الاقتصادية على سبيل "ما احنا قلنا لكم" متحينين غضب الشعب لتوجيهه إلى فصيل مصري لم يبق في السلطة سوى عام واحد وغادرها قبل 11 عاما.
 

الإعلامي حمزة زوبع وعبر (اكس) @drzawba كتب مقالا بعنوان "بل دفاعا عن الإخوان"، وقال إن "الحديث عن شماتة الإخوان في الوضع الاقتصادي كلام معيب وغير حقيقي لأن الإخوان كانوا ولا يزالون حريصين على مصر وشعبها ويؤلمهم ما يجري على أرضها ولشعبها ولهم عائلاتهم التي تعاني مع الشعب في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية المنهارة".

 
وأوضح أن دفاعه "..لا ينفي أن تكون هناك أصوات تتحدث عن أن الذين خرجوا وهللوا ومهدوا للخروج على السلطة في الثالث من يوليو  ٢٠١٣ وسكتوا وصفقوا حين  ذبح الاخوان وغيرهم من مؤيدي الثورة فلا يعني أن هؤلاء ضد الشعب وأربأ بهم أن يكون هذا غرضهم أو مقصدهم وإن فعلوا فهم مخطئون قولا واحداً فالشعب المصري الذي خرج في الثورة وجاء برئيس من الاخوان ووقف ضد الانقلاب يستحق الإشادة والتضحية من أجل عودته لمكانته الصحيحة والمستحقة بين الأمم".


ويبدو أن "زوبع" قصد قلما بعينه حيث واصل قائلا: "لا يمكن لباحث أو صحفي محقق يحترم عقول الناس أن يأتي بتصريح واحد لجماعة الاخوان أو تنظيمها ( تنظيماتها) يقول بالشماتة او يظهر الفرح لأن الغلاء عم  والبلاء اشتد وعلى الأقل لم أر مثل ذلك ولم أطلع على مثل هذا الكلام الذي يحاول البعض إلصاقه بالإخوان من أجل استمرار شيطنتهم بالباطل"، بحسب رأيه. 


وأشار إلى أن "الإخوان ليسوا في عزلة وليسوا في جيتو منعزل بل في قلب الوطن يعيشون مع الشعب يتألمون كما يتألم، فعائلاتهم أكثر من نصفها في أحضان الوطن والثلث في السجون و قلة منهم في المنافي ، فلا داعي لإلصاق كلام معيب بهم دول دليل ولا داعي للقول بأنهم قوة معزولة أو منعزلة ولو فتحت نافذة الحرية فسيعلم الجميع من هم الإخوان و كيف أنهم في القلب وملء السمع والبصر وانهم جنبا إلى جانب مع الشعب لا يتقدمون عنه خطوة ولا يتأخرون عن تلبية النداء".

وعن ارتباط الأوضاع السياسية بالاقتصادية وتبخر مزاعم "الجمهورية الجديدة" اتلتي أكلقها السيسي ختم زوبع مقاله بأمنية من مصر ".. بلادي التي ظلمتني واعتقلت أخي ظلما منذ قرابة الخمس سنوات و أصدرت بحقي أحكامًا غيابيا على أفعال لم ارتبكها و تهما لا يسعفها دليل مادي واحد كل خير وأتمنى لشعب مصر كل الخير والرفاهية ، تلك الرفاهية التي وعد بها في ميادين الخطابة والمظاهرات الممولة من رجال الاعمال مسلمين ومسيحيين ثم لم نسمع عنها شيئا وبتنا اليوم نقارن بين مصر والصومال ومصر وغزة بعدما كنا نسمع عن الجمهورية الجديدة وحاجة تانية و تالتة ورابعة ناهيك عن نور العيون وتحيا مصر.. اتقوا الله".

https://twitter.com/drzawba/status/1755256195374289380


رؤية استشرافية

الدكتور مصطفى جاويش وكيل وزارة الصحة الأسبق وعبر @drmgaweesh وجه إلى "كثرة تداول مقولة الشيخ سلمان العودة فك الله أسره" والتي قال فيها "أيها المستشرفون بقتلهم أكلت عليكم غمة لا تكشف" وأضاف "جاويش"، ".. كانت رؤية استشرافية منذ سنوات،  وليست شماتة فى واقع يعانى منه الجميع فى مصر سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو لا دينيين".


وأضافت سمسم سالم @smsm_salem96106 أنها "لا إسلامية ولا حاجة بس أيام شماتة الناس في الدم مكناش بنسمع نفس السردية، أنا لو هاكل عيش وملح هفضل شمتانة في اللي وزعوا رز بلبن على دم بشر مشافوش منهم غير إنهم كانوا بيعملوا أعمال خيرية.. ودي سنة ربنا في أرضه اللي بيرضى بالظلم لازم يدوقه".


واتفقت غادة @70ghada مع الدكتور "زوبع" وقالت: "تلك الشماتات لم تصدربها بيانات من جماعة الإخوان أو تحدث بها أحد قادتها.. أما عن الأفراد المنتسبين أو ذات التوجه أو متعاطفين فيحق لهم أن يعبروا عن مشاعرهم عادي ولا تبخسهم حقهم وقد شُرع لهم.. ربما لا تكون شماتة بقدر تأمل وفرح لعدل الله.. لكن المدهش لم نجدهذا الخطاب وقت شماتة القوم في دمهم".

