قال السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز إن هناك قلقًا متزايدًا لدى الشعب الأمريكي وفي الكونجرس من أن ما تفعله «إسرائيل» ليس حربًا ضد حماس، بل ضد الشعب الفلسطيني.

ووفقا لما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" حقيقة أن الأطفال يتضورون جوعًا حتى الموت بفضل المساعدات العسكرية الأمريكية أمر شائن، وتابع: مئات الآلاف من الأطفال في غزة يتضورون جوعًا أمام أعيننا، والوضع أصبح أسوأ، رغم الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة، وفقًا لـ"المصري اليوم".

وأكد تعرض منشآت الأمم المتحدة للقصف في غزة، على الرغم من مشاركة إحداثياتها مع قوات الاحتلال "الإسرائيلي، لافتًا إلى أن الدمار الذي لحق بغزة بعد 100 يوم فاق الدمار الذي شهدته مدينة دريسدن الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية".

 

أهالي غزة معرضون للموت جوعًا

ودعت 3 منظمات رئيسة تابعة للأمم المتحدة إلى إيصال المساعدات لقطاع غزة بشكل «أسرع وأكثر أمانًا. وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسف وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية إنه مع تزايد خطر المجاعة، وتعرض المزيد من الناس لتفشي الأمراض الفتاكة، هناك حاجة ماسة لخطوة تغيير أساسية في تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وفي 23 من ديسمبر الماضي، ذكرت الأمم المتحدة أن 4 من كل 5 أشخاص الأكثر جوعًا في العالم موجودون في قطاع غزة اليوم.

ويحذر فلسطينيون ومنظمات إغاثية من أن آلاف السكان بقطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، "قد يموتون إذا لم تتحسن الظروف الإنسانية بشكل كبير".

وتسمح إسرائيل بدخول كمية محدودة فقط من المساعدات الإنسانية لغزة، ما يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع الذي يواجه حربا إسرائيلية منذ أكثر من 100 يوم.

ولا يجد مئات آلاف الأطفال الفلسطينيين في القطاع الطعام والمياه بشكل كاف أو صحي منذ أكثر من شهرين حيث نفدت المواد الغذائية، أو قصف الجيش الإسرائيلي المتوفر منها، فيما لا تدخل إلا كميات محدودة من المساعدات.

وفي خيمة داخل مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، لا يقوى الطفل محمود نصر (8 أعوام) على الوقوف من مكانه واللعب بسبب الهزال الشديد الذي يعاني منه جراء الجوع.

ويبحث الفلسطيني سيد نصر، والد الطفل محمود، يومياً منذ ساعات الصباح الباكر عن طعام لأفراد أسرته الخمسة لكنه لا يجد إلا بعض الأرز والمياه غير المحلاة وهو ما يعتمد عليه فقط للبقاء على قيد الحياة.

ويقول نصر، إن "الأوضاع صعبة للغاية، والجوع يجتاح غزة ويغزو المنازل ومراكز الإيواء ويهدد حياة الأشخاص بشكل واسع".

ويضيف: "الوجبة الرئيسة في غزة حالياً هي طبق الأرز المسلوق في ظل عدم توفر الدقيق والخبز"، مستدركًا أن أسعار الأرز في ارتفاع غير مسبوق، وفقًا لـ"الأناضول".

ويتابع: "الأرز لا يلبي جميع الاحتياجات الغذائية للأطفال الذين باتوا يرفضون تناوله كونه رديء الجودة ومطبوخًا بطريقة سيئة بسبب عدم توفر الملح والبهارات والمياه النظيفة".

ويشير إلى أن أطفاله يصابون عادة بالدوار ويحصلون على بعض محاليل التغذية بين الحين والآخر حتى يبقوا على قيد الحياة، موضحًا أنهم يشترون هذا المحلول من بعض الصيدليات التي ما زالت تعمل بمدينة غزة.

 

أتوسل لإطعام أطفالي

ويخرج عادل محيسن النازح من حي الشجاعية شرق مدينة غزة باتجاه المناطق الغربية يومياً إلى شارع "الرشيد" الساحلي بانتظار وصول الشاحنات المحملة بالمساعدات للحصول على بعض المواد الغذائية ولكنه عادة ينتظر بلا جدوى بسبب عدم وصول الشاحنات.

ويقول محيسن: "كنت أتوسل لإطعام أطفالي الذين يتضورون جوعًا ولم أجد أي شيء يسد جوعهم، فقررت أن أخاطر بحياتي وأتوجه إلى شارع البحر وأنتظر الشاحنات القادمة من الجنوب لعلي أحظى بشيء من الطعام".

ويضيف: "القوات الإسرائيلية تطلق النار علينا وشاحنات المساعدات تصل على فترات طويلة لذلك غالبًا ما أعود دون أن أحصل على شيء".

ويشير إلى أنه اشترى كمية قليلة من الأرز والمكرونة قبل أيام من متجر صغير كان مغلقاً منذ بداية الحرب وأعاد فتح أبوابه وكان لديه كميات محدودة من البضائع.

ويتابع: "إذا استمر الحال على ما هو عليه فإن أطفالي سيموتون جوعًا فلا يتوفر بالأسواق إلا كميات ضئيلة من الأرز والمعكرونة فقط وهو ما نأكله منذ أكثر من شهر. حتى هذا الطعام لا يلبي الاحتياجات الغذائية للأطفال".

الفلسطيني هاني أسعد، من سكان حي الرمال في مدينة غزة، رزق بطفل قبل نحو شهر ويواجه حاليًا صعوبات كبيرة في الحصول على حليب مناسب له.

ويقول هاني: "طفلي يحتاج إلى حليب ولا أملك المال اللازم لذلك وفي حال امتلكت فإني لا أجد الحليب المناسب، والرضاعة الطبيعية لا تكفي لأن زوجتي لا تتناول العناصر الغذائية المتكاملة".

ويضيف: "أخشى أن أفقد طفلي الأول بسبب الجوع فهو يعاني حاليًا من هزال شديد".

 

شاحنات المساعدات الغذائية خارج قطاع غزة

وفي بيان صدر عن الأمم المتحدة أمس الثلاثاء، قالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي ماكين: "يواجه سكان غزة خطر الموت جوعاً وذلك على بعد أميال قليلة فقط من شاحنات مليئة بالأغذية".

وأضافت ماكين: "كل ساعة تعرّض أرواح لا حصر لها للخطر. ولا يمكننا منع وقوع مجاعة إلا إذا تمكنا من إيصال إمدادات كافية وتوفرت لنا إمكانية وصول آمنة إلى جميع الأشخاص المحتاجين، وأينما كانوا".

وأشار البيان الأممي، إلى أن آخر تقرير صادر عن "مبادرة التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي" وجد مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي في غزة.

وأكد التقرير أن سكان غزة بأسرهم يعانون أزمة غذائية أو مستويات أسوأ من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأوضح أن جميع الفلسطينيين في غزة لا يحصلون على وجبات كافية في اليوم، بينما يلجأ العديد من الراشدين إلى حرمان أنفسهم من الغذاء لتقديمه إلى أطفالهم، وقد حذّر التقرير من وقوع مجاعة إذا تواصلت الظروف الحالية.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حربًا مدمرة على غزة خلّفت حتى الأربعاء، 24 ألفًا و448 شهيدًا و61 ألفًا و504 مصابين، وتسببت بنزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب السلطات الفلسطينية والأمم المتحدة.