أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم السبت، عن اشتباكات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، شمال قطاع غزة.

وقالت الكتائب في بيان: "مجاهدونا يخوضون معارك ضارية من مسافة صفر مع قوات العدو المتوغلة، شرق جباليا، شمال قطاع غزة".

بينما نقلت القناة 14 الإسرائيلية، عن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أنه من المحتمل توسع الحملة العسكرية في الشمال إذا لم يتم التوصل إلى تسوية سياسية.

يأتي ذلك في ظل استمرار عزلة القطاع عن العالم الخارجي لليوم الثامن على التوالي جراء انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت بفعل القصف الإسرائيلي المستمر.

 

مخيمات نزوح جديدة

دائرة شئون اللاجئين الفلسطينيين: الاحتلال مُصر على تنفيذ مخطط التهجير  القسري في غزة | المهاجر

تواصل جهات فلسطينية محلية ونازحون إنشاء مخيمات عشوائية ومنتظمة في مدينة رفح، أقصى جنوب قطاع غزة، آخرها مخيمين اثنين غرب المدينة، شرعت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بإنشائهما.

وقالت الجمعية، في بيان، إنها أنشأت مخيمي إيواء جديدين للنازحين في منطقة مواصي رفح، تضم في كل مخيم 50 عائلة. وسبق للجمعية أن أسهمت في إنشاء مخيمين آخرين لإيواء النازحين جنوبي القطاع.

وأفاد شهود عيان، أن النازحين الواصلين لمدينة رفح يعكفون على إنشاء خيام عشوائية في أراضٍ فارغة أو شوارع، لإيواء عائلاتهم.

ورغم صعوبة أوضاعهم المعيشية، إلا أن النازحين، الذين وجودوا من المراكز الطبية في مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، ملجأ لهم ما زالوا يتعرضون لاعتداءات إسرائيلية.

آخر هذه الاعتداءات، وفق بيان لجمعة الهلال الأحمر، إطلاق نار مكثف من مسيرات إسرائيلية باتجاه النازحين المتواجدين في مستشفى الأمل التابع لها ومقر الجمعية بالمدينة.

وأفادت الجمعية بإصابة عدد من النازحين بالرصاص، حيث يأتي ذلك بعد يوم من قصف مدفعي مكثف استهدف محيط مستشفى الأمل.

ولأكثر من مرة، قالت الجمعية ووزارة الصحة، إن هناك خشية من تكرار ما حدث مع المستشفيات الواقعة شمالي قطاع غزة، بدءًا من استهداف محيطها وصولًا إلى قصفها المباشر ومحاصرتها واعتقال من فيها، مع مستشفى الأمل.

وخلال الحرب المتواصلة في غزة، استهدف الجيش الإسرائيلي العديد من المنشآت الطبية وسيارات الإسعاف، وكانت في البداية تستهدف بشكل أساسي المنشآت الطبية شمال ووسط القطاع، ثم انتقلت إلى المؤسسات الواقعة جنوبا مع اتساع رقعة المعارك البرية بعد انتهاء الهدنة الإنسانية المؤقتة مع "حماس" مطلع ديسمبر الماضي.

 

معارك عنيفة

جيش الاحتلال: إصابة 5 جنود بجروح خطيرة في معارك غزة خلال 24 ساعة | القاهرة  الاخبارية

المعارك العنيفة بين الفصائل الفلسطينية المسلحة والجيش الإسرائيلي تتواصل وسط غارات دامية أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى، وفق إفادة مصادر طبية.

فيما قالت الفصائل وأبرزها كتائب "القسام"، الجناح المسلح لحركة "حماس"، و"سرايا القدس"، الجناح المسلح للجهاد الإسلامي، إنها نفذت عمليات ضد الجيش أوقعت قتلى وجرحى في صفوف الجنود.

ففي محافظتي غزة والشمال، ورغم انسحابات الجيش من أحياء واسعة، إلا أنه يجري بين الفينة والأخرى توغلات سريعة يتخللها عمليات عسكرية من تدمير واعتقال للمواطنين وقتلهم.

فإلى جانب أماكن تموضعه في الأطراف الشمالية والشرقية من شمالي القطاع، والأطراف الشرقية والغربية لمحافظة غزة، إلا أنه يجري منذ ثلاثة أيام توغلات سريعة لعدة مناطق في الشمال وغزة.

هذه التوغلات الخاطفة يصاحبها قصف مدفعي وجوي مكثف في مناطق التقدم خاصة غرب غزة، وشمال القطاع.

آخر هذه التوغلات كانت في منطقة دوار أبو مازن، غرب مدينة غزة، حيث اقتحمها الجيش وسط غارات عنيفة ومكثفة طالت أيضًا محيط مجمع الشفاء الطبي، وأسفرت عن قتلى وجرحى.

ووفقًا لـ "الأناضول"، نقلًا عن مصادر محلية وشهود عيان، إن الجيش "اعتقل مجموعة من النازحين كانوا يتواجدون في مراكز للإيواء في المنطقة، وقتل بعضهم بشكل مباشر".

وبحسب المصادر، فإن اشتباكات اندلعت في مكان التوغل وأماكن أخرى مثل "حيي التفاح والدرج (شرق مدينة غزة)، وشرق بلدة جباليا (شمال)، وشمال شرق بلدة بيت حانون وبيت لاهيا (شمال)".

