ركزت تحليلات صحفيين ومعلقين في وسائل إعلام إسرائيلية على استمرار حركة المقاومة الإسلامية حماس في إدارة قطاع غزة، واعتبروا أن طريقة إطلاق سراح المحتجزين تؤكد وجود جهاز قيادي يسيطر على الوضع في غزة.

ونقلت القناة 13 عن رئيس الموساد سابقًا، داني يتوم قوله: "إن حركة حماس ما تزال تقف على رجليها ولم تضرب بشكل كبير"، مستدلًا على كلامه بكون التعليمات بشأن وقف إطلاق النار وصلت مقاتلي حماس جميعًا.

 

الأسرى يرفعون أعلام حماس

أما الجنرال في الاحتياط أمير أفيقي، وهو رئيس حركة " الأمنيون"، فركز على الأسرى الفلسطينيين الذين تم تحريرهم يوم الثلاثاء، قائلًا إنهم رفعوا أعلام حركة حماس وهم في الحافلات، وإن الذين استقبلوهم رفعوا أعلام فلسطين، و"هذا يعني أن حماس أصبحت بطل الفلسطينيين في الضفة الغربية".

وأضاف أن حركة حماس قامت بتحرير أسرى من كل الفصائل، و"إن حركة حماس أصبحت هي البطلة لا أحد ينظر إلى السلطة"، مشيرًا إلى إن "إسرائيل" من خلال انشغالها بحماس في غزة، فهي تدعمها في الضفة الغربية، حسب قول الجنرال الإسرائيلي.

 

حماس بطلة في الضفة

وتحدثت الصحفية إيلا حسون للقناة 11، عن ما وصفته بالسر، وهو أن " حماس بطلة في "يهودا والسامرة" الضفة الغربية، وهي تتحكم في جنين وطولكرم وتتحكم وإن بصورة أقل في الكثير من الأماكن في الضفة الغربية.. ولو أجريت انتخابات الآن لفازت حماس".

وفي السياق نفسه، تحدث الصحفي الإسرائيلي أوهيد حيمو للقناة 12 إنه غير متفاجئ لأنه بعد 52 يومًا من الحرب، فإن القيادي في حركة حماس يحيى السنوار ما يزال حيًا ويسيطر على الميدان.

وقال: "إن الصور التي رأيناها أمس تدل على قصة مهمة جدًا لقد تم تحرير المحتجزين من شمال قطاع غزة.. وأريد أن أذكر أن الجيش الإسرائيلي يسيطر على شمال القطاع أو على جزء كبير منه"، مضيفًا أنه في المنطقة التي احتلتها "إسرائيل" يتم فيها استعراض قوة مسلحي حماس الذين يتواجدون هناك والكثير من الجماهير تحييهم.. ويحدث هذا علنًا في وضح النهار في قلب مدينة غزة وليس في خان يونس ولا في رفح.."

وحسب الصحفي الإسرائيلي، فإن المسلحين الفلسطينيين يستجيبون لوقف إطلاق النار، و"معنى هذا الكلام وجود جهاز قيادي لحماس لديه السيطرة الكاملة وما يزال يعمل"، مؤكدًا أن شمال قطاع غزة هو المكان الأكثر تحديًا من ناحية حماس..

 

شعبية حماس في تزايد

وكانت مشاهد تسليم المقاومة الفلسطينية لدفعات المحتجزين لديها في قطاع غزة، لافتة وحظيت بتفاعل واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، إلا أن المقطع الذي وثق تسليم الدفعة السادسة كان أبرزها، وأثار ردود فعل مغردين إسرائيليين.

ومساء الأربعاء، بثت كتائب عز الدين القسام مشاهد عملية تسليمها بالاشتراك مع سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد، الدفعة السادسة من المحتجزين الإسرائيليين الذين ظهروا في صحة جيدة وسعادة وابتهاج وتبادلوا مع عناصر المقاومة الابتسامات والمصافحة والعناق.

وشملت المشاهد تأدية سيدات أسيرات التحية العسكرية لعناصر المقاومة وتلويح فتيات بود ظاهر لهم، إضافة إلى التعبير عن الامتنان بكلمات وداع، وهو الأمر الذي يعد امتدادًا لمشاهد مشابهة نشرتها القسام لعمليات التسليم السابقة.

ورغم مسارعة نشطاء إسرائيليين لاعتبار هذه التفاعلات "مصطنعة" أو حدثت تحت التهديد، فإن وسائل إعلام إسرائيلية نقلت شهادات أقارب المفرج عنهم، التي أكدت أنهم عُوملوا بطريقة إنسانية ولم يتعرضوا لأي اعتداء أو تعذيب، ولم يجدوا ما روّجته الرواية الرسمية بشأن ما هو متوقع حدوثه معهم في غزة.

وأعاد هذا التفاعل إلى الواجهة شهادة الأسيرة الإسرائيلية المفرج عنها "يوخفد ليفشيتز" التي قالت في مؤتمر صحفي عن معاملة القسام لها خلال الأسر: "قالوا لنا إنهم أناس يؤمنون بالقرآن، ولن يسيئوا لنا. لقد عاملونا بود داخل الأسر، ووفروا لنا كل ما نحتاج إليه، واهتموا بتوفير أدوية مماثلة لتلك التي كنا نتناولها في إسرائيل".

 

غضب إسرائيلي

وأثار ذلك غضب نشطاء ومحللين لدى الاحتلال الإسرائيلي والذين طالبوا بمنع بث هذه المقاطع في وسائل الإعلام الإسرائيلية، لما تتركه من أثر في تبديد ونسف الرواية والدعاية الإسرائيليتين.

ورصد برنامج شبكات (30/11/2023) تعليقات مغردين إسرائيليين على تلك المشاهد ومن ذلك ما كتبه سنجر: "حماس تطلق سراح الرهائن الإسرائيليين بهذه الصورة الإنسانية ووسائل الإعلام الإسرائيلية بالكاد تنشر ذلك حتى لا تقول إنها ضيقة الأفق.. هذا يزيد من شعبية حماس، وبالتالي تزداد قوتها".

ولم يستسلم فالنتينو لاتهامات الإعلام الإسرائيلي باعتبار هذه المشاهد مصطنعة وكتب "تبدو مشاهد حقيقية بالنسبة لي، الطريقة الوحيدة التي سنعرف بها الحقيقة أن تسمحوا للرهائن المفرج عنهم بالتحدث لوسائل الإعلام.. لماذا حظرت الحكومة الإسرائيلية تحدثهم للصحافة؟ ماذا عليهم أن يخفوا؟ ما الذي يريد نتنياهو تحقيقه؟!".

وضمن التفاعل العربي، غرد عماد: "أخلاق المقاومة وقسامنا مستمدة من تعاليم ديننا الإسلامي.. في المقابل ينكل الاحتلال بأسرانا"، فيما كتبت نورا: "حضن وسلام وابتسامة.. حرب إعلامية خاضتها المقاومة بكل نزاهة وصدق وأمانة بعكس العدو المجرم".

وفي محاولة لإنعاش الرواية الإسرائيلية التي تزعزعت بفعل تلك المشاهد، كشفت القناة الـ13 الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلب لقاء محتجزة إسرائيلية أفرجت عنها القسام ضمن صفقة التبادل، وتمكث في أحد المستشفيات، إلا أنها رفضت طلبه وامتنعت عن مقابلته.