واستحضر حساب @eqabzal موقف لغير الإخوان من مثل النكبات قائلا: "لقد سجد الشيخ الشعراوي رحمه الله لما وقعت هزيمة 1967 لا لأن الشيخ يحقد على الشعب ولكن حتى لا يقال للباطل انتصر فيضل فئام من الناس عن طريق الحق".

وكتب @biboman54، عن القلم المشيطن للإخوان "تتحدث استاذنا الفاضل و كأنه صدر بيان رسمى من جماعه الاخوان المسلمين يتضمن شماتة فى من عذبوهم ..الناس الذين اكتتوا بنار الغلاء الذى يفوق قدرتهم و انا منهم هم من يشمتون و لو انك مكاننا و لا تستطيع أن تلبي حاجاتك لعشرة ايام فقط فستشمت مثلهم .لكنك ألقيت التهمه".

كريم السنهوري @k_elsanhoury قال: "علي الرغم انني معارض في فترة حكم الإخوان ولاول مرة اشعر ان لي صوت يسمع  شعوري ان صوتي له قيمة!! لكن ماذا يفعل كل من فقد عزيز او غالي سواء بالموت او المعتقل او في المهجر، ولا ننسي عندما كانت الدماء تسيل في الشوارع وجثث متفحمه وبعض الناس ترقص وتغني تسلم الأيادي".


وكان جمال سلطان @GamalSultan1 كتب عبر (اكس)، "تكرار قطاع من الإسلاميين إبداء الشماتة في معاناة الشعب من الغلاء وسوء الأحوال، ونسبة ذلك إلى لعنة الدم والشعب الذي خذل مرسي ... إلخ، بعيدا عن كونه خطاباً شديد السطحية وغير أمين في تقييم الواقع وقتها، واعترافاً مجانياً بأن غالبية الشعب كانت ضدهم، إلا أنه ـ فوق ذلك ـ خطأ سياسي فادح، بل انتحار سياسي، بقدر ما هو استهتار أخلاقي، فهو خطاب ينزع عن أصحابه شرعية الحديث باسم الشعب أو تمثيله أو أمانة الدفاع عن مصالحه وقضاياه، بل يضعهم في موقع الخصومة الثأرية مع الشعب، كما أنه تعبير عن إحباط وإفلاس وعدمية سياسية تخدم النظام القائم وتدعم استمراريته". 


التلاحم الشعبي


وفي آخر بيان صدر عن جماعة الإخوان المسلمين في شهر شعبان الجاري موقع باسم القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، د. محمود حسين، حث المصريين في هذه اللحظات العصيبة من كارثة مصر الاقتصادية إلى "التلاحم والتراحم بين كل مكونات الشعب وبذل الطاقة؛ لتخفيف المعاناة عن المتضررين من هذه الكارثة".


 
وأضافت أن "العمل لإنهاء هذه الحقبة البائسة من تاريخ مصر يستوجب تعاون وتكاتف كل القوى المجتمعية من نُخب سياسية وفكرية ومؤسسات شعبية ودينية والتي يأتي الأزهر الشريف في المقدمة منها، إسنادًا للشعب المصري في محنته والاضطلاع بالدور الواجب لإنقاذه مما وصل إليه".


وجددت الجماعة في بيانها تأكيد أن "الجماعة- وهي جزء أصيل من نسيج الشعب المصري لا تتقدم عليه ولا تتأخر عنه".

وشددت الجماعة على أن هذه الجهود في التلاحم والتراحم "إلى أن يختار الشعب اللحظة الحاسمة التي يعلن فيها موقفه ويسترد فيها إرادته، وينفض عنه غبار الظلم والفساد، ويستعيد فيها ما سلبه الانقلاب منه من معاني الحياة العزيزة الكريمة" مذكرة بغلبة قدر الله (إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)- (الطلاق: 3)..

وعن رؤيتها لمستوى الكارثة أوضحت أنه ".. بات الواقع أكثر خطورة مما توقعه خبراء الاقتصاد وأشد ضراوة على المواطنين مما تخوَّف منه الجميع، فاختفت الطبقةُ الوسطى أو كادت، وتجرع أصحابُها مرارة الفقر والحاجة، وانسحقت الطبقة الفقيرة وباتت تنتظر مصيرَها إلى المجهول، بل وحتى الأغنياء يتابعون تراجعَ قيمة مدخراتهم وسط حالة من العجز عن الحفاظ على ممتلكاتهم".


وأثبتت الإخوان المسلمون أن الشعب المصري أدرك اليوم الحقيقة الساطعة التي تشير إلى "أن نظام الانقلاب الفاقد للشرعية هو من أجرم في حقهم وصادر حرياتهم ورهن إرادتهم وفرط في ثرواتهم واقتصادهم، وهو من يتحمل المسؤولية الأولى عما يقع للشعب، تلك الحقيقة التي لم يعد إعلام الانقلاب قادرًا على إخفائها أو تجميلها أو صناعة قناعات بغيرها، وبات الجميع يدرك أن نقطة البداية والحل الناجع لما وصلت له الامور وما آلت له الأحوال هو الخلاص من تلك الحقبة التي شوهت تاريخ مصر وخرَّبت حاضرها ورهنت مستقبلها".