بدورها، قالت كتائب "القسام"، في بيان، إن مقاتليها استهدفوا "قوة صهيونية تحصنت داخل مبنى في حي الزيتون، وأوقعنا أفرادها بن قتيل وجريح".

وأضافت في بيانين منفصلين، إنها استهدفت "مبنى تحصنت فيه قوات خاصة صهيونية، واشتبكنا معهم بالأسلحة الرشاشة، ودبابة صهيونية بقذيفة الياسين 105، وذلك في منطقة جنوب غرب مدينة غزة".

وذكرت أنها "استهدفت مبنى تحصن به جنود بحي الشيخ رضوان، حيث تم إطلاق النار على جندي بشكل مباشر".

من جانبها، قالت "سرايا القدس"، في بيان، إن مقاتليها استهدفوا "آلية عسكرية صهيونية بقذيفة تاندوم، شرق جباليا، شمالي القطاع".

 

وسط وجنوبي القطاع

أين تدور المعارك الحاسمة بين المقاومة وجيش الاحتلال الآن؟! .. خبير عسكري  يجيب | نبأ- وكالة الصحافة الوطنية

وفي وسط القطاع، تتواصل الغارات الجوية، آخرها استهداف منزل في مخيم النصيرات، أسفر عن قتلى وجرحى.

كما تندلع الاشتباكات مع قوات الجيش الذي يتمركز بعدة محاور في مخيم البريج، وأطراف منطقة المغازي الشرقية.

وقالت كتائب "القسام"، في بيان، إن مقاتليها استهدفوا "دبابة صهيونية من نوع ميركافا بقذيفة الياسين 105، شمال شرق مخيم البريج".

من جانبها، قالت سرايا القدس، في بيانين منفصلين، إن مقاتليها قصفوا "بقذائف الهاون جنود وآليات العدو الصهيوني في محاور التقدم شرق البريج، وشرق المغازي".

وفي مدينة خان يونس، قالت وكالة الرأي الحكومية بغزة، إن الجيش الإسرائيلي "نسف مربعًا سكنيًا وتجاريًا في منطقة البلد، وسط المدينة".

كما شنت المقاتلات الحربية غارات عنيفة متفرقة على المدينة، وسط محاولات الجيش للتقدم البري إلى عمقها، الأمر الذي تفشله ضربات "المقاومة"، بحسب الوكالة.

وقالت "القسام"، في بيان، إن مقاتليها "قنصوا جنديين صهيونيين ببندقية الغول، شرق خان يونس".

وأضافت في بيانين منفصلين، إن مقاتليها استهدفوا "4 دبابات من نوع ميركافا، بينهم واحدة تواجد بجوارها جنديان، وذلك بعبوات شواظ وقذيفة الياسين 105 شرق المدينة".

 

إحباط إسرائيلي

مسير كشفي في ذكرى الانسحاب الإسرائيلي من غزة | الشرق الأوسط

وفي مطلع يناير الجاري، انسحب الجيش الإسرائيلي من عدة مناطق بمحافظتي غزة والشمال، واللتين توغل فيهما ضمن عمليته البرية، التي بدأها في 27 أكتوبر الماضي.

والخميس، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، إنه لا يوجد حل كامل لجيوب المقاومة في غزة، وذلك بعد أقل من أسبوع على إعلانه انتهاء العمليات البرية في شمال غزة، لكن الضربات التي وجهتها المقاومة من الشمال شكلت "إحباطًا" لدى إسرائيل، وفق وصف وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشيه يعلون.

وفي وقت سابق الخميس، أعرب وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشيه يعلون، عن شعوره "بالإحباط" حيال استعادة حركة "حماس" السيطرة على شمال القطاع وذلك بعد أيام من إعلان الجيش انتهاء عملياته البرية في الشمال.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها يعلون لصحيفة "معاريف" العبرية، كشف خلالها عن شعوره أيضًا بالأسف حيال سياسات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تجاه مسار الحرب الدائرة منذ أكثر من 3 أشهر.

وقال: "الجيل الحالي من الجنود الإسرائيليين يقوم بعمل احترافي للغاية، ولا توجد منطقة أكثر صعوبة للقتال فيها من منطقة سكنية (في قطاع غزة)، لكن حماس تسيطر مرة أخرى على شمال القطاع وهذا إحباط هائل".

واعتبر أن نتنياهو "يضحي" بالمختطفين الإسرائيليين في قطاع غزة من أجل "البقاء في السلطة".

وأضاف: "الآن أصبح من الواضح أنه (نتنياهو) يضحي بالمختطفين من أجل البقاء في السلطة. أشعر بالأسف من أجلنا".

وذكر يعلون أن الاعتبارات السياسية لنتنياهو "تؤثر سلبًا" في طريقة إدارة الحرب على غزة، المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023.

وتابع: "الجيش يريد التحرك ضد حماس، لكن السؤال هو ماذا يريد المستوى السياسي (في إشارة لنتنياهو)؟".

ومنذ 7 أكتوبر 2023 يشن الجيش الإسرائيلي حربًا مدمرة على غزة خلّفت حتى اليوم السبت 24 ألفًا و927 شهيدًا، و62 ألفًا و388 مصابًا. وتسببت بنزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.