ذكرت مصادر في المخابرات الأمريكية أن إسرائيل بعيدة كثيرًا عن "تدمير حركة حماس"، رغم قتل جيشها ما بين 20 إلى 30 بالمئة من مقاتلي الحركة في هجماتها المستمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، حسب زعم الجيش الإسرائيلي.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال، عن مصادر في المخابرات الأمريكية، قولها إن حماس "لديها ما يكفي من الذخيرة لمهاجمة إسرائيل والقوات الإسرائيلية لعدة أشهر"، وفقًا لـ"الأناضول".

ولفتت الصحيفة، إلى أن حماس "تحاول إعادة نشر قوة الشرطة في بعض أجزاء غزة"، في إشارة إلى بعض المناطق التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية، خاصة في شمال القطاع.

وأشارت إلى تقديرات تتحدث عن مقتل 20 إلى 30 بالمئة من مقاتلي حماس، "إلا أن هذا المعدل بعيد كل البعد عن هدف إسرائيل المتمثل في تدمير حماس"، وفقًا للصحيفة.

ونقلت الصحيفة الأمريكية، اعتراف المسؤولين الإسرائيليين بعدم تحقيق هدفهم المتمثل في تدمير حماس، رغم الحملة الجوية والبرية العدوانية داخل غزة، والتي أسفرت عن مقتل آلاف المدنيين.

ولفتت إلى تغيير حماس تكتيكاتها ضد الهجمات الإسرائيلية، وأن مقاتليها نفذوا عمليات ضمن مجموعات صغيرة، ونصبوا كمائن للقوات الإسرائيلية المهاجمة.

 

لن ننتصر على حماس

كما أكد ضباط ومسؤولون إسرائيليون سابقون أن الانتصار على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في حرب غزة لم يعد ممكنًا، وأنه لم يعد من خيار سوى القبول بصفقة لتبادل الأسرى يحدد شروطها يحيى السنوار رئيس حركة حماس.

وفي سياق متابعتها الحرب في قطاع غزة وتداعياتها، نقلت القناة 12 عن اللواء احتياط يتسحاق بريك قوله إنه رغم تدمير 1100 فتحة نفق، فإن ثمة آلاف الأنفاق الإضافية ومئات الكيلومترات منها، وفي ظل عدم حل هذه المعضلة، فلن يتحقق الانتصار على حماس، وفقًا لـ"الجزيرة".

وفي رده على طرح مقدم البرنامج بأن السيطرة على الحدود ومحور فيلادلفيا يمكن أن تحقق الانتصار في الحرب، قال بريك: "لا يمكن الانتصار في الحرب.. يجب أن نواجه الحقيقة، وأن نقولها، ونكف عن قصص نحن ونحن ونحن (..) برأيي، من الصعب جدًا اليوم تقويض حماس، والأسهل هو استعادة المخطوفين".

في حين نقلت قناة "كان 11" الإسرائيلية عن رئيس جهاز الموساد سابقًا تامير باردو، تأكيده أنه لم يعد هناك خيار أمام إسرائيل إلا القبول بعقد صفقة لتبادل الأسرى يحدد السنوار شروطها وموعد الإفراج عن الأسرى، مضيفًا "إذا أنهينا الحرب بـ136 رون آراد (في إشارة إلى اسم طيار مفقود منذ 36 عامًا) أو بـ136 تابوتًا، فإن إسرائيل -للمرة الأولى منذ إقامتها- ستخسر الحرب".

وأضاف أن ما يجب على إسرائيل الحرص عليه هو تصحيح ذلك الفعل الفظيع بتخلي الدولة عن مواطنيها وبخيانتها لهم، مضيفًا أن "السنوار بعيد عن أي ضغط، ونحن اليوم بعيدون جدًا عن حسم المعركة البرية (..) إذا قررت الحكومة ورئيسها التخلي عن المخطوفين فليقل ذلك علنًا أمام الجمهور".

 

غوص في الوحل

بدوره، قال إليئور ليفي، وهو محرر الشؤون الفلسطينية في قناة كان 11، إن ما يحدث اليوم هو نوع من الغوص في الوحل بقطاع غزة وليس التموضع فيه، وهو يذكر بغوص الأمريكيين في الوحل العراقي، معتبرًا ذلك بداية حرب استنزاف في قطاع غزة.

من جهتها، قالت أميراف سبيرسكي، وهي شقيقة أسير قتل في غزة، إن الحكومة تكذب عليهم وتخلت عن ذويهم وضحت بهم، مشيرة إلى أنها تقصد أشخاصًا محددين في الحكومة وهم من يقولون: "فقط القتال.. فقط القتال".

ونقلت وسائل إعلام تصاعد تفاعلات أهالي الأسرى أمام منزل رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ومن ذلك ما قاله متظاهر أمام منزل نتنياهو في قساريا "في كل مدينة ستلجأ إليها يا بنيامين سنكون هناك.. عليك أن ترتجف هذه اللحظة، ولن تساعدك الحبوب المهدئة".

في حين قالت قريبة أحد الأسرى الإسرائيليين "تحولت توسلاتنا من تحرير ذوينا إلى المطالبة بإنقاذ حياتهم، نحن نطالب بعقد مؤتمر دولي بمشاركة قطر ومصر والولايات المتحدة وإسرائيل لتسوية الأمور والوصول إلى حل".