لوحّت إسرائيل في مطلع الشهر الماضي بملاحقة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في كل مكان، عبر استخدام "بروتوكول ميونيخ"، الذي اعتمدته بعد عملية ميونيخ التي قامت بها منظمة "أيلول الأسود" عام 1972، التي استهدفت فريق الألعاب الأولمبية الإسرائيلية.

والأربعاء، تعهد رئيس الموساد الإسرائيلي بأن يصل جهاز الاستخبارات إلى جميع قادة حماس، وذلك غداة اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي للحركة صالح العاروري في ضربة في لبنان.

وقال ديفيد برنيع: إن جهاز الاستخبارات "ملتزم بتصفية الحسابات مع القتلة الذين وصلوا إلى غلاف غزة في 7 أكتوبر" ومع قيادة حماس، حسب قوله.

وأضاف برنيع: "سيستغرق الأمر وقتًا، تمامًا كما حدث بعد مذبحة ميونيخ، لكننا سنضع أيدينا عليهم أينما كانوا"، حسب تعبيره.

وتابع: "على كل أم عربية أن تعلم أنه إذا شارك ابنها بشكل مباشر أو غير مباشر في مذبحة السابع من أكتوبر فإن دمه سيكون في رقبته".

ومساء الثلاثاء الماضي، اغتال جيش الاحتلال الإسرائيلي العاروري واثنين من قادة كتائب عز الدين القسّام في قصف نفّذه على ضاحية بيروت الجنوبية.

والعاروري هو من مؤسسي كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية، وقضى نحو 15 عامًا في سجون الاحتلال، قبل إبعاده عن الأراضي الفلسطينية.

 

ما بروتوكول ميونيخ؟

وفي هذا الإطار، أوضح الخبير العسكري والإستراتيجي ناجي ملاعب، أنه في عام 1972، قام مقاتلون فلسطينيون بالذهاب إلى ميونيخ وارتداء بزات رياضية، وتسلقوا الجدران وصولًا إلى البعثة الإسرائيلية في سادس يوم من الألعاب الأولمبية، واستطاعوا الوصول إلى اللاعبين الإسرائيليين الأحد عشر، حيث قُتل اثنان منهم فورًا.

وأضاف: أن المقاتلين الفلسطينيين استطاعوا أسر تسعة إسرائيليين، وبعد ذلك بدأوا بالتفاوض مع السلطات الألمانية، وفقًا لـ"فضائية العربي".

وتابع بأن المقاتلين تمكنوا من التفاوض للخروج من مكان البعثة باتجاه قاعدة عسكرية، للذهاب خارج ألمانيا على أن تقلهم من هناك طائرة هليكوبتر.

وأردف أن الطائرة المروحية كانت فارغة عندما دخل المقاتلون إليها، لذلك احتفظوا بالأسرى الذين كانوا مكبلين، حيث قتلوا جميعًا في حينه، فيما استطاع بعض المقاتلين الفرار.

وأشار الخبير العسكري والإستراتيجي إلى أن إسرائيل لاحقت المقاتلين في كافة أماكن وجودهم، واغتالوا بعض ممثلي منظمة التحرير ولاحقوا كل من كان على صلة بهذه العملية وقتلوه.

وخلص ملاعب إلى أن بروتوكول ميونيخ يعني أن كل من قاتل من حماس وكل من هو قائد مسؤول عن عملية 7 أكتوبر وُضع تحت المراقبة، وقيد القتل باعتقاد إسرائيل، حيث إنها بدأت بصالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، اليوم الأحد، ارتفاع حصيلة الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 22 ألفًا و835 شهيدًا منذ 7 أكتوبر الماضي.

الوزارة قالت، في بيان عبر منصة تليجرام: "اليوم الـ93 للعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة.. الاحتلال الإسرائيلي يتركب 12 مجازر ضد العائلات، راح ضحيتها 113 شهيدًا و250 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية".

وأفادت بـ"ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 22.835 شهيدًا، و58.416 إصابة"، منذ السابع من أكتوبر الماضي".

والحصيلة السابقة، التي أعلنتها الوزارة السبت، كانت 22 ألفًا و722 شهيدًا، و58 ألفًا و166 جريحًا، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة.

وردًا على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى"، شنت حركة "حماس" في 7 أكتوبر الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية بمحيط غزة، بعد أن اخترقت الجدار العازل المزود بتكنولوجيا دفاعية متقدمة.

وقتلت "حماس" في الهجوم نحو 1200 إسرائيلي وأسرت حوالي 240، بادلت قرابة 110 منهم مع إسرائيل، التي تحتجز في سجونها نحو 8600 فلسطيني، وذلك خلال هدنة بوساطة قطرية مصرية أمريكية استمرت لمدة أسبوع حتى 1 ديسمبر الماضي.